أحد متزعمي المجموعات المسلحة: تعرضنا للخيانة وقادة «الجيش الحر» لصوص وفاسدون

13-02-2013

أحد متزعمي المجموعات المسلحة: تعرضنا للخيانة وقادة «الجيش الحر» لصوص وفاسدون

«الثورة الحقيقية في سوريا انتهت... لقد تعرضنا للخيانة» يقول بحسرة أبو محمود القائد لكتيبة من المقاتلين في بلدة اطمة الواقعة شمال غرب سوريا، والذي لا يخفي حسرته الشديدة على ما آل إليه الحال.
ويؤكد أبو محمود «ثورتنا الجميلة سرقها اللصوص والفاسدون» في اتهام مباشر لبعض قادة «الجيش السوري الحر» الذين اغتنوا بحقارة بينما الثوار الحقيقيون يموتون على الجبهة».ابو محمود يقطع الخشب في اطمة في ريف ادلب في 10 شباط الحالي (ا ف ب)
وفي حديقة منزله ببلدة اطمة الحدودية مع تركيا، التي تشكل قاعدة خلفية رئيسية للمسلحين السوريين، يروي أبو محمود بحسرة لوكالة «فرانس برس» كيف فاض به الكيل من هذه التجاوزات، الأمر الذي دفعه لترك رشاشه الكلاشنيكوف من اجل «قطع الأخشاب ورعي الماعز في الجبل».
وتؤكد قصته ظاهرة تتنامى في مناطق خرجت عن سيطرة السلطة: مقاتلون حملوا السلاح منذ بداية الثورة على النظام يختارون ترك سلاحهم بسبب شعورهم بالغضب الشديد والاشمئزاز من الفساد الذي يقولون انه متفش بشدة في قيادة «الجيش الحر».
ويضيف أبو محمود «من يسمون أنفسهم قادة يرسلوننا لكي نقتل ويبقون هم في الخلف لجني المال. وإذا جاؤوا إلى الجبهة فلا يكون ذلك سوى للسرقة والنهب، فهم لا يخوضون المعارك. ومع ذلك فإنهم اليوم من يتربعون على رأس حركة التمرد». ويتابع «لا يمرون بمكان إلا وقاموا بسرقة ونهب كل ما يستطيعون حمله ليبيعوه على الأثر هنا، أو بصورة غير مشروعة في تركيا: سيارات، أجهزة منزلية، بنزين، قطع أثرية... كل ما يمكنكم تخيله».
وساق على سبيل المثال أسماء نحو عشرة من قادة «الجيش الحر» في محافظة ادلب ومدينة حلب. مثل هذا الضابط من «صقور» دمشق المشهور بـ«سطواته» على الشقق التي هجرها سكانها في حلب أو قائد كتيبة من 100 رجل «باع أسلحته وسياراته وحتى مقر قيادته في مركز باب الهوى الحدودي» ليبني منزلين فخمين ويتخذ زوجة ثالثة. أو هذا الصانع السابق في اطمة الذي كان على وشك الإفلاس قبل «الثورة» ثم عمل في إمدادات «الجيش الحر» ومساعدة النازحين ليصبح الآن مالكا لوكالة للسيارات الفاخرة. ويقول أبو محمود بأسى «المشكلة أن الكثير من هؤلاء الضباط المزيفين لديهم اليوم داعمون في الخارج».
وفي اطمة يمكن لهذا الضابط الفار التحدث بشرعية تامة فهو مشهور بنزاهته وشجاعته وعيشته المتواضعة، التي تدل عليها سيارته الرباعية الدفع القديمة المتهالكة. وكان هذا الرجل الذي تجاوز الثلاثين يقود «الكتيبة 309»، وهي وحدة من 35 رجلا تتمركز في مجموعة من الخيم وسط أشجار الزيتون. هذه الوحدة الصغيرة حاربت في المنطقة كلها وأخيرا في حلب.
ويوضح أبو محمود «كنا نقاتل بسبعة رشاشات كلاشنيكوف فقط استولينا عليها من العدو»، مضيفا «كنا نتلقى القليل من المال من مصطفى الشيخ» القائد السابق لـ«الجيش الحر» الذي تم استبعاده. ويضيف بأسى «على الجبهة كان بعض الضباط يمدوننا أحيانا بالذخيرة، لكننا لم نحصل منهم أبدا على أسلحة أو نقود. الذين كانوا يتولون قيادتنا وقتا ما في حلب كانوا يرسلوننا مثل الخراف التي تساق إلى المذبح. ولم يكن لدينا حتى من الطعام ما يسد رمقنا». وتساءل غاضبا «لماذا نحارب ولأجل من نموت؟ من اجل بلدنا؟ أو من اجل هؤلاء الناس الذين يسرقون السوريين؟».
ورفض أبو محمود الانضمام إلى وحدة أخرى، موضحا «لم أجد واحدة شريفة أو واحدة تناسبني»، مضيفا «الإسلاميون؟ الإسلام الذي يأتي مع هؤلاء الأشخاص ليس هو الإسلام الذي اعرفه».
بعض رجال أبو محمود رحلوا والبعض الآخر بقي هنا و«هم يعملون في القرية». ويقر «اليوم نحن هنا لكن عقولنا في الجبهة، تركنا الثورة لكن الثورة لم تتركنا ».

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...