النجوم العرب «يموتون» على الجوائز
مع اقتراب موعد إعلان جوائز «ميوزيك أوورد» في 18 أيار (مايو) المقبل، تصاعد الجدل كالعادة حول الفنان العربي الذي يستحق الجائزة. طبعاً، ترافق هذا الجدل مع علامات استفهام حول حقيقة هذه الجائزة، في ظلّ اتهامات لهذا الفنان وذاك بدفع ثمنها.
ولعلّ ما زاد هذه الشكوك، كان تصريح سميرة سعيد، التي أكّدت قبل أيام في مدوّنتها الخاصة على موقع «أم بي سي» أنها لا ترى مشكلة في شراء الجوائز العالمية، طالما يساعد ذلك على انتشار الفنان العربي في السوق الغربية.
ولم يتأخّر الردّ على المغنية المغربية التي حصلت على جائزة «ميوزيك أوورد» عام 2002. هكذا، خرج مَن يقول إنّ تصريحها الأخير، هو اعتراف غير مباشر بشراء هذه الجائزة. وما أكّد هذه الفرضية بالنسبة إلى هؤلاء أنّ سعيد نالت الجائزة، في ظل تعاونها مع المنتج محسن جابر. واسم هذا الأخير وحده بات يثير شكوك بعضهم. إذ إن عمرو دياب نفسه فاز بهذه الجائزة للمرة الأولى في التسعينيات، وقيل وقتها إن جابر وفّر الدعم الكامل لحصول مطرب شركته الأول على جائزة عالمية. وعلى رغم مغادرة «الهضبة» لشركة «عالم الفن»، وتوقيعه عقداً مع «روتانا»، عادت الاتهامات نفسها لتلاحقه أخيراً، بعدما اختلف مع منتج برنامج «الحلم» عمرو عفيفي. وخرج هذا الأخير ليقول إنّه اشترى ثالث جائزة «ميوزيك أوورد» حصل عليها دياب عام 2007 من جيبه الخاص، ليردّ محامي عمرو دياب قائلاً إن «الجوائز تأتي إلى النجم الكبير، وهو لا يسعى إليها».
لكنّ صراع الفنانين لم يتوقّف عند حدود هذه الجائزة العالمية، بل ظهرت جائزة أخرى باسم «ميوزيك أوورد الشرق الأوسط». وتدير هذه المسابقة إحدى الشركات التي تجمع تصويت الجمهور، ثم تطرح الأسماء الفائزة على لجنة تحكيم مؤلّفة من نقيب الموسيقيين المصريين منير الوسيمي، ومجموعة من الملحّنين.
إذاً، هذه الجائزة محلية بامتياز. ومع ذلك، فإنّ إقبال المغنين عليها، وسعيهم إلى الفوز بها، منحاها بريقاً زائفاً، كشفه بعض الفنانين الذين رفضوا الجائزة العام الماضي احتجاجاً على منحهم إياها مناصفةً مع آخرين.
وهذا العام، كشف المشرفون على هذه المسابقة عن قائمة الترشيحات الأولية التي خرج منها تامر حسني، وبقي في المنافسة النهائية عمرو دياب، وهاني شاكر، وحسين الجسمي. ولكن ردّ تامر حسني لم يتأخّر، فقال إنّه حصل على جائزة، لم يسمع بها أحد من قبل، وهي «بيغ ميوزيك أوورد» الأميركية.
والطريف أن البيان الصحافي الذي أعلن الخبر المنشور في عدد من الصحف والمواقع، جاء مليئاً بالثُّغَر التي تشكك في هذه الجائزة، وخصوصاً مع اعتياد تامر حسني الذي لقّب نفسه بـ«نجم الجيل» إطلاق شائعات عن نجاحه الفني.
أول ثغرة في البيان، هي أنّه صدر عن مكتب حسني، لا عن شركة «عالم الفن» والمنتج محسن جابر. كما لم يعطِ الخبر أيّ معلومات عن هذه الجائزة ومن حصل عليها من المطربين العرب قبل حسني.
وبالتزامن مع هذا البيان، انتشرت معلومات تفيد أنّ الاسم الرسمي للجائزة هو «بيغ أبل ميوزيك أوورد»، وتديرها شركة غير معروفة. كما قيل إنّ عمرو دياب رفض الحصول عليها من قبل لأنها مجهولة المصدر، وبسبب ترشيح مغنية إسرائيلية للفوز بها.
أما الموقع الإلكتروني الرسمي للمسابقة، فكشف أن جائزة هذا العام لم تعلن بعد، وأنّ التصويت لا يزال مستمراً. كما أوضح الموقع أنه في التصويت الحالي، فإنّ عمرو دياب متقدّم على حسني بفارق كبير من الأصوات.
ورغم كل هذه المعطيات، أصرّ حسني على إعلان فوزه بها لأنه «فنان شامل، يغنّي ويمثّل، ويلحّن، ويؤلّف أغانيه بنفسه. كما يقوم أيضاً بتأليف قصص أفلامه السينمائية وينتجها ويخرجها ويحقّق المركز الأول في جميع ما يفعل».
وفي هذا التصريح نفسه إهانة كبيرة للمخرجين الذين تعامل معهم المغني المصري الشاب في أفلامه. إذ نسب لنفسه عملية إخراج هذه الأعمال.
وفي البيان نفسه، يقول تامر إن الجائزة جاءت نتيجة محبة الجماهير له «وهي المحبة التي وهبها لي رب العباد ولا يحصل عليها أحد مقابل ملايين الدنيا»! بكلام آخر، فإنّ حسني يقول إنه لم يدخل السباق على شراء الجوائز الشهيرة، فقرر الحصول على جائزة خاصة به. حتى إنّ إدارة الجائزة المجهولة منحته لقب «أسطورة القرن» لأنّه ظاهرة فريدة من نوعها.
لكن لم يوضح حسني، كيف بات «أسطورة القرن» ولم تمضِ على بداياته الفنية عشر سنوات. ربما يصادر «نجم الجيل» من الآن أيّ نجاح ممكن لأيّ فنان آخر في السنوات التسعين المقبلة.
شائعات شائعات
كما بات معروفاً، يستغل تامر حسني غالباً عملية تصوير فيلمه الجديد، لإطلاق سلسلة شائعات تروّج له. هكذا ينشر أخباراً هي نصف حقائق، ويترك الصحافة تتداولها لفترة قبل أن يخرج لنفيها في الوقت المناسب. وهذا ما حصل بالفعل خلال وجوده في بيروت أخيراً، لتصوير بعض مشاهد فيلمه الجديد «نور عيني» مع الفنانة منّة شلبي والمخرج وائل إحسان. إذ دخل «نجم الجيل» في صراع مع مصوّر لبناني. وقال حسني إنّ المصوّر حاول إهانة عمرو دياب أمامه بهدف فتح حوار معه. في وقت قال فيه المصوّر إنّ مرافقي حسني اعتدوا عليه، وهو ما نفاه المغني المصري. كما أن حضور حسني لعيد ميلاد المذيعة نانسي ياسين، دفع بعضهم إلى الحديث عن إعجاب ياسين بحسني.
محمد عبد الرحمن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد