منتج«ناصر»يعتبر قرارمنع العرض مخزياً وينفي طلبه لمقابل مادي كبير

لا تزال مسألة عدم عرض مسلسل »ناصر« على القنوات الأرضية للتلفزيون المصري خلال رمضان تشكل علامة استفهام كبيرة في أذهان الجمهور بشكل عام، ومحبي الرئيس جمال عبد الناصر بشكل خاص. يرفض مسؤولو »ماسبيرو« التعليق على الموضوع برمته، في الوقت الذي تتحدث فيه الأوساط الفنية والإعلامية عن ان السبب الحقيقي وراء عدم عرض المسلسل أرضياً، هو سياسي يتعلق بتوجهات الرئيس جمال عبد الناصر وتبنيه لثورة ٢٣ تموز (يوليو)، وهي التوجهات التي تعاكس توجهات الحكومة المصرية الحالية التي تطبق نظام اقتصاد السوق الحر وخصخصة مشاريع القطاع العام، وتسقط من حساباتها عمليات التأميم وغيرها من العمليات التي تبعت ثورة تموز. بعض مسؤولي »ماسبيرو« الذين فضلوا عدم الكشف عن اسمائهم، زعموا ان منع عرض مسلسل »ناصر« أرضياً جاء بناء على قرارات من جهات عليا، في حين زعم آخرون ان السبب هو مبالغة المنتج محمد فوزي في الرقم المطلوب مقابل بيع حق العرض، وهو ما نفاه فوزي في حديثه، إذ أشيع ان المنتج طلب أكثر من مليون دولار، وهو ما يستحيل أن يدفعه التلفزيون المصري لشراء حق عرض أي مسلسل، ولو كان هذا المسلسل عن الرئيس جمال عبد الناصر . 
قال  عدد من مسؤولي »ماسبيرو« لكشف الالتباس حول مسألة عدم شراء حق عرض مسلسل »ناصر« أرضياً. نفت سوزان حسن رئيسة قطاع التلفزيون ان يكون السبب سياسياً معتبرة ان لا تعارض بين مبادئ الثورة وما يحدث حالياً في مصر! وقالت: »الإعلام المصري بكل قطاعاته العامة والخاصة يعرف قدر وقيمة الرئيس جمال عبد الناصر ويسعدنا بث مسلسل يحكي سيرته، وليس هناك تعارض بين مبادئ الثورة وما يحدث حاليا على ارض الواقع، فلا يزال النظام الحاكم يعمل بمبادئ الثورة حتى الآن مع اختلافات طفيفة فرضتها تغيرات العصر، وبالتالي ليست هناك أسباب سياسية لعدم العرض المسلسل أرضيا، كما انه ليست هناك أوامر من جهات عليا لمنع شراء هذا المسلسل ارضياً«. وأشارت إلى مسألة التكلفة المادية بالقول: »أعتقد ان هناك مفاوضات لست شخصياً طرفا فيها لأني مسؤولة عن العرض فقط، وليس عن عملية الشراء التي يقوم بها القطاع الاقتصادي كونه يتولى الأمور المالية، واذا توصلت تلك المفاوضات إلى رقم يرضي الطرفين فسوف يعرض المسلسل أرضياً«.
من جانبها، فضلت نادية صبحي رئيسة القطاع الاقتصادي في »اتحاد الإذاعة والتلفزيون« إبقاء الموضوع »طي الكتمان« وقالت »لدينا مشــروعات كثيرة ومفاوضات أكثر، وهذه الأمور قد تفسدها التصريحات الصحافية أو التلفزيونية، ومن الأفضل ان تظل طي الكتمان لغاية أيام قليلة قــبل رمضان، وسوف نعلن عن كل المسلسلات التي اشترينا حق عرضها، وهذا ما اعتدنا عمله في التوقيت نفسه من كل عام«.
هذا من جهة مسؤولي التلفزيون، أما مخرج »ناصر« السوري باسل الخطيب فقد رفض بدوره الحديث عن أي شيء يخص عرض المسلسل: »أنا مخرج العمل ولست منتجه. تنتهي مهمتي عندما أقوم بتسليم شرائط الحلقات كاملة المونتاج والميكساج، وانا الآن أسابق الزمن كي أنتهي من تصوير المشاهد المتبقية قبل أن يحل علينا الشهر الكريم«.
بدوره، وصف المنتج محمد فوزي عدم عرض المسلسل أرضياً على التلفزيون المصري أنه »مخز للغاية« نافياً ان يكون قد طلب مبلغاً مالياً كبيراً: »شيء مخز للغاية ان يرفض التلفزيون المصري عرض مسلسل عن جمال عبد الناصر أياً كانت الأسباب. هم عرضوا علي ان يشتروا حق عرضه على قناة »نايل دراما«، لكن هذه القناة ستكون مشفرة خلال رمضان لاعتبارات تتعلق بعقود بعض الأعمال الرمضانية التي سيعرضونها، لذلك أصريت أن يعرض المسلسل أرضياً، وانا لم أطلب منهم مبلغاً مالياً كبيراً نظير العرض الأرضي كما اشيع. كما اني وكل فريق عمل المسلسل لا نعرف السبب وراء هذا الموقف، لذلك ساورنا الشك في ان تكون هناك أسباب سياسية وراء القرار«.
واللافت للنظر ان التلفزيون المصري طلب من المنتج نفسه شراء مسلسل »أيام الدالي« للفنان نور الشريف نظير مبلغ مالي كبير، بما يؤكد ان المشكلة ليست مالية. فهل هذا يؤكد ان الامتناع عن شراء »ناصر« وراءه أسباب سياسية؟ ام ان مسؤولي »ماسبيرو« يخافون شراء المسلسل وعرضه أرضياً، لكونه خالياً من »النجوم«، وهو ما قد يؤثــر على حــجم الاعــلانات التي يجلبها المســلسل؟ يعود السؤال الأخير إلى الناقدة ماجدة موريس التي قالت: »مشكلة الموظفين في التلـفزيون المصري ان عقلياتهم روتينية جداً، فهم يخافون من شراء »ناصر« لاعتبارات تتعلق بالإعلان بسبب عدم وجود نجم كبير فيه، وهم ينتــظرون أن يُــعرض العمل خارج التلفزيون المصري وينجح، ثم يشـترونه بعد ذلك كما فعلوا مع مسلسل »الملك فاروق« العام الماضي«.

محمد حسن

المصدر: السفير