نورا مراد: الزفّة الشامية كما لم تروها من قبل
«وما التأنيث لاسم الشمس عيب، ولا التذكير فخر للهلال»، قالها ذات يوم المتنبي ورحل. صدى هذه الكلمات بقي يتردَّد في مخيلة نورا مراد. «المتخرّجة من المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق، تجول مع فرقتها «ليش» بين المحافظات لتقديم عرضها «ألف مبروك». العرض الذي يقف بين المسرح الحركي والرقص المعاصر، هو الثاني ضمن مشروع الفرقة الذي يحمل عنوان «هويات». المشروع محاولة لتفكيك طقوس اجتماعيّة تقليديّة، من العزاء في «إذا انتبهوا ماتوا»، إلى طقس الزواج مع «ألف مبروك». العرض الذي لاقى نجاحاً كبيراً في دمشق العام الماضي وفي «مهرجان جولي دانس» (أمستردام 2010)، ينطلق في زفته الشاميّة الجوالة من «غاليري الرواق» في دمشق مساء اليوم.
ميزة العرض أن الحد الأقصى للمتفرجين لا يزيد عن أربعين شخصاً، نصف هؤلاء من الرجال ونصفهم الآخر من النساء. صبيتان وشابان بلباس يركز على التناقض بين الأسود والأبيض، يقودون الجمهور في مراحل المسرحية الانتقالية.
يمرّ الجمهور أمام الممثلين كأنه في ضيافة حقيقية لحفلة عرس تبدو خيارات المجتمع الشرقي طاغيةً عليها. تستقبل المؤديتان النساء وتقدمان لهن الحلوى، بينما يقدم المؤديان الحلوى للرجال. من ثمّ تبدأ حالة البوح لشخصيات العرض من خلال الرقص، في حالة فصل كامل بين الجمهورين من خلال أقمشة ثبتت في المنتصف. الحب، والجنس، والعنف، والقلق، ومحاولة تجميل الذات في لحظات كآبة الروح، وزفّها (تشييعها؟) نحو «القفص الذهبي» كلها حاضرة في طقوسيّة الزواج كما تؤديها «ليش». ستكون وجبة «ألف مبروك» مكثّفة، يعبر عنها الممثلون بلغة جسدية حركية على إيقاع موسيقى برع في تأليفها وتوزيعها شادي علي. الديكور مركّب إلى حد كبير، لذلك كان المتلقي يحتاج إلى عشر عيون لينجح بالتواصل مع شخصيات العرض كلها. في النهاية، يتحوّل العرض إلى حلقة دبكة أعراس شعبيّة، على إيقاع العراضة الشاميّة المتداخلة مع موسيقى العرض.
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
التعليقات
ان هذا العرض
إضافة تعليق جديد