غذاء الطفل من الولادة الى عمر السنتين
تمتاز المرحلة العمرية للطفل من الولادة وحتى عمر سنتين بسرعة النمو والتطور خصوصاً على صعيد الخلايا العصبية الدماغية، من هنا يجب الاهتمام بالتغذية في هذه المرحلة لأنها تؤثر في شكل مباشر على صحته في المستقبل.
أن الأهمية الأولى في تغذية الطفل يجب أن تعطى لحلــيب الأم، تكونه قليل التكلفة، ويتدفق من ثدي الأم إلى فم الــطفل مباشرة من دون أن يتعرض للتلوث. وإلى جانب هذا فحلــيب الأم يتــألف من مكونات تجعله ينزل على الرضيع برداً وسلاماً، وتمكنه من الحصول على العناصر الأساسية اللازمة لبناء خلاياه وأجهزته.
وحليب الأم المتدفق في الأيام الأولى بعد الولادة معقم وخال من الجراثيم، ويحتوي على كميات كبيرة من الأجسام المضادة والكريات البيض والخمائر وبعض البروتينات التي تقي الطفل من كثير من الأمراض التي تتربص به شراً، وهذه الميزة تقتصر على حليب الأم دون الحليب الاصطناعي. وحليب الأم يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية التي تشارك بفاعلية في بناء المخ وفي إعطائة بعض الزخم في تنمية القدرات الذكائية والعقلية. إضافة الى ان حليب الأم يزود الطفل بالراحة النفسية والإشباع العاطفي.
ويوجد في حليب الأم مــواد تساعد على امتــصاص بعــض المعادن المتواجدة في الحلـيب، خصوصاً معدن الحديد اللازم لصنع كريات الدم الحمر (على رغم قلــة كميته في حليب الأم)، ومعدن الكلس والفوسفور الضروريين لبناء الثروة العضمة والسنية، وتكون نسبة الكلس إلى الفوسفور مثالية تجعل إمكان امتصاص كل منهما بنسبة عالية.
وإذا لم يكن هناك من إمكانية لإعطاء الطفل حليب أمه، فلا مناص من وصف الحليب الاصطناعي البديل القريب من حليب الأم، ويجب اختيار الحليب الأنسب للطفل وعمره. ومهما تفنن الصانعون في إنتاج الحليب، فإنه يبقى أقل جودة من حليب الثدي. صحيح أن الحليب الاصطناعي يزخر بالبروتينات والأملاح المعدنية، ولكن وجودها بكمية كبيرة ترهق الكلى، فتخلق عبئاً إضافياً عليها للتخلص منها.
واعتباراً من عمر ثلاثة أشهر إلى سنة يجب إدخال أطعمة جديدة تضاف بحذر إلى وجبة الطفل، وفي شكل إفرادي من أجل كشف وجود أية حساسية تجاه أي من الأغذية وحذفه في الوقت المناسب قبل أن يتعرض الطفل لمكروه ما. وبالطبع يمكن إعطاؤه بعض العصير الممدد بالماء، مع طحين خاص.
وعلى مشارف الشهر الخامس إلى السادس، يقدم للطفل الفواكه والخضروات المطبوخة والمهروسة جيداً، وبعض اللحوم غير المدهنة، والسمك المهروس، وصفار البيض، ومشتقات الحليب، والبطاطا المهروسة.
وبحلول الشهر السابع يمكن مد الطفل بالكريما وبعض الزبدة أو بالقليل من الزيت، وإدخال السميد، والشعيرية، والبسكويت وما شابه.
وفي عمر تسعة أشهر، يمكن إعطاء الطفل بيضة كاملة. ومتى بلغ السنة من العمر يوصى بإضافة الخبز والمعجنات والرز وحليب البقر والخضروات الصفراء والخضروات الورقية الخضراء والبندورة المقشورة. ومن سنة إلى سنتين يسمح بالحليب العادي والعسل، ويمكن تعويد الطفل على الأكل شيئاً فشيئاً من طعام العائلة.
ومن البديهي الأخذ بالنصيحتين الآتيتين:
- البــدء بإضــافة الخــضروات قــبل السكريات والــفواكــه حتى يعــتاد علــيــهاالطفل، ومــن أجــل أن تصـبح عــادة مــتأصلة عـنده.
- عدم استعمال اليد كبديل للملعقة في تزويد الطفل بالأكل، وعدم لوش الطعام في فم غير فمه قبل تقديمه له. وعدم إكـراه الصغير على التهام المزيد من الطعام.
د. أنور نعمة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد