ارتفاع أسعار الرز يهدد الدول الأكثر فقراً بأزمة غذاء

11-02-2011

ارتفاع أسعار الرز يهدد الدول الأكثر فقراً بأزمة غذاء

 ارتفعت أسعار الرز بعدما بقيت العام الماضي في منأى عن الزيادة المسجلة في أسعار المواد الغذائية في الأسواق، ما يهدد السكان الأكثر فقراً في آسيا وأفريقيا بأزمة غذائية. وبينما سجلت أسعار القمح والشعير ارتفاعاً بلغت نسبته نحو 50 في المئة في 2010 في بورصة شيكاغو للمواد الأولية، تراجعت أسعار الرز أربعة في المئة في الفترة نفسها.

ويجرى تبادل الرز في هذه البورصة حالياً بأقل من 350 دولاراً للطن في مقابل سعر قياسي بلغ نحو 550 دولاراً في نيسان (أبريل) 2008. وتحدثت «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) عن الأمر نفسه. فبينما ارتفع مؤشرها لأسعار المواد الغذائية إلى مستوى قياسي، لا يزال سعر طن الرز المقدر بـ 542 دولاراً كسعر وسطي في كانون الثاني (يناير) أقل بـ 45 في المئة من الرقم القياسي الذي سجله في أيار (مايو) 2008.

وقال خبير الاقتصاد الزراعي في مكتب «غلوبل إنسايت» جون كروز في مذكرة إن الفارق بين الزيادة الحالية الكبيرة لأسعار المنتجات الغذائية والاضطرابات المرتبطة بالجوع في 2008 هو أن «أسعار الرز لم ترتفع إلى هذا الحد». وهذه النقطة مهمة جداً إذ أن الرز يشكل الغذاء الأساسي لأكثر من ثلاثة بلايين شخص في العالم أي حوالى نصف سكان الأرض، بحسب المعهد الدولي للبحوث حول الرز.

وقالت الخبيرة الاقتصادية في «فاو» كونسبسيون كالبي: «الجميع في آسيا يأكل الرز». وأضافت أن «سكان الأرياف في أفريقيا يمكنهم الاعتماد على منتجات محلية». لكنها أوضحت أنه «عندما ترتفع الأسعار الدولية يتأثر سكان المدن أكثر، ما يشكل خطراً على الصعيد السياسي لأنهم يميلون أكثر إلى الاحتجاج». وخلافاً للزراعات الأخرى التي تضررت جراء موجات جفاف أو فيضانات، لم يتعرض الرز لأي كارثة مناخية كبرى. لذلك كان المخزون كافياً العام الماضي لتلبية الحاجات العالمية وسمح حتى بزيادة المخزونات.

وعلى رغم ذلك أنهت الأسعار العام الماضي على ارتفاع. وفي كانون الثاني (يناير) سجلت زيادة نسبتها 10 في المئة في مؤشر شيكاغو لتقترب من أعلى المستويات التي سجلتها خلال سنة. وقال المحلل في الشركة الاستشارية الزراعية «دون أدفايزري سرفيسز» بيل نلسون إن «الوسطاء في السوق يدركون أن المزارعين في الولايات المتحدة التي تعد من الدول المصدرة الرئيسة سيخفضون في شكل كبير زراعاتهم لمصلحة زراعات أخرى مثل الشعير والصويا والقطن» التي تحقق مدخولاً أكبر.

وتتأثر أسعار الرز أيضاً بارتفاع أسعار المواد الغذائية في شكل عام. وقالت كالبي إن «هناك شعوراً عاماً بالخوف من عدم التوصل إلى تأمين الكمية اللازمة إذا انتظرنا فترة طويلة». وأضافت أن «بعض الدول تقوم بتسريع وارداتها وهذا الموقف لا يؤدي سوى إلى زيادة الأسعار». ولفتت «فاو» إلى أن «الأسعار بلغت مستويات قياسية في بعض الدول الآسيوية مثل بنغلادش وإندونيسيا اللتين تسجلان نمواً اقتصادياً كبيراً». وتابعت: «في الدول الفقيرة جداً عندما تزيد مداخيل الأسر ينعكس ذلك على الأسعار لأن الناس يشترون مزيداً من المواد الغذائية».

وأشار ماسيمو توريرو من معهد «إنترناشيونال فود بوليسي ريسيرتش» إلى أن «قلة من الدول تصدر الرز». وتفيد تقديرات وزارة الزراعة الأميركية بأن تايلاند وفيتنام وباكستان والهند والولايات المتحدة تؤمّن أكثر من 80 في المئة من صادرات الرز في العالم. وأضافت: «إذا تعرضت إحدى هذه الدول لصدمة مناخية، سيكون لذلك تأثير فوري على الأسعار».

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...