سوريا بلد الفقير والغريب
في ساعة الذروة , وسط زحام المدينة الخانق, تطرق أبواب الرؤية والرؤيا شاشات كثيرة تنطق بجمل مختلفة , متناقضة حيناً, مترابطة حيناً آخر..يؤلف بينها جميعها, عقد واحد هو نبض البلد بكل فطرته ورغبة الحياة العارمة فيه.
(سورية بلد الفقير)... هكذا يتفق الجميع, و(سورية بلد الغريب) سيرددها زائر سورية قبل أن يختتم قناعته بأن سورية بلد ثان للجميع بالإضافة إلى بلده..حيث تتسع بيوتها لهم, كما قلوب ناسها الطيبين, ومن هنا تبدأ حكاية (سورية..زووم) في مقاربة ليوميات البلد العامة, ومن هنا سنشق طريقاً نحو الفضاء المفتوح على المدى لأولاد البلد , فضاء يأخذ شكل الوطن..سنلاحق فيه تفاصيل الحياة, بكل عفويتها التي ينظمها خط واحد على مدار العام, يضبط إيقاعه الحب, ويأخذ مساره وسط دوامات العمل المتراكم وحمى البحث عن رزق يكفي العيال, وتدبير النفس بما تبقى من الراتب حتى نهاية الشهر, قبل أن يعلن وجوده بقوة بشكل ابتسامة هنا وضحكة هناك.
انهم أبناء البلد الطيبين..معهم وعنهم سيتسع زووم أقلامنا لترسمهم, كما هم , على صفحات جرائدنا بلا رتوش ولا مونتاج..في صورة صادقة نأمل أن تصير تاريخاً للوطن البسيط الذي فينا.
في (سورية ..زووم) لن نكون ملكيين أكثر من الملك نفسه إلا بمقدار حبنا للبلد..وبتفاؤل مشروع, سنعلن عبر هذا المنبر..إننا, كلنا, نحب الوطن أكثر, وإنا نحلم بصباحاته البريئة التي تفيض بصوت فيروز وعبق الياسمين والنارنج, و نحلم بمساءاته الهادئة التي تتسع للجميع في شوارعه القديمة, حين تأخذنا الحكاية من مقهى النوفرة خلف الجامع الأموي الكبير, إلى الباب الشرقي للمدينة, لتسلمنا لليل العاصمة الساحر, نلتقط أبهى صوره من جبل قاسيون, حيث نودع في سكونه أمنية لسورية الغد.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد