الأمم المتحدة تقترح تأجيل انتخابات كركوك

فشل البرلمان العراقي أمس للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام في التوصل إلى حل لمأزق الانتخابات في محافظة كركوك، فيما تقدمت الأمم المتحدة باقتراح يتضمن تأجيل الانتخابات في كركوك حتى كانون الأول العام .٢٠٠٩
ورفع »رئيس« إقليم كردستان شمالي العراق مسعود البرزاني من نسبة التوتر. وقال، في مؤتمر صحافي في مطار اربيل لدى عودته من بغداد، »بعد إجراء مباحثات طويلة اتضح لنا أن ما حدث في ٢٢ تموز، في مجلس النواب كان مؤامرة كبيرة وخطيرة جدا على العملية الديموقراطية والدستور، وبالدرجة الأولى شعب كردستان والمكتسبات المحققة لشعب كردستان ضمن الدستور«. وأضاف »كان هدفهم إجهاض كل هذه«. واعتبر أن »ما حدث كان مؤامرة كبيرة تضمنت أجندة خارجية، وما قام به (البرلمان) في ٢٢ تموز هو من اجل إجهاض المادة ١٤٠ وانتزاع السلطة من مجلس محافظة كركوك«.
وبعدما فشل النواب في تحقيق إجماع يكفي لإجراء تصويت على مشروع قانون الانتخابات أمس، قال النائب الأول لرئيس البرلمان الشيخ خالد العطية، في مؤتمر صحافي، »تم الاقتراح أن يؤجل الموضوع (التصويت) إلى الغد (اليوم)«. وأضاف »لقد بذلت جهود استثنائية للوصول إلى صيغة لقانون الانتخابات، لكن مشكلة كركوك اعترضت القانون«.
وأوضح العطية أن »مشكلة كركوك الشائكة تطورت وتفاعلت، وقدمت اقتراحات كثيرة أهمها تأجيل الانتخابات في المحافظة على أن تبقى على حالها ويمارس مجلسها صلاحياته، لإتاحة الفرصة لبقية المحافظات لإجراء الانتخابات«.
وأشار العطية إلى قيام البرلمان ببذل جهود جدية بمساعدة أطراف دولية، منها الأمم المتحدة، للتوصل إلى صيغة للفقرة ٢٤ من القانون. وأكد أن »الصيغة الجديدة المختصرة تبناها التحالف الكردستاني وجبهة التوافق ومعظم الكتل لكن فوجئنا باعتراض أطراف أخرى«.
وقد قدمت الأمم المتحدة اقتراحا يتضمن تأجيل الانتخابات في كركوك حتى كانون الأول العام ،٢٠٠٩ والعمل على التوصل لتوافق في توزيع المناصب الإدارية بشكل توافقي وعادل، بين مكونات كركوك. كما يقضي بتشكيل لجنة برلمانية لمراقبة طوبوغرافية المدينة بعد العام ٢٠٠٣ بمتابعة حكومتي بغداد وإقليم كردستان، وان يستمر مجلس محافظة كركوك الحالي في عمله، مع التأكيد على أن يكون وضع المحافظة كما هو عليه لحين إجراء الانتخابات.
من جانبه، قال رئيس كتلة »التحالف الكردستاني« النيابية فؤاد معصوم إن »الأمم المتحدة قدمت ورقة، ورغم ملاحظاتنا حول كل نقطة منها فان موقفنا في النهاية هو مع إجراء الانتخابات لمجالس المحافظات«. واعترض النائب التركماني فوزي أكرم، المقرب من التيار الصدري، على تأجيل التصويت في كركوك. وقال »هذا خط أحمر«.
وتطالب كتل »الائتلاف العراقي الموحد« الحاكم و»التحالف الكردستاني« و»الحزب الإسلامي العراقي« و»مؤتمر أهل العراق« بزعامة عدنان الدليمي و»الحزب الإسلامي الكردستاني« بإجراء الانتخابات، فيما تعارض كتل »التيار الصدري« وحزب »الفضيلة« و»الحوار الوطني« بزعامة صالح المطلك و»الجبهة التركمانية«، إجراء الانتخابات هذا العام، وفقا لمصدر في مجلس النواب.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة »التايمز«، أمس، إن الجنود البريطانيين في العراق منعوا من مساعدة حلفائهم الأميركيين والعراقيين خلال حملة »صولة الفرسان« في آذار الماضي في البصرة بسبب اتفاق سري ابرم بين الاستخبارات البريطانية وميليشيا »جيش المهدي«.
وأوضحت الصحيفة انه بموجب الاتفاق الذي ابرم لتشجيع التيار الصدري على العودة للمشاركة في العملية السياسية لم يكن بوسع أي جندي بريطاني دخول البصرة من دون تصريح من وزير الدفاع ديس براون، غير أن المعارك انتهت سريعا في الوقت الذي أعطى فيه براون موافقته.
لكن وزارة الدفاع البريطانية نفت وجود أي اتفاق سري أو تسوية منعت قواتها من دخول البصرة، موضحة، في بيان، أن القوات البريطانية قدمت »مجموعة متنوعة من المساعدات العسكرية« للعملية العراقية. وأضافت »القيد الوحيد على مشاركتنا كان اهتمام رئيس الوزراء (نوري) المالكي بأن ينظر سكان البصرة إلى العملية على أنها بقيادة عراقية«.
ميدانيا، قال رئيس عمليات حرس الحدود العراقي في كردستان اللواء عمر شريف إن عراقيا أصيب بسقوط حوالى ١٢٠ صاروخ كاتيوشا، أطلقتها إيران، في محافظة أربيل على مقربة من الحدود الإيرانية.

المصدر: وكالات