البابا شنودةيرفض حكم الزواج الثاني والأقباط يتظاهرون

09-06-2010

البابا شنودةيرفض حكم الزواج الثاني والأقباط يتظاهرون

طالب بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شنودة الثالث، امس، بإعادة النظر في حكم أصدرته محكمة مصرية يقضي بإصدار تصاريح زواج ثان للمطلقين من الأقباط، فيما جرى الاستعداد لتظاهرة قبطية أمام المقر البابوي اليوم، ضد قرار القضاء المصري.
وكانت المحكمة الإدارية العليا في مجلس الدولة، أصدرت الأسبوع الماضي حكماً نهائياً بإلزام البابا بمنح تصريح بالزواج الثاني للمطلقين. فدعا شنودة إلى اجتماع عاجل للمجمع المقدس، وهو أعلى سلطة في الكنيسة القبطية الارثوذكسية، لإعلان موقف الكنيسة من الحكم القضائي. البابا شنودة وأعضاء في الكنيسة القبطية خلال التقاط صورة تذكارية قبل المؤتمر الصحافي في القاهرة أمس
وقال شنودة خلال مؤتمر صحافي، إن «المجمع المقدس اتفق على أن الكنيسة القبطية تحترم القانون لكنها لا تقبل احكاما ضد الإنجيل وضد حريتنا الدينية التي كفلها الدستور»، موضحا بالقول إن «الزواج لدى الكنيسة هو سر مقدس وعمل ديني بحت وليس مجرد عمل إداري، والشريعة الإسلامية تقول احكموا بينهم حسبما يدينون وهو ما تقره القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية».
وقال البابا إن «الكثير من أحكام محكمة النقض والمحكمة الدستورية العليا أكدت على مبدأ خصوصية تطبيق الشريعة المسيحية على أتباعها، كما أكدت المحاكم على أن البطريرك ليس موظفا عاما يمكن إلزامه بالأحكام المدنية وأن القيادات الدينية شريعتها الإنجيل وقوانين الكنيسة»، وأوضح شنودة «ما انتهت إليه المحكمة الإدارية العليا مؤخرا أمر لا تقبله ضمائرنا ولا نستطيع أن ننفذه»، مشددا على عدم جواز الزواج الثاني «في العقيدة المسيحية إلا لعلّة الزنى»، ومعتبرا ان من يلجأ من الاقباط للزواج المدني كحل لمشكلة الزواج الثاني «سيصبح خارجا عن الكنيسة ومفصولا منها لأن الزواج في الكنيسة له قدسية خاصة».
وأكد شنودة ثقته في «الدولة وأنها تؤمن باحترام الشرائع السماوية وفقا للدستور المصري ولا تقبل أبدا أن يكون الأقباط مضغوطا عليهم في دينهم»، ورفض شنودة ما تردد عن أن الكنيسة فوق الدولة أو دولة داخل دولة، مؤكدا أنه «أحد أبناء الوطن ويلتزم بكل قوانينه إلا ما تعارض مع النص الديني». وقال إنه كان «لا يفضل إثارة مثل تلك الموضوعات حاليا ونحن مقبلون على مرحلة حراك سياسي واسعة وانتخابات وأن تحشد الطاقات لقضايا العمل الوطني مثل قضايا المشاركة السياسية وحماية مياه النيل وقضايا التنمية»، لكنه استطرد قائلا إنه «لا يعتقد أن هناك رغبة من جهة ما لإلهاء الأقباط عن القضايا الحيوية».
وخلال المؤتمر الصحافي جلس البابا أسفل لافتتين كتبت عليهما آيات من الإنجيل تقول «ينبغي أن يِطاع الله أكثر من الناس» و«من طلق إمرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني».
في المقابل، ذكرت صحيفة «المصري اليوم» أن نشطاء أقباط أعلنوا أن اليوم سيكون «يوم الغضب القبطي»، وطالبت صحيفة «الكتيبة الطيبية الكنسية» الأقباط بالتوجه إلى الكاتدرائية البابوية أثناء عظة البابا شنودة في تظاهرة حاشدة لمساندة البابا، وإعلان وقوف الأقباط خلفه ومؤازرته لـ«محاربة القرارات المخالفة لتعاليم الكتاب».
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة «اليوم السابع» المصرية أن «الأمر الأكثر خطورة الذي تبحث الكنيسة عن مخرج له خلال الأيام المقبلة هو عدم انتشار نبرة أن من يريد الزواج الثاني يلجأ لطائفة أخرى»، حيث يأتي هذا القول فى توقيت تدخل فيه الكنيسة صراعاً حاداً مع طوائف أخرى بسبب «خطط تبشيرية» لجذب أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، حسبما ذكرت «اليوم السابع» التي ذكرت أن الحكم القضائي «يفتح باب الأمل لحوالى 40 ألف مسيحي ومسيحية ينتظرون موافقة البابا على الزواج الثاني».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...