الأردنيون ينتقدون قرارات الحكومة عبر صحافة الإنترنت
انهالت التعليقات على مختلف المواقع الإلكترونية للصحف والمنتديات وبشكل غير مسبوق عقب قرار الحكومة الأردنية الخميس رفع أسعار المحروقات من 5% إلى 9%، وكان القسم الأكبر منها غاضبا وساخرا من الأوضاع المعيشية للمواطنين بسبب موجات الغلاء.
ويثير تفاعل المواطنين مع الأخبار والتقارير والمقالات المنشورة على مختلف المواقع الإلكترونية الأردنية، اهتماما من قبل مسؤولين كبار بالمملكة.
وقبل أيام فاجأ الملك عبد الله الثاني قراء موقع صحيفة الدستور بكتابته تعليقا على أحد الأخبار، دعا فيه المواطنين للكتابة بأسمائهم الصريحة وعدم الخوف من أي عواقب.
ورغم ذلك لا زالت غالبية التعليقات تكتب بأسماء مستعارة، وهو ما يؤشر لاستمرار حالة الخوف لدى المواطنين.
وأكد رئيس تحرير الدستور محمد التل أن التعليق الملكي كان حافزا لدى الصحيفة لرفع سقف التعليقات المنشورة.
وقال"طلبنا من محررينا عدم التدخل في التعليقات إلا إذا مثلت تجريحا لشخصيات أو هيئات وأن تكون ضمن حدود الحرية المنضبطة".
وتابع التل "السقف المرتفع للتعليقات مفيد للمواطن لإيصال صوته وللمسؤول ليسمع الصوت الحقيقي للمواطن".
واللافت بحسب مسؤولين إعلاميين أن التعليقات على مختلف الموضوعات لاسيما "الساخنة" سياسيا واقتصاديا واجتماعيا تلقى إقبالا كبيرا من قبل الأردنيين، وهو ما أثار اهتمام المراقبين الذين بدؤوا رصد هذه الظاهرة مؤخرا.
وكان استطلاع للرأي حول مستوى الديمقراطية بالمملكة أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية العام الماضي، كشف أن أكثر من 70% من المواطنين لا ينتقدون الحكومات علنا خوفا من العواقب الأمنية.
-وأثار ارتفاع سقف الحرية بالمواقع الإلكترونية حفيظة برلمانيين ومسؤولين بالحكومة دعوا لوضع إطار تلتزم به هذه المواقع التي لا تخضع لقانون المطبوعات والنشر، أو لميثاق الشرف الصحفي.
ويرفض القائمون على مواقع الصحف الإلكترونية التوقيع على أي تعهدات ملزمة لما ينشر لديهم، ويطالبون بلجوء أي متضرر للقضاء.
وأكد مدير تحرير صحيفة العرب اليوم أن حجم المعاناة التي يعيشها المواطن الأردني والعربي تدفعه لحالة من الغضب، يعبر عنها عبر الصحافة الإلكترونية.
وأضاف فهد الخيطان "وجود الصحافة الإلكترونية وسقفها المرتفع نقل الصورة الحقيقية للمزاج الشعبي مباشرة من المواطن للمسؤول دون أي أدوات تجميل".
وطالب مدير العرب اليوم بالنظر للتعليقات التفاعلية على أنها تمثل مزاجا حقيقيا، وقياسا للرأي العام حيال مختلف القضايا.
ولا يخفي التل أن ترك المجال أمام التعليقات التي تنقد الأوضاع المختلفة بسقف مرتفع وحاد في بعض الأحيان، هدفه "التنفيس" عن حالة الغضب الشعبي.
بينما يرى الخيطان أن المواطن سيستخدم اسمه الصريح في التعليقات في حال لم تتم ملاحقته أمنيا.
لكن ما ظهر مؤخرا من انتقادات طالت رئيس الحكومة ورئيس الديوان الملكي وحتى الأجهزة الأمنية بعض الأحيان، بل وتحريض معلقين على ضرورة "الاحتجاج بقوة" على الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، تؤكد بحسب مراقبين أن تغيرا ما بدأ يتشكل في مزاج الأردنيين.
واللافت في كم لا بأس به من التعليقات أنها تحتوي على معلومات دقيقة تتضمن أرقاما ومقارنات يعتقد سياسيون أنها متداولة على نطاق ضيق.
لكن الخيطان يرى أن التفاعل عبر الإنترنت في المملكة كشف حقيقة بالغة الأهمية، مفادها أن المواطنين "يعرفون عن كل ما يدور حولهم من سياسات وقرارات وجدل".
وأوضح مدير تحرير العرب اليوم أنها حقيقة لم يدركها المسؤولون إلا في وقت متأخر.
محمد النجار
المصدر: الجزيرة
معتقلون إسلاميون يضربون عن الطعام في الأردن
أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الأردن أن أربعة عشر إسلاميا نزيلا ممن يصنفون تحت عنوان “نزلاء التنظيمات السياسية” في سجن الجويدة (جنوب العاصمة عمان) أعلنوا إضرابا عن الطعام منذ عدة أيام بدعوى تعرضهم للإساءة والضرب من قبل حرس السجن.
وقال رئيس لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة المحامي عبد الكريم الشريدة ان المضربين يعترضون على ما أسموه “سوء الطعام” المقدم لهم والخدمة في المهاجع وسوء المعاملة.
وقلل الناطق باسم الشرطة محمد الخطيب من أهمية الإضراب بالقول ان بعض النزلاء يضربون ليوم أو يومين ثم يتراجعون وهو أمر يحدث في كل السجون، وأضاف ان الغالبية العظمى منهم لهم طلبات ليس ضمن تعليمات وأنظمة السجون. وأفاد ان المضربين طالبوا بساعات تشميس أكثر من غيرهم من النزلاء وزيادة وقت الزيارة وإزالة الحراسة المشددة عنهم وهي مطالب قال الخطيب إنها “تتعارض مع القوانين”. وعرف من المضربين: حسن عبد الرحيم وهمام أبو رحيل وساري العريض ومحمود أبو الحارث ويوسف أنور.
إضافة تعليق جديد