الجعفري في رسالة إلى بان كي مون: مناطق الحدود اللبنانية تحتضن إرهابيين
اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن بعض المناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيم "القاعدة" وجماعة "الإخوان المسلمين"، وأن هؤلاء يعملون على تقويض خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وتحدث عن عمليات تهريب أسلحة إلى لبنان، عن طريق البحر أو المطار، ومنها إلى سوريا.
وفي الآتي نص رسالة الجعفري:
بناء على تعليمات من حكومتي، أودّ أن ألفت انتباه عنايتكم إلى أن بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية، قد أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيمي "القاعدة" و"الإخوان المسلمين"، ممن يعبثون بأمن سوريا ومواطنيها، ويعملون على تقويض خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ذات النقاط الست. وفي ما يلي بعض المعلومات الموثقة المتعلقة بتزويد الجماعات الإرهابية في سوريا بالسلاح، وتهريب الإرهابيين عبر الحدود اللبنانية ـ السورية:
أولاً- أقيمت في بعض المناطق اللبنانية الحدودية مع سوريا عدة مستودعات للسلاح والعتاد، الذي يصل إلى الأراضي اللبنانية بطرق غير مشروعة، إما عن طريق البحر، أو في بعض الأحيان من خلال استخدام طائرات تابعة لدول معينة لنقل الأسلحة إلى لبنان ومن ثم تهريبها إلى سوريا، بذريعة أنها تحمل مساعدات إنسانية للمهجرين السوريين في لبنان. ونشير في هذا الصدد، إلى انه بتاريخ 13/3/2012 رست باخرة حربية مجهولة الهوية مقابل منطقة جونيه في العاصمة اللبنانية بيروت، وقامت زوارق صغيرة بنقل الأسلحة التي كانت على متنها إلى البر، بهدف نقلها إلى سوريا. كما رست مراكب محملة بالأسلحة في مرفأ "أكوا مارينا" قرب جونيه، وتم تفريغ حمولتها ونقل الأسلحة المتواجدة على هذه المراكب إلى عكار ثم إلى وادي خالد، تمهيداً لتهريبها إلى سوريا. وفي هذا السياق، فقد ضبطت الجهات اللبنانية المختصة العديد من محاولات تهريب الأسلحة إلى سوريا، وفي ما يلي بعض منها:
1ـ بتاريخ 24/3/2012، داهمت مخابرات الجيش اللبناني أوكار عصابات مسلحة في مناطق (اكروم، منية، رجم حسين) ونتج عن ذلك توقيف 38 إرهابياً من جنسيات مختلفة، حيث اعترفوا بأنهم كانوا يستعدون لدخول الأراضي السورية بطريقة غير مشروعة، للمشاركة في العمليات الإجرامية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية، وهم: محمد شحادة (لبناني)، ربيع علمان (لبناني)، محمد بن حمود الدوسري (قطري)، سلطان عزيزي (سعودي)، أحمد الدويري (سعودي)، جاسم العسيري (سعودي)، ممدوح العسيري (سعودي)، فهد عبد العزيز (سعودي)، دباح خنجر (ليبي)، عثمان الدكويري (ليبي)، سعد الله الحسيني (ليبي)، أحمد شيخو (سوري)، ساكن الجنة محمد (ليبي)، ضرار المحمود (سوري)، يوسف الخالد (مصري)، عثمان الخالد (مصري)، خالد المسلماني (لبناني)، فؤاد المسلماني (لبناني)، عبد الله كتوب (سوري)، ماهر الزعبي (سوري)، خالد الجبيلي (ليبي)، عبد الحميد عثمان (مصري)، سفاح وليد (مصري)، خالد راضي (ليبي)، محمد العلي (لبناني)، خالد غنام (مصري)، أسعد بربوري (ليبي)، توفيق الدالي (مصري)، خلدون الجابري (ليبي)، سعدون الجابري (ليبي)، أحمد ضاهر (لبناني)، ربيع المحمد (لبناني)، سائر كفروني (سوري)، معمر محمد الخالق (ليبي)، محمد سنجر (مصري)، زكريا شوقي (مصري)، أحمد محمد (مصري)، عادل ديب (سوري). كما قامت الجهات اللبنانية المختصة بمصادرة مجموعة متنوعة من الأسلحة، منها: بندقية آلية عدد 26، قذيفة آر بي جي عدد 12، مسدس حربي نمساوي عدد 20، جهاز اتصال ثريا عدد 20، كرت هاتف من شركة "ألفا" عدد 4، قذائف صاروخية عدد 40.
2ـ بتاريخ 27/3/2012، قامت مخابرات الجيش اللبناني بتوقيف ستة سوريين وأربعة لبنانيين في منطقة مشاريع القاع في وادي خالد، أثناء محاولتهم تهريب كمية من الأسلحة والذخيرة إلى الأراضي السورية. وقد ضبطت السلطات اللبنانية المختصة بحوزتهم الأسلحة التالية: هاون عيار "82 مم" عدد 2، رشاش "دوشكا" عدد 1، قاذف "ار بي جي" عدد 3، صندوق قذائف "ار بي جي" عدد 8، صندوق قنابل يدوية عدد 8، صندوق ذخائر متنوعة عدد 15، بندقية آلية عدد 15، صندوق قذائف هاون عدد 5.
3ـ بتاريخ 28/3/2012، قامت السلطات اللبنانية المختصة بتوقيف المدعو "اسكندر اسكندر" بعد أن قام بسرقة مستودع للأسلحة والذخيرة في طرابلس ـ جبل محسن، بقصد تهريبها إلى سوريا.
4ـ بتاريخ 29/3/2012، قام الجيش اللبناني بمصادرة ثلاث سيارات، يستقلها كل من: وليد محمد المحمدية (والدته رفعة حمود، مواليد 1964، وادي خالد)، وخالد محمد المحمدية (والدته رفعة حمود، مواليد 1965)، ويوسف حسين الدندشي (والدته فاطمة، مواليد 1964، مشتى حسن)، وعلي خالد خليفة (مواليد 1961، وادي خالد)، وخالد أحمد الدندشي (والدته نهى، مواليد 1959، وادي الحار)، ومحمد أحمد خليفة (والدته فطوم، مواليد 1971، وادي خالد). وقد صادرت السلطات اللبنانية بحوزتهم الأسلحة التالية: بندقية آلية عدد 10، صندوق ذخيرة عدد 11، صندوق ذخيرة "ار بي جي" عدد 8. وقد اعترفوا أثناء التحقيق بأنهم قاموا بنقل السلاح إلى هذه المنطقة تمهيداً لتهريبه إلى سوريا.
5ـ بتاريخ 30/3/2012، قام حاجز المدفون بقضاء البترون التابع للجيش اللبناني بتوقيف سيارة عائدة للمدعو جورج الياس فغالي، كان يستقلها كل من: ايلي عبد الله الخوري، وجورج جوزيف أنطون، وسامي جوزيف خوري، حيث عثر بداخل السيارة على أربع بنادق من نوع "أم 16" وثماني بنادق آلية مع ذخائرها. وقد اعترف الأشخاص المذكورون بأن هذه الأسلحة معدة للتهريب إلى سوريا.
6ـ في بداية شهر نيسان 2012، قامت دورية تابعة لفوج الحدود البرية الثاني اللبناني في محلة مشاريع القاع في لبنان، بتوقيف عدد من الأشخاص اللبنانيين والسوريين، وهم: عبد الكريم محمد رايد (والدته خديجة، مواليد 1968، عرسال، لبناني الجنسية)، وعلي محمود عز الدين (والدته تركية حمدان، مواليد 1981، عرسال، لبناني الجنسية)، وإبراهيم محمود عز الدين (والدته فطومة زعرور، مواليد 1984، عرسال، لبناني الجنسية)، وإبراهيم أحمد رايد (والدته درة، مواليد 1983، عرسال، لبناني الجنسية)، ومحي الدين محمد الزهوري (والدته نزهة رحمة، مواليد 1985، القصير، سوري الجنسية)، وبلال محمد ديب المصري، (والدته نورية عرابي، مواليد 1987، باب عمرو، سوري الجنسية)، ومحمد أحمد الأسعد، (والدته فطوم، مواليد 1949، حمص، سوري الجنسية)، ويوسف محمد سعيد (مواليد 1989، باب الدريب، سوري الجنسية)، وحسين حميد حماد (والدته عقود، مواليد فواعرة، سوري الجنسية). وقد ضبطت السلطات اللبنانية معهم سيارة "بيك أب" نوع "هيونداي"، لونها أبيض، تحمل اللوحة رقم /358962 م/ وسيارة فان نوع "تويوتا" لونها أزرق تحمل اللوحة رقم /222426 م/، وهما سيارتان محملتان بأسلحة معدة للتهريب إلى سوريا، وهي: قاذف آر بي جي عدد 2، بندقية عدد 2، بندقية نوع فال عدد 1، بندقية عيار 49 عدد 1، قذيفة هاون عيار 120 عدد 3، قذيفة هاون عيار 81 عدد 3، رشاش "دوشكا" عدد 1، قاعدة هاون عيار 120 عدد 1، قذيفة هاون عدد 65 مع 72 حشوة، ذخيرة مسدس عيار 7 مم عدد 84.
7 ـ بتاريخ 22/4/2012، عثر عند معبر منطقة "الجديدة" على الحدود السورية ـ اللبنانية أثناء تحري سيارة لبنانية قادمة من لبنان إلى سوريا، وتحمل اللوحة رقم 118893، ويقودها المدعو نضال طراد شومان (تولد عام 1977، الصويري، لبناني الجنسية)، يرافقه المدعو جميل الصادق بن حسن (تولد عام 1954، أدلب، سوري الجنسية)، على مخبأ سري داخل السيارة يحتوي على قذيفة آر بي جي وقاذف واحد آر بي جي، و53 جهاز تفجير عن بعد، إضافة إلى عدد من المسدسات الحربية والطلقات.
8ـ بتاريخ 27/4/2012، قامت السلطات اللبنانية المختصة بضبط باخرة تدعى "لطف الله 2" آتية من ميناء مصراتة في ليبيا إلى لبنان، محملة بثلاث حاويات تبين أنها تحتوي على كمية كبيرة جداً من الأسلحة الفتاكة والذخائر المتنوعة وأجهزة الاتصالات المتطورة. وقد أفادت المعلومات الأولية بأن هذه الأسلحة كانت معدة للتهريب إلى داخل الأراضي السورية لمصلحة الجماعات الإرهابية.
ثانيا- تحولت مقار الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الجماعات السلفية وتيار "المستقبل" في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود السورية إلى أماكن مخصصة لاستقبال وإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين، من السوريين وغيرهم، ممن ينطلقون من الأراضي اللبنانية لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في سوريا، ويفرون عائدين إلى تلك المقار. وتتم معالجة المصابين والجرحى منهم تحت أسماء وهمية في المستشفيات والمستوصفات التابعة لتلك الجماعات، وبتمويل من دول، مثل قطر والسعودية.
ثالثاً- يوجد في منطقة القلمون اللبنانية بطرابلس عدد من الإرهابيين يقدر عددهم بـ 50 شخصاً، بقيادة كل من (خالد التنك، وخالد حمزة، وزكريا غالب الخولي) يحملون بطاقات ممهورة بشعار الأمم المتحدة، يستخدمونها للمرور عبر حواجز الجيش اللبناني وبحوزتهم أسلحة مختلفة. وينطلق هؤلاء للقيام بعمليات تخريبية ضد سوريا من طرابلس إلى بلدة السفيرة بجرود الضنية، حيث يستقبلهم عناصر من الجماعات الإسلامية المتطرفة لتسهيل مرورهم إلى بلدة أكروم في سهل عكار ومنها إلى وادي خالد للدخول إلى الأراضي السورية بهدف القيام بعمليات إرهابية.
رابعاً- تفيد بعض المعلومات بأن العقيد الفار من الجيش السوري رياض الأسعد قد وصل إلى لبنان مؤخراً للتحضير لإقامة منطقة سورية عازلة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
ختاماً، فإننا نؤكد على أن استمرار عمليات تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا عبر الحدود، بدعم وتمويل وتغطية من بعض الدول العربية والإقليمية والدولية، من دون أي مساءلة، لا يشكل، فقط، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة، بل ويتعارض بشكل تام مع خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السيد كوفي انان، من حيث المساهمة المباشرة والمتعمدة في زعزعة الاستقرار في سوريا، وتهدّد استقرار المنطقة ككل. وانطلاقاً من ذلك فإننا نتوقع من عنايتكم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وفقاً للمسؤوليات المنوطة بكم، لمعالجة هذه القضية الخطيرة للغاية، من خلال وقف تلك العمليات ومساءلة كل الأطراف المسؤولة عن ذلك، بما في ذلك الدول التي تقدم الأسلحة، أو تقوم بتمويل وتسهيل تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا.
وأرجو ممتناً تعميم هذه الرسالة بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد