«معاريف»: بيريز تدخل لإلغاء «الدرع»

22-09-2009

«معاريف»: بيريز تدخل لإلغاء «الدرع»

كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عن أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قام بدور بارز في إزالة التوتر في العلاقات الأميركية الروسية عبر تدخله لإلغاء مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا. وأشارت «معاريف» إلى أن المسعى الإسرائيلي استهدف نيل موافقة روسيا على دفع مقابل سياسي على شكل الانضمام لنظام العقوبات الذي تريد الولايات المتحدة وإسرائيل فرضه على إيران لوقف مشروعها النووي.
وأشارت «معاريف» إلى ان جهد بيريز هذا بدأ قبل حوالى العام عندما بدأ يطرح الفكرة، قبل أن يعرضها على الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تفهمها وشجعها. فالولايات المتحدة بحاجة إلى الدعم الروسي والصيني في المحافل الدولية لكبح مشروع إيران النووي. وقد سبق لبيريز أن تحادث في السابق مع كل من الرئيسين فلاديمير بوتين وجورج بوش حول هذه المسألة. ولم يتعامل بوش بترحاب مع هذه الفكرة ما اضطر بيريز لطرحها على باراك أوباما حين كان مجرد مرشح للرئاسة.
وبعدما فاز أوباما بالرئاسة عاد بيريز وعرض الفكرة وبدأت الصفقة بالتدحرج. وبلغت الفكرة ذروتها خلال اللقاء بين بيريز والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في منتجع سوتشي. وقد تبين من مقابلة الرئيس ميدفيدف مع شبكة «سي إن إن» الأميركية أن بيريز وعد في هذا اللقاء بألا تهاجم إسرائيل إيران. واعترف ميدفيديف أيضاً في هذه المقابلة بأنه التقى مؤخراً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أثناء زيارة الأخير السرية إلى العاصمة الروسية.
وبحسب «معاريف» فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية راضية عن نتائج الصفقة رغم عدم رضاها عن وعد بيريز بعدم مهاجمة إيران. فالقيادة العسكرية الإسرائيلية لا تزال تصر على أن «كل الخيارات موضوعة على الطاولة». لكن مصادر إسرائيلية نفت أنّ تكون الدولة العبرية قد أعطت روسيا «اي ضمان» بعدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حيث قال المتحدث باسم نائب وزير الخارجية داني ايالون ان تصريحات بيريز «لا تشكل أي ضمان على الإطلاق»، في حين قال رئيس الأركان غابي اشكنازي أن «لإسرائيل الحق في أن تدافع عن نفسها بكافة الوسائل.. وكل الاحتمالات واردة».
ومعلوم فإن روسيا أعلنت عن قرارها وقف نشر منظومة صواريخ بعيدة المدى على حدودها مع بولندا. ولكن السؤال الذي يطرح في إسرائيل هو: هل ستشارك روسيا فعلياً في العقوبات التي ستفرض على إيران. ومعلوم أن ميدفيديف قال في مقابلته التلفزيونية مع الشبكة الأميركية إن العقوبات على وجه العموم أمر غير مجد ولا يمكن اتخاذها إلا كملاذ أخير. وتهرب من الجواب عن سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستهب لمساعدة إيران إذا ما تعرضت لهجوم، ولكنه قال إنه ليست هناك اتفاقيات دفاع مشترك بين الدولتين ولكن ذلك لا يحدد موقف روسيا من تطور كهذا.
ومعلوم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال من جانبه أن لا صلة بين إلغاء الدرع الصاروخية والمشروع النووي الإيراني. وشدد على أنه ليست روسيا من يقرر منظومة الدفاع الأميركية ولكنه رحب بأن يكون أحد نتائج إلغاء الدرع الصاروخية تلطيف الأجواء مع روسيا واستعدادها للتعاون ضد المشروع النووي الإيراني.
تجدر الإشارة إلى أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبغنيو بريجنسكي طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإصدار أمر بإسقاط الطائرات الإسرائيلية إذا حاولت مهاجمة المنشئات النووية الإيرانية. ويعتبر بريجنسكي، البالغ من العمر 81 عاما، والذي لا يتولى حالياً في أي منصب رسمي، أحد «شيوخ القبيلة» في الحزب الديموقراطي، ومن بين الآباء الروحيين للرئيس باراك أوباما. وفي مقابلة مع موقع «ديلي بيست» الألكتروني التابع للحزب الديموقراطي سئل بريجنسكي عما سيحدث إذا هاجمت إسرائيل إيران، فقال إن «الإيرانيين رغم كل ثرثراتهم لا يستطيعون فعل شيء مقابل إسرائيل». ولكنه أضاف إن أميركا في هذا الشأن «ليست طفلاً فاقد الحول. فالإسرائيليون يفترض أن يحلقوا في مجالنا الجوي في العراق. هل يجب علينا أن نجلس ونرى ما يجري؟ إذا حلقوا هناك، ينبغي إطلاق طائرات ومواجهتهم. وحينها يبقى لديهم خيار الاستدارة والعودة». واستذكر قصف إسرائيل لسفينة الاستخبارات الحربية الأميركية «ليبرتي» في حرب حزيران عام 1967 وقال إنه «من الممكن أن يقع حادث السفينة ليبرتي، بالمقلوب».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...