قصف يدمر بلدة حدودية صومالية
تعرضت بلدة طوبلي الواقعة على الحدود الصومالية الكينية لتدمير واسع النطاق وفق روايات سكان من المنطقة جراء قصف نفذته قوات الحكومة الصومالية من الأراضي الكينية في محاولة للسيطرة على البلدة التي تتحكم بها حركة الشباب المجاهدين.
وقال أحمد بري -أحد السكان- "تعرضت البلدة لقصف عنيف الجمعة لم تشهده من قبل، دمر خلاله عشرات المرافق منها المستشفى العام ومركز اتصالات ومساكن المواطنين نتيجة سقوط قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، والمدفعية الثقيلة".
وأكد الشهود "تحليق مروحيات عسكرية كينية فوق البلدة الواقعة في الشريط الحدودي دون المشاركة في الهجوم" قائلين إن "مهمتها ربما كانت استطلاعية وتجسسية لصالح القوات الحكومية".
وقال المواطن علي بشير إنه شاهد صباح الجمعة 11 منزلا يحترق بسبب الصواريخ، والقذائف التي انهمرت على البلدة كالمطر، مؤكدا إطلاق الصواريخ من داخل الأراضي الكينية.
وجاء القصف في إطار هجوم جديد شنته القوات الحكومية على البلدة في محاولة للسيطرة عليها، غير أنها لم تستطع اختراق حصون وخنادق مقاتلي حركة الشباب المجاهدين رغم استمرار المعارك زهاء خمس ساعات وفق الشهود.
ولم تعرف حصيلة الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجانبين، وسط توقعات بأن يكون حجم الخسائر المادية من جانب المدنيين كبيرا.
ووفق المواطن محمد محمود فإن "البلدة تحولت إلى أشباح وفرّ سكانها قبل أسبوعين، ويترددون عليها فقط بين الفينة والأخرى لنقل المياه إلى أطفالهم المقيمين تحت الأشجار خارج البلدة" مشيرا إلى أن الحياة داخل طوبلي باتت صعبة و"نواجه مصيرا مجهولا إذا استمرت المعارك بهذه الشكل".
وتحاول قوات موالية للحكومة الصومالية والتي تلقت تدريبا عسكريا داخل الأراضي الكينية نزع مواقع إستراتيجية بمحافظة جوبا السفلى –كيسمايو- من يد حركة الشباب من بينها بلدة طوبلي التي تشهد توترا وحروبا متقطعة هذه الأيام بين الجانبين.
وفي الوقت الذي تواصل قوات الحكومة الصومالية بالتعاون مع السلطات الكينية هجومها العسكري على البلدة، ترسل حركة الشباب هى الأخرى تعزيزات عسكرية متواصلة إلى الخطوط الأمامية لخوض معارك تصفها بالمصيرية والنهائية.
وهذه هي المرة الأولى التي تسمح كينيا بدخول قوات صومالية عبر حدودها، في إطار تعاونها العسكري الجديد مع الحكومة الانتقالية الصومالية برئاسة الرئيس شريف شيخ أحمد ضد حركة الشباب.
وقد اقتصر الدور الكيني عقب انهيار الدولة الصومالية 1991 في المجال السياسي فقط، غير أن محللين صوماليين، يرون أن تغييرات طرأت في السياسة الخارجية الكينية تجاه الصومال تقوم على إبعاد حركة الشباب على الأقل من المناطق الحدودية "حفظا لأمنها القومي" وهو ما قد يؤدي لتصادم مسلح بين الجانبين.
وردا على التطورات في الشريط الحدودي، هددت حركة الشباب بتنفيذ عمليات في عمق الأراضي الكينية وفق مصادر مطلعة تحدثت للجزيرة نت.
وفي هذا السياق قال قائد بارز من الشباب المجاهدين فضل عدم ذكر اسمه أن حركته أنشأت كتائب خاصة ستلقن القوات الكينية دروسا في الحروب والمعارك في عقر دارها وفق تعبيره.
وكانت كينيا وحركة الشباب تبادلتا حملات إعلامية ساخنة خلال السنتين الأخيرتين حيث يتهم كل طرف الآخر بزعزعة استقرار المنطقة، غير أن إرهاصات انتقال دخان المعارك ولهيبها إلى الساحة الكينية يلوح في الأفق وفق المحللين الصوماليين الذين تحدثوا .
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد