إسرائيل تختبر «تشابك أذرعتها»: تحـذيـر لسـوريا و«حـزب اللـه»
اختتم الجيش الإسرائيلي، أمس، واحدة من أكبر المناورات القيادية في قيادة الجبهة الشمالية تم خلالها اختبار قدرات التعاون بين مختلف الأسلحة في حال اجتياح كل من الأراضي السورية واللبنانية في حرب متزامنة. وحضر المناورات في يومها الأخير أبرز القادة السياسيين في الدولة العبرية، بينهم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك. وسميت المناورة، التي لم تطلق فيها طلقة واحدة، والتي بدأت يوم الأحد الماضي بمشاركة آلاف الجنود، بمناورة »تشابك الأذرع ٣«، حيث شاركت فيها وحدات من أسلحة البر والبحر والجو.
ويبدو أنه إلى جانب الإفادة التدريبية من المناورة، فإن التغطية الإعلامية لإنهائها ربما جاءت لتوجيه رسالة تحذير إلى كل من السوريين واللبنانيين، ورسالة تطمين للإسرائيليين. وقد حاولت المناورة، وهي من نوع »المناورة الهيكلية« اختبار سبل التعاون بين مختلف الأسلحة والقيادات وتجسيد العبر المستخلصة من إخفاقات حرب تموز .٢٠٠٦ وتم التعامل في هذه المناورة مع سيناريوهات متعددة أبرزها احتمالات حرب متزامنة ضد الجيش السوري وقوات »حزب الله«.
وأشار المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن لعبة الحرب هذه، التي حضر جانبا منها الرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة ووزير الدفاع، قامت على سيناريو الحرب المتزامنة على الجبهتبن اللبنانية والسورية، مضيفاً أنه تم في المناورة تفعيل قيادتي جيشين يتكونان من عشرات الآلاف من الجنود يجتازون الحدود إلى داخل الأراضي السورية واللبنانية.
وعرض قائد الجبهة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت أمام القادة السياسيين صورة الوضع الراهن على الجبهة الشمالية وتمثيلا لسيناريوهات المعارك. وبعد المناورة أعلن بيريز أنه لا ينصح »كل من يريد الحرب بالتورط مع جيش كالجيش الإسرائيلي«.
وقال رئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي إن هذه المناورة تتسم بأهمية بالغة كونها تأتي للتدرب على التعاون بين مختلف الأسلحة ولتجسيد قسم من العبر المستخلصة من حرب تموز. وأوضح أنه تم التدرب على التعاون بين القيادات على مستوى يصل إلى مستوى قيادات الجيوش. وكانت مشاركة رئيس وأعضاء هيئة الأركان فاعلة ومركزية في هذه المناورات، حيث شارك أشكنازي في طلعات لمروحيات حربية من طراز »أباتشي« ومهمة في غواصة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن هدف المناورة هو فحص عملية اتخاذ القرارات في الجيش الإسرائيلي إذا ما اندلعت صدامات في الجبهة الشمالية. وقد أعد قائد الكليات العسكرية الجنرال غرشون هكوهين السيناريوهات التي ينبغي للجيش التعامل معها وفحص كيفية تعامل القوات معها وقت حدوثها.
ومن اسم المناورة، فإن هذه هي الثالثة في سلسلة مناورات بنيت لكشف جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب مقبلة بعد حرب لبنان الثانية. ومع أنها مناورة على مستوى قيادة الجبهة الشمالية إلا أنه تم إشراك هيئة الأركان فيها بشكل كبير.
وكان المعلق العسكري في موقع »يديعوت أحرنوت« رون بن يشاي قد أشار في تحليل للعملية الإسرائيلية في غزة الى أنها محاولة لرسم الخطوط الحمراء ليس لحماس وحسب وإنما لحزب الله أيضا. وكتب أن معنى العملية هو استعداد إسرائيل لتنفيذ عمليات وقائية في حال استشعارها بأي خطر مباشر على الإسرائيليين في كل مكان.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد