الفلسطينيون يحيون ذكرى العدوان على غزة
أحيا الفلسطينيون، أمس، ذكرى مرور عام على المحرقة “الإسرائيلية” التي استمرت 22 يوماً في قطاع غزة، واستشهد خلالها نحو 1450 فلسطينياً، فيما دمرت قوات الاحتلال البنية التحتية وآلاف المنازل السكنية ومنشآت ومؤسسات مدنية وأمنية .
وأطلقت صفارات الانذار في غزة عند الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة، وهي اللحظة التي شنت فيها الطائرات الحربية “الإسرائيلية” غارات مكثفة استهدفت جميع المقار الأمنية والحكومية التي تديرها حكومة “حماس” في غزة . وبدا لافتاً ارتداء الكثير من سكان غزة الملابس السوداء وذات الالوان الداكنة، تعبيراً عن الحزن والحداد . وشارك قادة من حركة “حماس” ومسؤولون في الحكومة المقالة في حفل أمام مبنى المجلس التشريعي المدمر في غزة، ايذاناً ببدء فعاليات احياء ذكرى المحرقة التي ستستمر بعدد أيامها .
ومن المقرر أن تنظم حكومة “حماس” سلسلة فعاليات لإحياء الذكرى الأولى للحرب تحت شعار “صمود وانتصار”، تختمها بحفل مركزي أطلقت عليه “يوم النصر” .
وأزاح نائب رئيس الوزراء المقال زاد الظاظا والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر الستار عن نصب تذكاري يضم لائحة بأسماء “شهداء (المحرقة) معركة الفرقان” . وشارك في إزاحة الستار ووضع أكاليل من الزهور الطفل لؤي صبح الذي فقد بصره في قصف استهدفه بينما كان يلهو مع أطفال في شمال القطاع، والطفلة أميرة القرم التي قتل والدها واشقاؤها وهدم منزلها في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة . وعقب إطلاق صفارات الانذار صدحت مكبرات الصوت في المساجد بتلاوة القرآن الكريم .
وأكد بحر في كلمة خلال الحفل أن الاحتلال “الإسرائيلي” لم يحقق الأهداف التي وضعها لعدوانه على غزة، وبقيت غزة صامدة ولم تسقط . وشدد على أن “أبناء غزة صمدوا في وجه الحرب، ودافعوا ببسالة عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم وعن شرف الأمة العربية والإسلامية، بإيمانهم الراسخ وبدماء مئات الشهداء الأبطال” .
ودعا “كافة أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى مزيد من التوحد والتخندق في خندق المقاومة، لمواجهة التحديات والمخططات “الإسرائيلية” للنيل من عزيمة وصمود شعبنا” . وانتقد بناء الجدار المصري، معتبراً ان “كافة المحاولات التي ترمي إلى ضرب وإنهاء المقاومة محكوم عليها بالفشل” .
من جانبها، تعهدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة “حماس” بأن تكون “أكثر كفاءة” في أي مواجهة مقبلة مع قوات الاحتلال . وأكد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن “أي مواجهة مقبلة مع الاحتلال الصهيوني ستكون فيها الكتائب أكثر كفاءة ونحن هنا لا نريد الحديث عن أساليب أو وسائل جديدة، فقد اعتادت كتائب القسام ألا تعلن عن مفاجآتها إلا بعد تنفيذها” . وشدد على أن “كتائب القسام ما زالت تحمل لواء الجهاد والمقاومة وتقف رأس حربة للدفاع عن أرض فلسطين وشعبنا المرابط، وبالتالي فهي اليوم وبعد عام على معركة الفرقان تقف أصلب عوداً وأكثر استعداداً، واستعداداتها لا تتوقف أبداً نظراً لإدراكها بأن العدو غادر ويمكن أن يستأنف عدوانه في أي وقت” .
وأكدت حركة حماس، في بيان، بهذه المناسبة، ثباتها على المبادئ والتمسك بالحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها الحق في مقاومة الاحتلال حتى زواله، داعية ابناء الشعب الفلسطيني الى الوحدة الوطنية، كما دعت السلطة الفلسطينية الى اعادة النظر في خياراتها السياسية ووقف التنسيق الامني مع الاحتلال . كما دعت الدول العربية الى رفع الحصار عن غزة، وطالبت مصر بوقف بناء الجدار الفولاذي الذي لا يخدم سوى الاحتلال .
رائد لافي
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد