حكاية بنت جبيل كما يرويها مقاوم
من بنت جبيل كتب تشارلز ليفنسون لوكالة فرانس برس تقريراً عن معنويات مقاتلي المقاومة الإسلامية قال فيه: يرى مقاتلو حزب الله الذين واجهوا المظليين الإسرائيليين طوال اسبوع، في معارك الشوارع الطاحنة في بنت جبيل في الجنوب اللبناني انتصاراً لهم إن لم تكن ملحمة، بالرغم مما تكبّدوه من خسائر.
وخلال بضع ساعات من الراحة، يتحدّث حسين، الخبير في قذائف الهاون والبالغ من العمر 42 عاماً، عن المعارك التي شهدتها شوارع بنت جبيل، فيقول: هل يمكن أن تتصوّروا حجم ما لديهم من أسلحة وما لدينا نحن؟، مضيفاً: كيف انتصرنا عليهم؟ إنه سر المؤمنين، إنه الصلة بين المقاتل وربه.
وكان الجنود الإسرائيليون انسحبوا من هذه البلدة في 28 تموز للاستعداد لما يتوقع مقاتلو حزب الله أن يكون هجوماً أشد ضراوة. وقد تركوا وراءهم البلدة مدمّرة إلى حد أن سيارات إسعاف الصليب الاحمر لم تتمكن من إجلاء آخر سكانها من عجائز وممرضين ومرضى سوى الاثنين.
ومن تحت أنقاض المنازل المدمرة، تنبعث روائح عفونة من الجثث المتحللة تزيدها نفاذاً حرارة الجو في هذا الوقت من الصيف.
ويؤكد حسين: نحن نسيطر على المدينة، نحن المنتصرين، مضيفاً ان الاسرائيليين يعانون، برغم ان المقاومة لم تبدأ بعد. انهم لم ينسحبوا بل اضطروا للتراجع.
ويروي، وهو يربّت على لحيته بفخر، معاناة السكان وأيضاً انتصارات رجاله جالساً مع صديقه أحمد وهو مقاتل آخر في حزب الله في الثلاثين من العمر التقى به في هذه المعارك بعد أن انقطعت أخبار كل منهما عن الآخر لمدة 20 يوماً. وقال إن القيادة أعطت المقاتلين أمراً بسيطاً. قالوا لنا: عندما ترون الإسرائيليين هاجموهم. وكنا ننتظر القتال كرجل ينتظر عروسه.
المعارك المباشرة بدأت عندما تمركز الجنود الإسرائيليون في فيلا على قمة بناها رجل ثري يصطاف في الولايات المتحدة. ويؤكد حسين لم نترك لهم أي فرصة لاستقدام تعزيزات. لقد هاجمناهم في الحال.
بدأ الهجوم يوم 28 تموز الساعة 1.30 صباحاً. وحاصر المقاتلون الفيلا وبدأ حسين بقصف القطاع بقذائف الهاون. كان المقاتلون يتصلون بي عبر اللاسلكي ويطلبون قصف المكان، فكنا نطلق دفعة من القذائف لدعمهم.
ثم انتقل حزب الله إلى الهجوم الذي شارك فيه 30 مقاتلاً مسلحاً بالكلاشينكوف والرشاشات الثقيلة وقاذفات الصواريخ وقذائف المضادّ لتستمر المعركة ثلاث ساعات ونصف الساعة.
ويقول حسين عندما يكون المرء قناصاً، ينتقل إلى الهجوم ثم ينسحب. ويكرّر ذلك ما استطاع ولا يسمح للخوف بأن يتملكه.
وأخيراً انسحبت القوات الاسرائيلية بعد آخر مرحلة من معركة بنت جبيل التي استمرت اياماً عدة وأوقعت قتلى في الجانبين. وتطلب منها قطع الخمسة كيلومترات التي تفصلها عن الحدود ساعات عدة.
واليوم تحوّلت الفيلا إلى انقاض وامتلات أرضها بالاظرف الفارغة للكلاشنكوف وبنادق الأم 16 التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي شاهدة على ضراوة المعارك.
وينحني حسين لالتقاط منظار للرؤية الليلية، ويقول ها هو شيء ذو قيمة، فليس لدينا منظار للرؤية الليلية. وأوضح أنه سيتمّ إرساله إلى بيروت ليعرضه تلفزيون المنار كغنيمة حرب ثم يعود إلى الجبهة للاستفادة منه بشكل أفضل.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد