برامج المنوعات كأنها مستجدة على الإعلام السوري

15-09-2010

برامج المنوعات كأنها مستجدة على الإعلام السوري

مرة اخرى، يمر الموسم الرمضاني وبرامج المنوّعات السورية على حالها بلا تطور نوعي. ما يثبت مجدداً أنّ هذا النوع الترفيهي ما زال عصيّاً على الإعلام السوري، التي اعتادت، مع رصانة التلفزيون الرسمي، التقيّد بمنهج شبه موحّد في التعامل مع المادة التلفزيونية.
والنتيجة هي أنّ محاولة الإتيان ببرامج منوعات تبدو افتعالاً ساذجاً، والحرية تغدو عشوائية، والبث المباشر لا يخلو من أخطاء يُعد وقوعها في الفضائيات المتقدّمة هفوة لا تغتفر. كل ذلك يُضاف الى غياب المقدّم البارع الذي يتمتع بخفة ظل، وإلى فقر بصري مدقع يعود غالباً إلى قلّة الإمكانيات، والتي توظّف في غير محلها عند توافرها كما حصل في أكثر من برنامج. باسم ياخور في دور «خالد بن الوليد».
عشرات البرامج والمحاولات مرّت عبر تاريخ التلفزيون السوري. أبرزها البرنامج اليومي «غداً نلتقي»، الذي حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة كونه الوحيد من نوعه آنذاك. هذا البرنامج بقي متخلفاً عن التطوّر البصري والنوعي الحاصل في العالم لسنوات طويلة، مع تكرار شبه يومي لمشاهد محددة من أعمال «غوّار الطوشي» ومحمود جبر، والمسرحيات المصرية المعروفة، «كمدرسة المشاغبين»، و«شاهد ما شافش حاجة».. إضافةً إلى مجموعة من الأغاني التي تتكرر باستمرار من أرشيف مهرجان المحبّة والطرب العربي المعروف. ومع ازدهار عصر الفضائيات، عزف عنه معظم المشاهدين، لتبقى هذه النوعية من البرامج محصورة وفق معايير وأساليب، تٌعد من «منسيات» العمل التلفزيوني.
أحد هذه البرامج الرمضانية، يقلّ الضيف في سيارة «ليموزين» وصولاً إلى مجمّع تجاري راع للبرنامج، لتبدأ محاولات المقدّم في «جرجرة» الضيف وإحراجه للحديث عن «أفضال» رعاة البرنامج وشكرهم على كرمهم الحاتمي. يتخلل ذلك عدد «فلكي» من الفواصل الإعلانية لراعٍ آخر، مع تكرار المقدّم نفسه لعبارات الشكر والعرفان. ويقف أحد مسؤولي المجمّع المذكور إلى جانبه من دون سبب واضح. بالإضافة الى ختام غير مبرر باللغة الإنكليزية، سوى استعراض المقدّم الشاب لإتقانه لغة ما وراء البحار. كل ذلك من دون سياق منتظم يفضي إلى حلقة متماسكة.
ربّما البرنامج الأفضل والأكثر تماسكاً حتى اليوم، هو «مساكم باسم» الذي عرضته الفضائية السورية، والذي قدمه الفنان باسم ياخور، وأخرجه أمجد الحسن. تضمن فقرات منوعة بشكل بصري أنيق، بمشاركة بعـض نجوم الدراما السورية، وجوائز مغرية، تبدأ من الليــرات الذهبــية ورحلات السفر لتصل إلى السيارة والشقة السكنية. وبدا ياخور متمكناً من مهمّة التقديم ومحاورة الضيف واستقبال المكالمات على الهواء مباشرةً، بحيوية ومرح بعيداً عن الارتباك المعتاد لدى نجوم التمثيل الذين خاضوا تجربة التقديم.
ويمكن القول إنّ «مساكم باسم» يشكل حافزاً لتفاؤل حذر بتغيير ما، يطال البرامج الترفيهية المقبلة على القنوات الرسمية.
«أسوأ برنامج منوعات لبناني يتفوق على أفضل برنامج منوعات سوري». جملة قالها يوماً أحد المخرجين بسخرية أقرب إلى المرارة، كالعقدة السورية التي ما زالت بلا حل حتى الآن!

علي وجيه

المصدر: السفير  

التعليقات

لطالما أبهرتني طلاقة مقدمي البرامج الأجانب وضيوف برامجهم الحوارية وتلقائيتهم، حتى الأطفال هناك يبدون أكثر تلقائية وتماسكا أثناء إجراء المقابلات معهم من أساطين الإعلام العربي عموما والسوري خصوصا. فلا يكاد يبدأ أحدهم طرح نقطة أو الإجابة على سؤال قبل أن بسبقها بـ آآآآآآآآآآآ أو ممممممممممم لا بل لا ينهي جملة قبل أن يكرر طقوس استحضار المهذب من الكلمات لكأنه إما يقيس أثر ما يقوله عليه أو أنه ببساطة يكذب (أو لا يقول كل الحقيقة فكلاهما سيان) وأكاد أجزم أن هذا السلوك الاعتيادي بالنسبة له ليس سوى رواسب العقلي الذي مورس عليه من نعومة أظافره حتى تمرسه، وبالتالي تحول التردد إلى عادة مزمنة من الصعب تركها إذ أصبحت هي من آثار الكبت القديم المتجدد وخطوط حمراء وهمية متشابكة في عقله الباطني والظاهري... وهلم جرا...

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...