الحلقي يعقد اجتماعاً «تاريخياً وناجحاً» مع ممثلين عن الأكراد السوريين

أكد رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي أن الحكومة منفتحة على كل القوى الراغبة في المشاركة في العملية السياسية على أسس الحوار ورفض التدخل الخارجي وذلك خلال لقاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية مع رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي وأعضاء اللجنة القيادية للمبادرة.

وقالت وكالة الأنباء «سانا»: إن الحلقي عرض الإجراءات التي قامت بها الحكومة لتنفيذ بنود المرحلة التحضيرية لعملية الحوار الوطني، مؤكداً «أن الحكومة منفتحة على كل القوى السياسية والاجتماعية وقوى المعارضة الراغبة في الانخراط والمشاركة في العملية السياسية على أسس الحوار والتشاركية في بناء سورية وفق الثوابت والمبادئ الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية» وشدد على أن «المكون الكردي يعد مكوناً أساسياً من مكونات الحياة الوطنية السورية».
وفي تصريحات لـ «الوطن» قال أوسي إنه تقدم خلال الاجتماع بـ«مطالب الكرد وحقوقهم القومية المشروعة» قاصداً بذلك «دمج الكرد السوريين في الحياة الوطنية السورية وإشراكهم في الحكومة القادمة وكافة المؤسسات الوطنية الأخرى كمجلس الشعب والإدارة المحلية بعيداً عن منطق المحاصصة العرقية والمذهبية ومنحهم حقوقهم الثقافية باعتبار الثقافة الكردية جزءاً من الثقافة السورية». وأضاف: قمت بشرح تفاصيل المشهد السياسي لأكراد سورية والخلفيات التاريخية للقضية الكردية وسبل معالجتها» منوهاً بأن الحلقي «كان متجاوباً جداً».
وأوضح أوسي أن وفد المبادرة «تناقش مع وزير الإعلام عمران الزعبي وبقية الوزراء من أجل الترخيص الرسمي للمبادرة الوطنية للأكراد السوريين من قبل لجنة شؤون الأحزاب كحزب وطني سوري بما يتماشى مع قانون الأحزاب وطالبنا بأن يُسلط الإعلام السوري الرسمي والخاص الضوء على هموم الشريحة الكردية من الناحية السياسية والثقافية وخاصة الوضع الثقافي واللغة الكردية والفن والفلكلور الكردي عبر الفضائيات الرسمية أو تخصيص فضائية لكل مكونات الشعب السوري بما فيهم العرب والكرد وغيرهم وعبر إذاعات تعمل على موجة «إف إم»» وقال إن الزعبي «وعدنا بدراسة هذا الموضوع وإمكانية حله في القريب العاجل».
واعتبر أوسي الاجتماع «تاريخياً» وقال: إنه للمرة الأولى في تاريخ الحكومات السورية في العقود الأخيرة تلتقي لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء بتيار سياسي كردي سوري بعنوانه الكردي الصريح.
ووصف أوسي الاجتماع بأنه «مميز وناجح ومثمر للغاية» وأكد أن المبادرة الوطنية للأكراد السوريين «ستنخرط في الحوار الوطني الشامل القادم وستدعم كل الجهود المبذولة لإنجاح مبادرة الرئيس بشار الأسد بمراحلها الثلاث لما تشكل من ممر آمن لتخطي الأزمة الحالية وستدعم المبادرة الاتصال بالمعارضات الوطنية الداخلية والخارجية وكل الأحزاب الكردية الأخرى لتشجيعها على الانخراط بالعملية السياسية».
وأكد أوسي أن المبادرة الوطنية للأكراد السوريين «ستشارك في الحوار الوطني وجهود المصالحة الوطنية بالتعاون مع لجنة المصالحة الوطنية البرلمانية «التي يترأسها أوسي نفسه» ووزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء «سانا» اعتبر أوسي خطوة الحلقي للاجتماع مع وفد المبادرة الكردية «دليل انفتاح وتعاط إيجابي مع كل القوى الوطنية ومن بينها المكون الكردي الذي يعد مكوناً أساسياً من مكونات الشعب السوري بأطيافه المختلفة».
ونوه أوسي بما «تحقق من إجراءات مهمة في الآونة الأخيرة لجهة الانفتاح على المشهد السياسي الكردي ومنح الجنسية السورية وتدريس اللغة الكردية واحترام التنوع الثقافي لجميع المكونات السورية». وأوضح أن «رؤية المبادرة الوطنية للأكراد السوريين في عملية الحوار تتمثل بالتأكيد على أن يشمل الحوار ممثلين حقيقيين عن مختلف مكونات الشعب السوري ودعوة كل المعارضات الوطنية في الداخل والخارج لحضوره والتركيز على الكتلة الصامتة المستقلة ودون إقصاء لأحد وضرورة مشاركة الأكراد السوريين ودمجهم في الحياة الوطنية السورية بشكل فعال وفي جميع المؤسسات الوطنية والاهتمام بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كافة المناطق والمحافظات السورية».

المصدر: الوطن