«معرض ربيع الكتاب»: قطبان ومعرضان وناشرون في الوسط

13-04-2010

«معرض ربيع الكتاب»: قطبان ومعرضان وناشرون في الوسط

أطلق اتحاد الناشرين في سوريا معرضاً للكتاب تحت عنوان «معرض ربيع الكتاب» والذي يستمر حتى 17 من نيسان الجاري. المعرض أقيم في حديقة عامة في دمشق، بمشاركة حوالى مئة دار نشر في سورية، متضمنة بعض دور النشر العربية التي لها وكلاء في سوريا. وقد قال محمد عدنان سالم، رئيس اتحاد الناشرين عن دواعي المعرض الجديد طالما أن معرضاً دولياً تقيمه «مكتبة الأسد الوطنية» في كل عام «من أول مهمات اتحاد الناشرين في قانونه الأساسي أن يقيم معارض للكتاب»، ويضيف « لكننا أردناه معرضاً محلياً لا دولياً».
وقال سالم «إن من أول أهدافنا التوجه إلى القطاع العازف عن القراءة، في حين أن معظم المعارض تتوجه إلى القارئ المعتاد. أردنا أن نربط القارئ بمعاني جديدة فأقمنا المعرض في حديقة عامة، كما أقمنا عدداً من الأنشطة الموجهة للأطفال، بالتعاون مع جمعيات معنية بهذا الشأن. إلى جانب مشروع «خذ الكتاب بقوة»، ونطمح عبره إلى توزيع مليون نسخة مجانية». ومن الكتب التي طبعت «العهدة العمرية»، و»القدس، ملامح جيل يتشكل»، و»معركة ميسلون»، وهي توزع مقابل استمارة يملأها القارئ تتعلق بمشكلات القراءة وأحوالها وإحصاءاتها.
-ومن بين الفعاليات التي أرادها المعرض «جاذبة» ما أسماه «منتدى الكتاب» وهي مجموعة من الفعاليات الثقافية التي خصص لها مكان مفتوح وسط المعرض، يبقى فيها مايكروفون المحاضر مفتوحاً على آخره للجميع، ولكن من يستعرض محاضرات المنتدى، والأسماء المشاركة لن يجد ما يجذب حقاً، وسرعان ما يتحول صوت المحاضر إلى مصدر للقلق والإزعاج للزائر المتجول.
وإذا كان هناك من بين الناشرين من تحدث عن «نزاع» بين مكتبة الأسد، باعتبارها راعية معرض الكتاب في الخريف من كل عام، وبين المعرض الوليد، إلى حد ذهب بالبعض إلى القول إن سمة «المحلية» لمعرض «الربيع» جاءت مراعاة لمعرض مكتبة الأسد، حتى لا يصادر دوره الدولي، فإن عدنان سالم نفى ذلك وقال «إن مكتبة الأسد تعاونت كل التعاون، والمعرضان متكاملان، وقد حاولنا الاسترشاد بتجربتهم». لكن ذلك لا ينفي أن بعض الناشرين أشاد بالمعرض الجديد وبسهولة الإجراءات فيه، بالمقارنة مع بيروقراطية معرض «الخريف».
ولدى سؤاله عن مقاطعة بعض الناشرين للمعرض قال رئيس الاتحاد «لا أنفي أن هناك مقاطعة، شأن أي مشروع جديد. فهناك المتفانون والمتفائلون، وهناك المترددون المتريثون الذين ينتظرون النجاح أو الفشل، فإن نجح المعرض انضموا وإن لم ينجح انفضوا. وهناك الرافضون..«. وعن أسباب المقاطعة قال سالم «كان لديهم اقتراحات، ورددنا بأن المطالب مختلف فيها بينما المعرض متفق عليه». وأكد سالم أن «المطالب تتعلق بانتخاب المكتب التنفيذي للاتحاد».
من جهته قال الناشر لؤي حسين (دار بترا) «إن المقاطعة جاءت في سياق مقاطعة الاتحاد ونشاطاته، وتتعلق بشروط المعرض نفسه». وأضاف «هذا الاتحاد لا يمثل التعدد الثقافي في سوريا، ولا هو مشغول برفع شأن الثقافة والكتاب». وأكد حسين أن «الاتحاد مقتصر في مكتبه التنفيذي على دور النشر الإسلامية، والأخطر أن القيمين على المكتب التنفيذي يطمحون إلى وضع اليد على صناعة الكتاب، بما فيه أمر الرقابة».
وذهب حسين أبعد من ذلك «اتحاد الناشرين يسعى إلى دور في المشاركة بوضع الكتب المدرسية والتعليمية، وهذا كان سائداً قبل أن تضع الدولة يدها على مسألة التعليم». ويقول حسين «هذا الطموح نراه ضد مدنية الدولة وضد سيطرتها على مناهج التعليم».
عدنان سالم بدوره علق بالقول «إن على الناشر السوري أن يساهم بردم الهوة، كما أن هنالك قانوناً صدر حديثاً ويدعو الجميع إلى المشاركة في ذلك».
لكن في معرض «ربيع الكتاب» لا يمكن العثور على قطبين فقط، مشاركين ومقاطعين، فهناك ناشرون في الوسط، يتبنى كل طروحات زملائهم من المقاطعين، ولكنهم يختلفون معهم بالقول إنهم لا ينبغي أن يتركوا الساحة خالية لهؤلاء.

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...