حظر تجول بشنغيانغ بعد صدامات جديدة
فرضت سلطات الصين حظر تجول في أورومشي عاصمة مقاطعة شنغيانع في شمال غرب البلاد، حيث أوقعت اضطرابات بين الإيغور والهان نحو 160 قتيلا ونحو ألف جريح، واستمرت بحدة أقل يوم أمس الذي شهد تراشقات بين العرقين، وسط دعوات أوروبية وأميركية وأممية لضبط النفس.
وحطم أفراد من الهان يحملون الأسلحة البيضاء محلات للإيغور وتعرضوا لبعض المارة منهم في أحيائهم، وهي أحياء طوقتها الشرطة ونجحت أخيرا في صد الهجمات.
كما قال شهود إن أفرادا من الإيغور تعرضوا بالسكاكين والحجارة للمارة قرب محطة قطارات في جنوب المدينة.
وحالت الشرطة بين متظاهرين من الطرفين تراشقوا بالحجارة، واستعملت ضدهم الغاز المسيل للدموع.
وجاءت الصدامات الجديدة بعد ساعات من جولة للصحافة الأجنبية نظمتها السلطات التي أرادت أن تظهر سيطرتها على الوضع، لكنها فقدت السيطرة على الجولة عندما احتشدت عشرات النسوة يحكين كيف اعتقل أقاربهن وجردوا من ملابسهم، وهتفن "الحرية!" و"أطلقوا سراح أطفالنا!".
وفرضت السلطات حظر تجول في المدينة من التاسعة مساء إلى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي.
ونزل أكبر مسؤولي الحزب الشيوعي في المدينة إلى الشارع، وطلب من المتظاهرين العودة إلى منازلهم.
ولم تنشر السلطات عرقيات الضحايا، لكن الإعلام الرسمي ركز على صور الهان الإثنية الرئيسية في الصين.
شجار بالجنوبوبدأت الاحتجاجات الأحد باعتصام طالب بتحقيق في مقتل اثنين من الإيغور في شجار في مصنع جنوب الصين الشهر الماضي.
ونقلت وكالة شينخوا الرسمية أمس في ثالث أيام الاضطرابات عن مسؤول أمني قوله إن 13 على علاقة بهذا الشجار قد أوقفوا.
وحملت الصين مسؤولية الاضطرابات لمن تسميهم الانفصاليين، وذكرت اسم ربيعة قدير رئيسة مؤتمر الإيغور العالمي المقيمة في الولايات المتحدة والتي وصفها الناطق باسم الخارجية بأنها من "الجبناء" الذين "يستعملون العنف وينشرون الشائعات ويشوهون الحقائق".
ونفت ربيعة التحريض على العنف، وحملت السلطات المسؤولية قائلة إنها بالغت في التصدي لاعتصام سلمي.
وأبدى الاتحاد الأوروبي "قلقه العميق" للاضطرابات، ودعا إلى ضمان حرية التعبير وحق التجمع السلمي، وحث كل الأطراف على ضبط النفس، وهو ما دعت إليه أيضا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قائلة "نعرف أن هناك تاريخا طويلا من التوتر والسخط لكن المستعجل هو إنهاء العنف".
وكان موقف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إحدى أهم حلفاء الرئيس باراك أوباما الديمقراطيين، أكثر حسما حين حملت "السياسات القاسية" التي تمارسها الصين المسؤولية، ودعتها إلى حوارِ أقليتها المسلمة وضمان حق التعبير السلمي وحق الصحفيين والمراقبين في نشر تقارير عما يحدث.
وتحدثت المفوضة الأممية لحقوق الإنسان نافي بيلاي عن "عدد استثنائي من القتلى والجرحى في أقل من يوم". وطلبت تحقيقا مستقلا وشفافا، وحثت قادة الإيغور والهان المدنيين إلى ضبط النفس، وشددت على ضمان حرية التعبير عن الآراء السياسية.
وانتقدت الصين المنظمات الحقوقية الدولية قائلة إنها اكتفت بانتقاد السلطات، ولم تتعاطف مع ذوي الضحايا.
وجاءت الاضطرابات الأسوأ بعقود قبل أسابيع من احتفال الصين بعيد ثورتها، وهي ثورة تحرص على أن تظهرها للعالم في مظهر الثورة التي نجحت في صهر كل أعراق البلاد في "مجتمع متناغم".
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد