رفسنجاني التقى نصر الله وقال للفلسطينيين: أفكاركم تحتاج لغطاء عربي
التقى قادة الفصائل الفلسطينية في اجتماعين خص حماس بأحدهما
الجمل- خاص
التقى السيد حسن نصر الله الأمين لحزب الله في دمشق اليوم مع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني الذي يزور دمشق لخمسة ايام ، وتمحور اللقاء حول الوضع في لبنان، وقال مصدر مطلع لـ(الجمل): إن رفسنجاني أشاد باستبسال مقاومة حزب الله واعتبر نصره عام 2000 وتحريره الجنوب اللبناني نقطة مضيئة في تاريخ الصراع الاسلامي الصهيوني، وأكد على ضرورة الاتحاد بين الفصائل اللبنانية ودعمها للمقاومة مشدداً في الوقت عينه على أن الخلافات بين اللبنانيين (يجب أن لا تحول البلاد إلى ساحة معركة).وتطرق رفسنجاني إلى المقاومة الفلسطينية واعتبر أنها تمر في مرحلة جديدة تتطلب دعماً عربياً وإسلامياً، قبل أن يعرب عن قناعته في أن تطورات المنطقة تأتي لصالح المسلمين، وان فشل المشروع الاميركي في المنطقة أصبح واضحاً. من ناحيته وضع نصر الله النجاح الإيراني في تخصيب اليورانيوم في سياق (الدعم المعنوي الكبير للمقاومة)، وشدد على أن قطع المساعدات المالية عن الشعب الفلسطيني لن يمنعه من استمرار نضاله.
وقد حفل يوم رفسنجاني ببرنامج لقاءات مع قادة ما عرف بجبهة " مقاومة الاستكبار والتسلط" ، وهم بالإضافة الى حزب لله وحركة أمل عشرة فصائل فلسطينية، و قال قادة فلسطينيون في دمشق لـ(الجمل) إن اللقاء الذي جمعهم مساء أمس مع هاشمي رفسنجاني تناول المستجدات على الساحة الفلسطينية وما يتعرض له الشعبُ الفلسطيني من ضغوط ومقاومتُه الوطنية، وحكومتُه برئاسة حماس، إضافة إلى نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم وتأكيدها على مواصلة برنامجها النووي السلمي، والتزامها دعم سورية، والمقاومة في فلسطين ولبنان.
وفي خطوة لافتة، خص رفسنجاني قادة حركة حماس بلقاء منفرد، فيما جمعه لقاء آخر مع قادة باقي قادة الفصائل الفلسطينية ومنها حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، جبهة النضال، حركة فتح الانتفاضة.
ودرجت العادة على أن يلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين خلال زيارتهم دمشق بقادة الفصائل الفلسطينية المقيمين في سورية، كما حصل خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في شهر كانون الثاني الماضي.
وبحسب المعلومات المتطابقة التي حصل عليها (الجمل) من مصادر ديبلوماسية وإعلامية إيرانية وفلسطينية، فإن رفسنجاني عرض في الاجتماعين لما يجري في المنطقة من مشاريع عدوانية (أمريكية وإسرائيلية وغربية) تستهدف العالمين العربي والإسلامي، مشيراً في هذا الصدد إلى ما يحدث يومياً في فلسطين ولبنان والعراق.
وإذ نوه رفسنجاني إلى أن فلسطين تمر بظروف حساسة، فإنه دعا الشعب الفلسطيني إلى الوحدة ومواصلة المقاومة حتى تحرير كامل أرضه، مشيداً بإنجازاته على هذا الصعيد وبالدعم الذي تقدمه سورية، ومشدداً على وقوف بلاده الدائم إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ففي لقاء رفسنجاني ـ حماس ، اعتبر رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ان نجاح إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية يشكل دعماً معنوياً هاماً للشعب الفلسطيني ومقاومته.
وبعد أن طالب مشعل الدول الاسلامية بتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، قال لرفسنجاني: ان الاعداء يعتقدون ان الدول الاسلامية لا تهتم للقضية الفلسطينية وعلى المسلمين ان يثبتوا خطأ ذلك، مؤكداً أن الضغوط التي يمارسها الغرب على حماس لن يمنعها من متابعة المقاومة، وهو ما عقب عليه رفسنجاني بالقول: إن استمرار المقاومة واصرار ابطالها على نهجها يبين عمق ايمانهم بقضيتهم مشدداً على أنهم لن يكونوا وحيدين في الساحة.
واعتبر رفسنجاني أن دعم الشعب الفلسطيني في هذا الوقت مسؤولية كبرى على عاتق الدول الإسلامية، قبل أن ينتقد إقدام الدول الغربية على إيقاف المساعدات المالية للشعب الفلسطيني، وقال ان ذلك لن ينتقص من إرادة هذا الشعب في الحصول على حقوقه.
واستثمر القادة الفلسطينيون فرصة لقائهم بالرئيس الإيراني السابق ليعرضوا أمامه تطورات الساحة الفلسطينية ورؤيتهم ووجهات نظرهم في هذا الشأن، وليقدموا لإيران التهنئة بنجاحها في تخصيب اليورانيوم السلمي معتبرين ذلك مبعث فخر لهم وللشعب العربي والإسلامي.
وأشاد رمضان عبد الله شلح الامين العام لحركه الجهاد الاسلامي بالرئيس الإيراني السابق وخاطبه بالقول: (ان دوركم في دعم الشعب الفلسطيني معروف منذ عشرات السنين، وأبطال المقاومة يعدونكم مثلهم الأعلى في التصدي للاستعمار) ومؤكداً ان (مواقفكم الثابتة تشد على سواعد المقاومين وتبعث فيهم الامل للاستمرار في جهادهم حتي النصر)، في الوقت الذي ثمَّن فيه رفسنجاني (انجازات المقاومة الفلسطينية في تصديها للاحتلال الصهيوني)، وأكد أن (المقاومه لاستعادة الحقوق عمل مقدس).
بدوره، بارك نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين النجاح الإيراني في التقدم التقني على صعيد برنامجها النووي السلمي واعتبر الأمر (إنجازاً للعرب والمسلمين في مواجهة السياسة الأمريكية والصهيونية العدوانية في المنطقة).
وخلال عرضه للشأن الفلسطيني، أكد حواتمه لرفسنجاني وجود ما اسماه (حرب صلاحيات) بين السلطة الفلسطينية برئاسة حركة فتح والرئيس محمود عباس، وبين الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس.
وتطرق حواتمة في حديثه إلى الإشكاليات في المؤسسات الفلسطينية وعلى رأسها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة، والحكومة، والمجلس التشريعي، وقال لـ(الجمل) اليوم: تحدثنا مع سماحة الشيخ رفسنجاني عن ضرورة معالجة إشكاليات الحالة الفلسطينية الراهنة وأهمها غياب الوحدة الوطنية، وضرورة وجود حكومة إئتلاف وطني، وإعادة ترتيب وبناء منظمة التحرير الفلسطينية، وأهمية استنهاض الهمم لمواجهة تهويد القدس.
وركز حواتمه في عرضه على /إعلان القاهرة ـ آذار 2005 / (باعتباره حاز على إجماع القوى الفلسطينية، ومن خلاله يمكن إخراج الحالة الفلسطينية من مأزقها الراهن وتوحيد أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات)، وهو ما وافقه عليه رفسنجاني الذي أعرب عن اعتقاده بأن اتفاق القاهرة يشكل مخرجاً للحالة الراهنة.
كما قدم حواتمه عرضاً لنتائج الانتخابات الإسرائيلية، ورؤيته في ضوء تشكيل الحكومة وعلى رأسها حزب كاديما الذي يسعى لتطبيق خطة فك الارتباط الأحادي الجانب، وحذر أنه (إذا بقيت الحال كذلك فإن ذلك سيسهل على إيهود أولمرت المكلف بتشكيل الحكومة تمرير خطته في الفصل بادعائه أنه لا يوجد شريك فلسطيني كما حدث سابقاً حينما كانت فتح في الحكومة).
أفكار حواتمة هذه علق عليها رفسنجاني بوصفها بالجيدة، لكنه رأى أنها (تحتاج لغطاء عربي يتمثل بدور للجامعة العربية وبالمؤازرين للحالة الفلسطينية وخاصة سورية)، مبدياً استعداد بلاده للعب دور مساعد.
بدوره، أَطلَع أبو أحمد فؤاد مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفسنجاني على الحوار الدائر بين الفصائل الفلسطينية لإعادة ترتيب وبناء منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية الوحيدة والممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
وقال فؤاد لـ (الجمل) إنه شرح لرفسنجاني (الصعوبات التي تواجهها القوى الفلسطينية والحكومة الجديدة، وأكدنا على أهمية الوحدة الوطنية، واستمرار الحوار الداخلي وتمنينا على إيران الاستمرار في تقديم دعمها للشعب الفلسطيني)، ناقلاً عن رفسنجاني التأكيد في استمرار بلاده تقديم الدعم لسورية ولبنان وفلسطين، والتشاور الدائم معهم وتأييد حقوقهم ونصره قضاياهم العادلة.
إضافة تعليق جديد