الغش مستمر في رمضان وآخر الصرعات إضافة«الأهرا» للتمر هندي
لا تزال السوق العالمية للحبوب تعاني من ارتدادات الحرائق في روسيا التي أدت إلى خسارة الأسواق العالمية حوالى 40 مليون طن من القمح والشعير وكانت الدول العربية من أهم المستوردين للقمح الروسي.
وقد ارتفعت أسعار القمح بشكل تلقائي إثر توارد الأنباء عن حجم المساحات المزروعة وعن إجمالي الخسائر في محصول الحبوب.. ويتوقع البعض أن يستمر ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية تحت تأثير عامل إضافي وهو الفيضانات في باكستان التي أتلفت بدورها مساحات كبيرة مزروعة بالحبوب كما أن تشريد أربعة ملايين إنسان وتضرر 20 مليوناً آخرين يعني أن الطلب سيزيد على القمح من أجل تقديم المساعدات للمنكوبين وبالعودة إلى الحرائق في روسيا رأى بعض المراقبين أنها أضافت أزمة جديدة على كل الصعد داخل روسيا لتتضافر عواملها مع تداعيات الأزمة المالية لتجعل الاقتصاد الروسي في حالة سيئة.. كما أن نسب النمو لا يمكن أن ترتفع إلا بعد عدة أشهر علماً أن المختصين الاقتصاديين الروس كانوا يؤكدون منذ بدء الأزمة الاقتصادية العالمية إن عام 2010 سيشهد ذروة الأزمة، وأن انحسار الأزمة لن يبدأ قبل حلول العام 2011 لكن هؤلاء لم يدر في خلدهم أن أسوأ كارثة طبيعية ستحل في بلدهم منذ ما يزيد عن ألف عام.. وفي السياق نفسه لا تزال أسعار الذهب تمثل مؤشراً سلبياً عن حالة الاقتصاد العالمي فارتفاع أسعار المعدن الثمين يعني أن مرحلة التعافي الحقيقية لم تبدأ بعد.
الميل للاعتدال
محلياً أجبرت وزارة الاقتصاد عبر متابعتها وإصرارها أسعار الفروج على الانخفاض ثانية فبعد أن وصلت الأسعار إلى 140 ليرة تراجعت حالياً إلى 120 ليرة أما أسعار باقي الخضر فقد تراجعت هي الأخرى ومالت للاعتدال بعد الهبات الكبيرة التي شهدتها في بدايات الشهر الكريم فقد تراجعت أسعار الورقيات وعادت تقريباً إلى طبيعتها- البقدونس- الكزبرة- البقلة- الخيار- البندورة- لكن أسعار الفواكه تعد مرتفعة وفوق طاقة الشريحة الأكبر من الشعب باستثناء مادة البطيخ.
التدخل الإيجابي
كان دور مؤسسة الخزن والتسويق كبيراً جداً في توفير السلع بأسعار مناسبة كما أن المؤسسة نجحت في أن تكون منافساً قوياً للتجار الجشعين والمحتكرين والمبتزين فأجبرتهم على كسر الأسعار من خلال صالاتها وسياراتها الجوالة والبيع بأسعار تقل من 10- 30% عن السوق إضافة إلى أن بعض المواد يتم بيعها في الصالات بهامش ربح بسيط أو من دون هامش ربح كما أن نجاح إدارة الشركة في تنويع وتشكيل السلع المعروضة وشموليتها أدى إلى كسر حدة الأسعار التي حاول بعض ضعاف النفوس جعلها متداولة طيلة شهر رمضان، وقد تمكنت صالات الشركة في تحقيق المصداقية لدى الزبائن وفي الوقت نفسه تقديم أجود أنواع السلع للمستهلك بدءاً من المنظفات والخضر والفواكه مروراً بالأجبان والألبان والعصائر والمياه المعدنية والخبز وانتهاء بالأسماك والفروج واللحوم الحمراء.
الغش في رمضان
قد يتبادر للذهن أن الغش يمكن أن يتوقف في رمضان كون شهر الصوم هو مناسبة وفرصة للتوبة والمغفرة والعزوف عن السلوكيات الشاذة.. لكن الواقع يؤكد أن ممارسات الغش لم تتوقف بل مستمرة خلال الشهر الكريم وآخر اختراعات فاقدي الضمير غش منقوع التمر هندي بمادة «الأهرا» والتي تستخدم في الدهان وقد تم ضبط عدة حالات في مدينة اللاذقية قبل رمضان وخلال الأسبوع الأول منه أما بالنسبة لباقي المواد فغش الألبان مستمر بالمايونيز والاسبيداج والنشاء.. كما أن غش مادة القشطة المستخدمة في الحلويات يتم من خلال خلطها بالحليب والسميد.
أحد العاملين في محلات صناعة الحلويات أكد أن صاحب المعمل الذي يعمل به اشترى كميات كبيرة من مادة البازلاء وتم نقعها بالماء والسكر كي تستخدم بعد أيام في صناعة الحلويات على أنها فستق حلبي؟!.
الأعلاف
حافظت الأعلاف على ما حققته من ارتفاعات في الأسعار خلال الأسابيع الماضية وكذلك الأقماح والطحين ويتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعات جديدة وخلال الأشهر القادمة.
كما يتوقع حدوث ارتفاعات في أسعار بعض أنواع الحلويات بسبب الزيادات الكبيرة التي طرأت على أسعار الطحين فقد ارتفع سعر الكلغ من 14 ليرة إلى 29 ليرة.
العقارات
لا تزال أسواق العقارات بعيدة عن التأثر بأجواء رمضان فرغم الحرارة الشديدة لا تزال المكاتب العقارية تستقبل الراغبين بامتلاك شقة أو محل تجاري أو شراء أرض زراعية.
المقاطعة
جمعية حماية المستهلك مصرة على دعوتها في مقاطعة أية سلعة ترتفع أسعارها بشكل غير مبرر وذلك لإجبار الباعة وبع
ض التجار الجشعين على خفض أسعارها ويؤكد السيد عدنان دخاخني رئيس جمعية حماية المستهلك أن أية سلعة عندما تنجح مقاطعتها بنسبة 60% فإن أسعارها ستنخفض حكماً. فاللحوم الحمراء لو يتم مقاطعتها لعدة أيام فإن أسعارها ستتراجع بنسب كبيرة وتصبح عادلة لأغلب الشرائح الاجتماعية.
اللحوم المستوردة
أكدت وزيرة الاقتصاد السيدة لمياء عاصي أن بعض أنواع اللحوم المستوردة غير صالحة للاستهلاك البشري وتحديداً تلك التي يستوردها بعض التجار أما اللحوم المجمدة والمستوردة من قبل شركة الخزن والتسويق فيتم فحصها في بلد المنشأ وتذبح على الطريقة الإسلامية وهي مطابقة للمواصفات.. وفي هذا السياق يمكن التنويه إلى مسألة اللحوم المهربة عبر لبنان وهي غير صالحة للاستهلاك وفاسدة ويتم تزويد المطاعم بها ومحلات القصابة وقد تمكنت خلال الأسبوع الماضي دوريات الجمارك من ضبط كمية خمسة أطنان من اللحوم الفاسدة وهنا يمكن أن نطرح العديد من التساؤلات حول كيفية عبور اللحوم المهربة الحدود، وأحياناً يتم ذلك بسيارات شاحنة مبردة فهل يعقل أن يستمر ذلك دون لفت انتباه أحد..!
أخيراً بيع غرام الذهب يوم أمس في السوق السورية بسعر 1600
وصرف الدولار بـ 46.80
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد