دعوات لعباس للتراجع عن قرار عدم الترشح

حث مسؤولون عرب وغربيون، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس على العودة عن قراره عدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقبلة، في وقت وصف محللون خطوته بأنها «مناورة» قد تتحوّل إلى «مغامرة».
وأعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح تمسكها بعباس كـ«مرشح وحيد» لها في انتخابات الرئاسة المقبلة، معتبرة أنّه «هو القادر على العبور بشعبنا في هذه المرحلة بثوابتنا الوطنية لاستكمال مشروعنا الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
بدوره، حث الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الرئيس الفلسطيني، خلال اتصال هاتفي، على العدول عن قراره.
وفي باريس، دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الرئيس الفلسطيني الى «مواصلة مسيرته نحو السلام»، معتبراً أنّ «جيل ابو مازن (محمود عباس) هو القادر على صنع السلام».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان «الرئيس عباس مارس دوراً حاسماً جداً، دوراً اساسياً، ودوراً مهماً بدعمه عملية سلمية للشعب الفلسطيني».
وأضاف انه لا يريد التكهن حول «القرارات الصعبة» التي تنتظر عباس، لكنه شدد على ان الرئيس الفلسطيني يحظى «باحترام كبير جداً عبر العالم».
إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري ان إعلان عباس «مناورة كبيرة قد تصل الى حد المغامرة»، موضحاً أنه «في حال لم يستجب احد الى هذه المناورة، من الممكن ان يتوجه عباس الى خيارات اخرى قد تكون بمثابة مغامرة، والردود الاميركية والإسرائيلية على ما اعلنه عباس، توحي انهم غير معنيين».
من جهته، قال رئيس مؤسسة الدراسات الديموقراطية في رام الله جورج جقمان إنّ «إعلان عباس هو خطوة تفاوضية مع الاميركيين، حدد خلالها ثماني نقاط، اذا استجابت معها واشـنطن فلن تكون لديه مشكلة في مواصلة المفاوضات»، لافتاً إلى أنّ عباس «يستخدم الترشح مرة أخرى للرئاسة، ومن ثم عودته للمفاوضات كورقة، وهو يضع الآن الكـرة في الملــعب الاميركي».
في المقابل، امتنعت اسرائيل عن التعليق بشكل رسمي على اعلان عباس. وقال نائب وزير الخارجية داني أيالون إنّ «هذا شان داخلي فلسطيني .. ونحن لا نتدخــل في شــؤون الآخـرين الداخلية»، لكنه أوضح أنّ «اسرائيل والولايات المتحدة تهمهما وجود قيادة فلسطينية مسؤولة وبراغماتية».
ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على شبكة الانترنت عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ «من مصلحة اسرائيل بقاء عباس في منصبه»، فيما قال مسؤول آخر لصحيفة «معاريف» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لا يريد ان يرى عباس يغادر منصبه .. وهو يحرص على عدم التمسك به بشدة».

المصدر: وكالات