سورية تصدر موزاييكاً دمشقياً بأكثر من 100 مليون ليرة سنوياً
تطعيم الخشب أو الموزاييك فن خاص وحرفة مميزة أبدعها ابن دمشق جرجي جبرائيل بيطار عام 1860 وما تزال حتى اليوم مصدر رزق للكثير من العائلات وهي تصدر إلى الجهات الأربع حيث قام هذا الحرفي بصنع أول قطعة موزاييك وذلك بجمع قضبان من الخشب الملون طبيعياً ذات مقطع مثلث أو مربع ثم تشريحها على شكل رقائق ولصقها على المصنوعات الخشبية بالغراء الطبيعي واعتماد نماذج لزخرفة المصنوعات الخشبية بها لتنشأ حرفة فن الموزاييك التي تميزت بها دمشق حتى أصبحت محط أنظار الزوار الذين يحملونها إلى بلدانهم كمنتج دمشقي خالص.
ويقول رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق فؤاد عربش والتي تأسست عام 1970 إن هناك 150 حرفياً منتسباً للجمعية منهم نحو 100 يمارسون حرفة صناعة الموزاييك الخشبي و50 حرفياً يصنعون الفسيفساء والزجاج المعشق والرسم على الزجاج والتصديف ونسج البروكار والدامسكو والصايا والأغباني والسجاد والبسط.
ويؤكد عربش أن مصنوعات الموزاييك الدمشقية يحملها السياح وخصوصاً الدبلوماسيين منهم إلى بلادهم كتحفة تحمل عبق دمشق وتميزها.
ويضيف عربش أن هذه الحرفة تنتشر حاليا في دمشق وريفها باب شرقي والحميدية وجوبر وزملكا وجسرين وجرمانا وبيت سحم مستفيدة من توافر الاخشاب المحلية في تلك المناطق ومنها أشجار الحور والمشمش والزيتون والجوز والكينا والسرو والليمون إضافة لخشب الورد المستورد والذي تصنع منه المفروشات الثمينة.
وأوضح عربش أن بيطار قدم أول قطع صنعها إلى السلطان العثماني عبد الحميد وكانت عبارة عن غرفة جلوس نال عليها وساماً من السلطان وامتيازاً لتعليم هذه الحرفة كما شارك بها في معرض فيينا عام 1891 وفي معرض باريس حيث قام بتزيين كنيسة القديس يوليانوس الفقير كما حاز في مصر عام 1904 الجائزة الأولى للمصنوعات الخشبية وصنع خزانة للبابا بيوس العاشر ومؤخراً حمل جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأميركية الأسبق عدداً من قطع الموازييك الدمشقي إلى البيت الأبيض.
ولفت عربش إلى أنه يتم تصدير ما قيمته أكثر من 100 مليون ليرة سورية من هذه المنتجات إلى الخارج سنوياً وبينما يبلغ سعر طاولة الزهر بالجملة في دمشق نحو 500-1000 ليرة أي ما بين 10-20 دولاراً يصل سعرها في قبرص أو تركيا أو اليونان إلى نحو 2000 ليرة أي نحو 50 دولاراً كما يرتفع سعر طقم جلوس أو غرفة النوم أو طقم المكتب من 150-200 ألف ليرة أي من 3-4 آلاف دولار إلى نحو 500 ألف ليرة أي نحو 10 آلاف دولار خارج سورية.
وأوضح عربش أن هذه المهنة أصبحت متوارثة في بعض العائلات السورية ومنها الأشقر و عشي و بهيت و شلهوب و شنيارة و صارجي وشامي وحوش وخباز و عربش وعجاج وطربين والأسمر وغيرها من العائلات الدمشقية.
ويقول محمد نحاس أحد العاملين في هذه الحرفة إنها تجد راغبين ومتذوقين لها في العالم وأحياناً نقوم بتصنيع قطع مفروشات مزينة بالموزاييك خاصة لبعض العرب والأجانب.
وحالياً تنتشر محال بيع مصنوعات الموزاييك في الأسواق الشهيرة في دمشق وخصوصاً الحميدية ومدحت باشا وباب شرقي.
عماد الدغلي
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد