مرسيل خليفة : جمهور دمشق يهبنا القوة
فاجأ الفنان مرسيل خليفة جمهور قلعة دمشق في الحفل الذي أحياه مساء أمس وسط حضور كثيف تجاوز الألفي شخص بأغنيته الجديدة أحلى من الركوة ع منقل عرب للشاعر اللبناني طلال حيدر أعقبها بأغنية بيني وبينك سجر البن للشاعر حيدر أيضا حيث تألق خليفة بأجمل أغنياته الشعبية التي أضفت عليها أجواء القلعة وعبق تاريخها ألقا خاصا سحر الجمهور لأكثر من ساعتين ونصف الساعة.
ثم أردف خليفة هذه المقدمة التي امتزج فيها الشعر الجميل باللحن الراقي بأغنية "بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي ع البال" لينهض الجمهور مصفقاً ومحييا خليفة الفنان الكبير الملتزم بقضايا الوطن والامة وهموم الناس.
وتابع صاحب كونشيرتو الأندلس ملحمته بتقديم رفيقة درب أغنياته الفنانة أميمة خليل بأغنية الكمنجات تبكي مع العرب الخارجين من الأندلس للشاعر الفلسطيني محمود درويش ليغني بعدها "نهض يا ثائر" من كلمات الشاعر السوري أدونيس معشقاً ألحانه على جملة من التراث الفلسطيني لأغنية يما مويل الهوى يما مويلي.
وركز خليفة على أغنيات انتقاها كإهداء خاص لمدينة دمشق التي تحتضن فنه فغنى لها "لبسوا الكفافة ومشوا ما عرفت مينن هن" بمصاحبة المغنية يولا كرياكوس وتفاعل معه الجمهور مطالباً إياه بأغنية "ريتا والبندقية" التي أنشدها مع فرقة الميادين بمقدمة موسيقية ممزوجة بجوقة من الكمنجات وآلات وترية صاحبت حنجرة مرسيل حتى نهاية الحفلة.
وضج الجمهور عندها إثر مخاطبة مرسيل له اليوم السهرة للصبح حيث قدم رائعته "يا نسيم الريح قل للرشا لم يزدني الورد إلا عطشا" للمتصوف العربي الكبير الحلاج وأغنية "عصفور طل من الشباك" التي أنشدها الجمهور مع أميمة خليل وجوقة المغنيات السوريات مهدياً إياها لكل المعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وانتقل بعدها مرسيل إلى مناشدة الجمهور السوري بإحياء ذكرى محمود درويش عبر قصيدة تعاليم حورية التي أهداها لوالدة الشاعر الراحل مؤدياً إياها برفقة المغنية يولا كرياكوس على العود أعقبها برفقة المنشدات السوريات أغنية "يساري من جداهم يا محملني سلام".
وأدهش صاحب جدل جمهوره بإعادة غناء نشيد أجمل حب قائلاً من على خشبة المسرح كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة أؤلف لك فقرة حب لينشد بعدها المغني السوري شادي علي مع الفنان بيان رضا هذه الأغنية على وقع طبول فرقة الميادين التي رددت شعر محمود درويش "أحبك حب القوافل واحة عشب وماء.. وحب الفقير الرغيف".
وأهدى خليفة مقطوعة تانغو من تأليفه للمناضل اللاتيني تشي غيفارا حيث صفق الجمهور طويلاً مع هذه المقطوعة مقدماً عازفي فرقة الميادين المؤلفة من رامي خليفة على البيانو سوسن اسكندر كمان عمر أبو عفش.. ألتو لوسيا نصر الله.. كمان أول صلاح نامق.. تشيللو مسلم رحال ناي فراس شهرستان.. قانون كنان أدناوي.. عود محمد عثمان.. بزق إسماعيل رجب.. كلارينيت.
وقال خليفة ملتمساً حرارة جمهوره ...في كل مرة آتي إلى سورية لا ألتقي إلا جمهوراً محباً معطاءً يهبنا القوة فشكراً لهذا الجمهور ولمؤسسة مينا الثقافية التي أتاحت لنا فرصة اللقاء بمن نحبهم في دمشق.
وختم خليفة حفلته بنشيد يا بحرية هيلا هيلا ليقف الجمهور دفعة واحدة مصفقاً لحوار الآلات الموسيقية التي اصطخبت مع عود خليفة مكونةً من بيانو رامي خليفة وإيقاع بشار خليفة وكلارينيت إسماعيل رجب وناي مسلم رحال لتصعد طفلة من الجمهور مهدية الكوفية الفلسطينية للفنان اللبناني الذي قبلها منحنياً أمام عاصفة هادرة من تصفيق الجمهور السوري مودعة إياه بنشيد فطري مرسيل.. مرسيل.. الله معك.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان خليفة سيلتقي جمهورة للمرة الثانية في قلعة دمشق عند التاسعة والنصف من مساء اليوم.
سامر اسماعيل
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد