فضيحة الجيش الحر في سلقين: مقاتلون ينتحلون شخصية الموتى
في الرابع من تموز الماضي أعلنت ميليشيا الجيش السوري الحر مدينة سلقين الواقعة في ريف إدلب "مدينة محررة"، وعمل عناصر الجيش الحر على توزيع شريط فيديو يظهر فيه قيامهم بأسر مجموعة من الشبان على أنهم "شبيحة" النظام السوري، تحرير سلقين لم يدم أكثر من أسبوع حيث شن الجيش العربي السوري هجوما كاسحا على مواقع ميليشيا الجيش الحر في المدينة، ما دفع برجال رياض الأسعد إلى الإنسحاب تكتيكيا من "المدينة المحررة".
سلقين اليوم تختلف عن سلقين "زمن التحرير"، فالمدينة تعيش في كنف الجيش السوري الذي عمل على إقامة حاجز واحد في المدينة، ورغم مضي حوالي 20 يوما على الإنسحاب التكتيكي إلا ان أخبار المعركة ما زالت الطبق الرئيسي الذي يتناوله السلقينيون.
أخطر الروايات التي يتناقلها ابناء سلقين تتعلق بخيانة كبيرة وقعت في صفوف الثوار، بحيث ان عدد من الأشخاص تمكنوا من إقناع قادة المجموعات المسلحة منذ مدة طويلة بأنهم يعارضون النظام بشراسة مبدين إستعدادهم الكامل للمشاركة في القتال ضد الجيش السوري، إنطوت الحيلة على هؤلاء القادة، ودفع رجال الجيش الحر ثمن أخطاء رؤسائهم في القتال غاليا.
معركة البياضة-طاحونة أبو عقيل.
يشير أحد المعارضين السوريين "أن المعركة التي شهدها محور البياضة-طاحونة أبو عقيل كانت حاسمة، ورغم أن الجيش الحر عمل على تجهيز نفسه بعناية لهذه الموقعة إلا ان خللا حدث، وساهم في سقوط الخطوط الدفاعية لمسلحي المعارضة مع بداية المعركة"، مضيفاً"مع بدء المعركة قام شخص من آل حمورية، وآخر من آل اسطنبولي (كانا يقاتلان مع الجيش الحر) بإطلاق نيران أسلحتهم بغزارة على الثوار الذين سقط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح، وجدير بالذكر أن الشخصين يعتبران من أبرز مقاتلي الجيش الحر، وكان المسلحون يعولون عليهم بشكل كبير في رد هجوم الجيش السوري، ليتبين لنا بعد فترة ان النظام عمل على إدخالهم في صفوف الثوار كمخبرين له، وقد وجد والد اسطنبولي مقتولا في أحراش المدينة خلال الإشتباكات".
شاكر الحاج امين معارض بنفسية موالي
شاكر الحاج امين إسم يدور على شفة ولسان كل سلقيني بحسب المعارض الثائر، فأستاذ مادة الرياضة في مدرسة "إعدادية بنين سلقين" أدهش ابناء المدينة بمواقفه، بداية حرض على التظاهر ووصل به الأمر إلى حد القول سننتفض ولو سقط لنا مئة قتيل، الحاج امين يعمل في الحقل التجاري ايضا إلى جانب وظيفته التعليمية، فهو يملك محلا لبيع التجهيزات الرياضية"، مشيراً إلى "أنه إنقطعت اخبار الحاج امين بعد دخول الجيش الحر، وقيل أنه قتل، ليعود ويظهر بعد إعادة الجيش السوري سيطرته على المدينة يتجول بحرية بيننا، وهناك معلومات وصلتنا مؤخراً، وتفيد بأن المحرض الأول على التظاهر أصبح مؤيدا، ولا ندري سبب إنقلابه".
عناصر الجيش الحر ينتحلون صفة الموتى
آل سالمة عائلة مشهورة في سلقين، تعتمد في معيشتها على تهريب الأبقار والمواشي إلى تركيا، انخرط عدد من آبناء العائلة في صفوف الجيش الحر ليس حبا بالثورة، بل طمعا في الحفاظ على إستمرارية أعمالهم في حقل التهريب، ساهموا في دخول الجيش الحر إلى المدينة، وبعد قرار الجيش السوري بالحسم عسكريا إستمرت المعارك طيلة اربعة ايام تراكمت خلالها جثث المقاتلين في الشوارع ما أدى إلى تحلل بعضها، وما إن وصل مقاتلو آل سالمة إلى نتيجة مفادها ان المعركة خاسرة حتى قاموا بوضع بطاقاتهم الشخصية في جيب القتلى لإيهام الجيش أنهم قتلوا، تحسبا لبقاء النظام السوري، وهزيمة الثورة".
مصير"الشبيحة"
يؤكد أحد ابناء سلقين "ان الأشخاص الذين أظهرتهم ميليشيا الحر على أنهم شبيحة لا يمتون إلى القتال والمعارك، والإشكالات بصلة، بل أنهم ليسوا سوى موالين للنظام السوري مضيفاً"عناصر الجيش الحر إصطحبوا معهم من أسموهم بالشبيحة خلال رحلة الإنسحاب التكتكي إلى حلب حيث أفرج عن بعضهم منذ ايام معدودة".
آخر عنقود التظاهرات
يشير أحد المشاركين في صلاة يوم الجمعة الماضية "أنه وما إن أنهى خطيب جامع الروضة إلقاء خطبة الجمعة حتى سارع عدد من الأطفال اكبرهم سنا لا يتجاوز السبعة عشر عاما إلى التجمع في ساحة الساعة، وإطلاق شعارات تطالب بالحرية، وإسقاط النظام، ولكنهم سرعان ما تفرقوا بعدما علموا ان الموالين بصدد التجهيز لمسيرة موالية".
أحمد مهدي
المصدر: عربي برس
إضافة تعليق جديد