وفاة شاب في السويداء بعملية تصغير المعدة
انعدام الناظم الطبي لعمليات قص وتضييق المعدة المحتكرة من بعض الأطباء تجرى على قدم وساق في مشافي القطاع الخاص تسبب بوفاة الشاب «لورنس نور» ووالدته لتبقى النتيجة قضاء وقدراً وهذا ما أشعل شارع المحافظة بلغط كلامي لم ينته حتى الآن.
فصول هذه المأساة التي لم تكن الأخيرة بدأت عندما دخل الشاب «لورنس نور» لإجراء عملية تصغير معدة من الطبيب... أسفرت حسب التقارير المقدمة إلينا من والد المتوفى إلى حدوث تسريب من قاع المعدة إلى جوف البطن ما أدى إلى تجمع السوائل والدماء تحت مستوى الطحال على شكل جيب كبير.
هذا ما يؤكده التقرير الصادر عن دار الأشعة بالمحافظة بتاريخ 19/6/2010 ما دفع بالطبيب ولتلافي ما حصل إلى إجراء ثلاث عمليات تنظيرية متلاحقة للمتوفى خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز عشرة أيام ما أدى إلى دخوله في حالة حرجة جداً، ما اضطر والده وأمام وضعه الصحي المتدهور لإسعافه إلى المشفى الطبي الجراحي بدمشق حيث تم قبول المريض إسعافياً بتاريخ 29/6/2010 وقد أكد التقرير الطبي الصادر عن مشفى الطب الجراحي بدمشق انخفاض خضاب الدم وارتفاع الكريات البيض مع صيغة التهابية حادة إضافة لوجود اضطراب شديد بخمائر الكبد مع تطاول زمن البروثروميين أما نتائج تصوير الطبقي المحوري للبطن والحوض التي أجريت للمريض أثناء دخوله المشفى فأكدت وجود كتلة غير متجانسة بالشر سوف مكانها المعدة بطول 14×10سم مع وجود فقاعات هوائية بداخلها تشير إلى تجمع دموي مع مرور للمادة الظليلية عبر العرا المعوية إضافة لوجود تجمع لسائل حر بالخاصرة اليمنى مع نزف تحت محفظة الطحال وكان التشخيص الطبي لذلك هو ترجيح وجود صدمة إنتانية المنشأ مع قصور كبدي حاد الأمر الذي أدى إلى الإحجام عن إجراء أي تداخل جراحي إسعافي ما اضطر الكادر الطبي في المشفى لوضع المريض على علاج محافظ فقط وقد أظهرت الاستشارات الهضمية التي أجراها المشفى أن المريض مصاب بالتهاب كبد حاد دوائي ناجم غالباً عن مواد التخدير لذا فقد تم قبول المريض بوحدة العناية المركزة نتيجة لحالته الصحية السيئة حيث لوحظ قلة النتاج البولي إلى مادون 30مل/سا مع تدهور القيم المخبرية لاختبارات وظائف الكبد لتعلن بعد ذلك وفاة لورنس في 30/6/2010 وليبقى هذا الموضوع حتى الآن معلقاً دون معالجة أو محاسبة من مديرية صحة السويداء ونقابة الأطباء بالمحافظة علماً أن هذه الحالة لم تكن الوحيدة فوالدة المتوفى سبق لها أن خضعت للعملية نفسها وتوفيت قبل شهرين من وفاة ابنها وهناك حالات أخرى حاولنا الاستقصاء عنها من خلال معرفتنا لبعض من خضع لمثل هذه العملية بالمحافظة ليؤكد ذوو المتوفين أنهم يؤمنون بالقضاء والقدر لذلك لم يقدموا شكوى على الطبيب لتبقى أبواب غرف العمليات مفتوحة لاستقبال وفيات جدد نتيجة لغياب الرادع القانوني، وهنا يجب الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية أن الطبيب الذي يقوم بإجراء هذه العمليات في مشافي القطاع الخاص متعاقد مع مشفى السويداء الوطني وأنه غير حاصل على موافقة تخوله للعمل خارج أوقات الدوام الرسمي هذا ما أكدته مصادر موثوقة لم ترغب في ذكر اسمها أن اللجنة المشكلة لمنح موافقات للعمل خارج أوقات الدوام الرسمي لم تمنح لغاية هذا التاريخ موافقة لهذا الطبيب أو لغيره مع العلم أن هناك تعميماً من وزارة الصحة رقم 16733 تاريخ 14/7/2010 يتضمن التزام جميع الأطباء العاملين والمتعاقدين مع المشافي العامة بالتقيد بساعات أوقات الدوام الرسمي وعدم الارتباط بأي عمل آخر أثناء الدوام الرسمي.
وعن هذا الموضوع قال مدير الرقابة الداخلية بمديرية صحة السويداء الدكتور إحسان جوديه: إن عمليات تصغير المعدة يجب أن تجرى في مراكز ذات خبرة كبيرة ومن المفترض تنظيم إجراء هذه العمليات ضمن أسس علمية عالمية وتحديد الحالات التي يجب أن تجرى لها ومؤهلات من يجريها إضافة لدراسة مؤهلات المشافي التي تجرى بها مثل هذه العمليات الدقيقة، فالطبيب أجرى حتى الآن 150 عملية تصغير معدة، وصراحة أن مستقبل هذه العمليات غير مدروس على المدى الطويل وبالنسبة لهذا الموضوع ليس من اختصاص الرقابة بل من اختصاص اللجان الطبية التي يتم تشكيلها لمثل هذه الحالات وحتى الآن الموضوع قيد المعالجة.
أما نقيب أطباء السويداء الطبيب كمال عامر فقد قال: لقد تم استدعاء الطبيب... من النقابة قبل أن تكون هناك أي شكوى وذلك استجابة للرأي العام في المحافظة وتم توقيف الطبيب المذكور مدة شهرين ونحن بانتظار نتائج هذا الموضوع الذي يجرى التحقيق فيه من الجهات المعنية.
ونهاية القول: حتى هذا التاريخ لم يزل والد المتوفى تائهاً بين أروقة الدوائر المعنية لإيجاد من ينصفه لتتوقف حالات الانتحار بهذه العمليات علماً أن الطبيب ما زال مستمراً بإجراء مثل هذه العمليات جراء غياب الرادع الطبي والقانوني ليبقى المستفيد الوحيد هو جيوب الأطباء وأصحاب المشافي الخاصة والخاسر الأوحد هو المواطن فهل صحة المواطن رخيصة لهذه الغاية عند هؤلاء الأطباء؟
سها أبودهن
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد