الأعمال الكاملة للشاعر السويدي توماس ترانسترومر

23-11-2011

الأعمال الكاملة للشاعر السويدي توماس ترانسترومر

صدر مؤخراَ كتاب «الأعمال الكاملة» للشاعر والكاتب السويدي توماس ترانسترومر المترجم للفرنسية. ففي 6 تشرين الأول ومع إعلان فوزه بجائزة نوبل 2011.

كانت بضعة الآلاف من النسخ الموجودة في الأسواق لأعماله قد نفدت خلال ساعات. وبدأت من جديد دار النشر لوكاستور آسترال الناشر الرسمي لتوماس ترانسترومر منذ عام 1989 ودار غاليمار (التي اشترت حقوق نشر كتب الجيب عن أعماله) بإعادة طباعة مؤلفات الشاعر. ‏

وقد أعادت دار لوكاستور آسترال طباعة ثلاثة من مؤلفاته هي: «الأعمال الكاملة 1954-2002» وديوانه الشعري بعنوان «اللغز الكبير» الذي صدر عام 2004، و«الذكريات تراني» الصادر عام 1993 وهو عبارة عن كتاب نثري يحكي مذكراته. أما كتاب الجيب لأعماله الكاملة فيوجد لدى دار غاليمار للنشر، قسم الشعر تحت عنوان «من البلطيق». ‏

ولقد أكد مارك تورالبا مدير دار لوكاستور آسترال للنشر أن 1800 من أصل 2000 نسخة أعيدت طباعتها من ديوان «اللغز الكبير» قد بيعت, وكان هذا الديوان الذي صدر باللغتين السويدية والفرنسية عام 2004 والمكتوب بأسلوب الهايكو من آخر أعمال الشاعر توماس ترانسترومر وكان قد كتبه بعد الحادث الأليم الذي تعرض له عام 1990، قدم فيه بتلخيص أدبي هذه الروابط المذهلة- لدرجة تجعلنا نتوقف عن القراءة إعجاباً- بين الرؤية البانورامية وأثر الأحاسيس العميقة المتناهية الدقة, قام توماس ترانسترومر بربط المحيطين (الأطلسي والهندي) أو أنه استغرب ابتعادهما عبر استعارات تحاكي جميعهم وجميعهن. نرى الراحة والأمل ونشعر- وهنا أقتبس من كلام الكاتب والشاعر والناقد الفرنسي إيف بونفوا بأننا نستطيع العبور إلى الجهة الأخرى عبر نوافذ كتاباته, لاسيما أن توماس ترانسترومر غالباً ما يختار هذه اللحظات من اللقطات المميزة كما لو أنها رحلات بالقطار أو السيارة, كثيرة هي قصائده التي تبدأ بطريق تتتابع أو تنتهي بنا لهذا العالم أو ذاك بطريقة مدهشة وكأننا نيام نحلم. ‏


 


ففي قصيدته «صوت الأجراس»(Carillon) يقول: ‏

على سريري استلقيت مكتفاً ذراعي ‏

كمرساة تهوي فتعانق التراب الداكن من تحتها، ‏

هذا العالم الواسع المجهول الذي أنتمي إليه ‏

إنه لا شك أكثر أهمية مني ‏

يقول مارك تورالبا آسفاً: «في ألمانيا وانكلترا وجميع بلاد أوروبا الشمالية كأيسلندا والنروج والسويد والدانيمارك, لا يفرق القراء بين أنواع الأدب. عندما يحبون كاتباً يتتبعون أعماله بكل أنواعها سواء كانت روايات أو شعراً أو كليهما. في هذه البلاد يبيع الكاتب باستمرار عشرات الآلاف من النسخ, هذه هي حال توماس ترانستومر الذي يعد من الشعراء الأكثر ترجمة في العالم. لكن للأسف في فرنسا الشعر يثير الخوف, فالانتقال من هذا النوع إلى ذاك يبعد الجمهور عن القراءة.» ‏

إن مجموعة «الأعمال الكاملة» بالنسخة الكبيرة أو نسخة الجيب، والمدعوة «ديوان البلطيق» هي الأشهر، وأول من ترجمها من السويدية إلى الفرنسية هو جاك أوتان الذي بقي حتى اليوم مترجمه الوحيد والأكثر مهارة. ‏

كانت بدايات جاك أوتان مع صدور كتاب «الذكريات تراني»، وهو نص نثري يروي فيه توماس ترانسترومر قصصاً من مرحلتي الطفولة والمراهقة, كتبه في البدء لابنتيه إيما وباولا (Emma et Paula). ويعطينا هذا الكتاب لمحة عن بدايات حياته وكتاباته من خلال الفكاهة والدقة المعهودة والوضوح. ‏

يبدأ توماس ترانستومر مذكراته باستعارة تتوضح بمذنب له رأس وذيل. فالجزء الأكثر توهجاً هو رأس المذنب, الذي يرمز إلى مرحلة الطفولة والتكوين. قلب الرأس المتوهج هو شعلة الطفولة. ويقول: «حاولت الوصول إلى هناك. لكن يصعب علي الانتقال في هذه المنطقة الملتحمة: يبدو لي أن الطريق محفوفة بالمخاطر وتعطيني انطباعاً باقتراب الموت.» كان يريد أن يروي لابنتيه الكثير عن حياته لكن السكتة الدماغية التي ألمت به, وأدت إلى إصابته بشلل نصفي منعته من ذلك. ولهذا السبب وبفظاظة ينتهي كتاب «الذكريات تراني» هنا. ‏

عن صحيفة لوتان السويسرية ‏

ترجمة: ديالى غنم- تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...