الزعيم الليبي يطالب بإعادة النظر في الإنجيل

وصف الزعيم الليبي معمر القذافي منهج الغرب، في أوروبا وأمريكا، بأنه «منهج فاسد ولا إنساني ومبني على الخطأ وأنه يدعو للكراهية». وطالب القذافي في "خطبة التحدي" التي ألقاها في احتفال بذكرى المولد النبوي في العاصمة المالية تمبكتو: بإعادة النظر في المنهج الغربي وفي "الإنجيل" نفسه، وتشكيل لجان إسلامية أمريكية لإعادة النظر في المنهج الأمريكي والأوروبي، أسوة باللجان الأمريكية والإسلامية التي تشكل لإعادة النظر في المنهج المدرسي في البلدان الإسلامية. وفقاً لوكالة الأنباء الليبية. ووصف الوضع الحالي في أوروبا بأنه "ورطة"، وكذلك الحال في أمريكا، فإما «أن تقبل بأنها ستصبح مسلمة بمرور الزمن، أو تعلن الحرب على المسلمين». وبنى رأيه هذا على إحصائية للمسلمين في أوروبا، أشار إليها مبيناً أن عدد المسلمين يبلغ 50 مليوناً، فيما يبلغ عدد المساجد قرابة 14 ألف مسجد ومركز إسلامي، إضافة إلى 1500 منظمة وجمعية وهيئة إسلامية.
 وبخصوص الرسوم المسيئة للرسول، قال الزعيم الليبي إنه يتوقع من خلال حرية التعبير أن تظهر رسوم تصور المسيح (النبي عيسى) وفوق رأسه قنبلة ذرية، «لأن أتباعه صنعوا تلك القنبلة»، على حد قوله. وأوضح أن رسم النبي محمد وعلى رأسه قنبلة يدوية إنما جاء لأن أتباعه استخدموا تلك القنبلة. وتابع حديثه بالتطرق إلى النساء، فقال إن النساء في اسكندنافيا عاريات ويدعين أنهن من أتباع عيسى.. «طبعاً عيسى بريء من النساء العاريات، ومحمد بريء من النساء الملثمات.. لكن حرية النشر التي استندوا عليها أن يُرسم عن عيسى وحوله نساء مثلما رُسم عن محمد وحوله نساء». ومن جانب آخر دعا الرئيس الليبي معمر القذافي اليهود والنصارى إلى الطواف حول الكعبة وقال القذافي: «إن كل الناس مدعوة للطواف حول الكعبة لأنها بيت الله، ولكل الناس»، موضحاً أن هناك خطأ من جانب العرب والمسلمين، ومتسائلاً بنفس الوقت «من الذي يمنع الناس من أن يحجوا إلى بيت الله» وأوضح  أن الله طلب من النبي أن يدعو الناس ليطوفوا حول الكعبة.. «قال له هذا حقي على الناس أن يأتوا ويطوفوا حول البيت العتيق.. ما عندنا مبرر في أن نمنعهم».
 وبعد أن أمّ في صلاة المغرب عدداً من الزعماء المسلمين العرب والأفارقة، إضافة إلى قيادات إسلامية من آسيا وأوروبا وأمريكا، قال القذافي إن إعلانه هذه التحديات من تمبكتو وليس من أي مكان آخر في العالم الإسلامي، إنما يأتي «لأن هذا المكان، في يوم ما، هو الذي شع منه الإسلام على القارة الإفريقية وامتد في جميع أنحاء العالم الإسلامي».
والزعيم الليبي معمر القذافي معروف بآرائه المثيرة للجدل، والتي ضمَّن بعضها في كتبه مثل "الكتاب الأخضر"، الذي ألفه في سبعينيات القرن الماضي. ويضم الكتاب  نظريته "العالمية الثالثة" على نمط النظريتين الرأسمالية والماركسية. وكتاب "إسراطين" الذي طرح فيه حلاً للقضية الفلسطينية بإقامة دولة واحدة  تضم الفلسطينيين والإسرائيليين. وبالإضافة إلى هذين الكتابين، هناك مجموعة قصصية بعنوان "القرية .. القرية، الأرض .. الأرض، وانتحار رائد الفضاء" وكتاب آخر بعنوان "تحيا دولة الحقراء" .
وكان الزعيم الليبي غادر اجتماع القمة العربية الأخير في الخرطوم، لأن الكلمات والخطب اقتصرت على عدد محدود من الزعماء العرب المشاركين، ولم يتمكن القذافي من إلقاء خطاب جماهيري على الهواء مباشرة، كما جرت العادة في اجتماعات القمة السابقة، إذ كان لخطب القذافي وقع مختلف من حيث كسر رتابة ونمطية الخطابات العربية.

المصدر : وكالات ـ الجمل