واشنطن تكثّف جهودها لعزل طهران وتحضّر لـ «ضربة» إذا فشلت الديبلوماسية
كثفت الإدارة الأميركية أمس جهودها لعزل طهران، فيما تواصلت التحضيرات لإحباط برنامجها النووي اذا فشلت الوسائل السلمية في تحقيق الهدف. جاء ذلك اثر تحديد مجلس الأمن مهلة ثلاثين يوماً لالتزام إيران قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية القاضي بتعليق كل نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
وعقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا اجتماعاً في برلين أمس، لدعم قرار مجلس الأمن. ولوح وزراء «الترويكا الأوروبية» اثر الاجتماع بعزل طهران وفرض عقوبات عليها، فيما أكد المسؤولون الإيرانيون رفض بلادهم التحذيرات الدولية وتمسكها بالتخصيب.
وعلى رغم تأكيدات الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس أن الخيار العسكري ليس مطروحاً في هذه المرحلة، أكد مسؤولون أميركيون معنيون بالملف الإيراني لـ «الحياة» أن التحضيرات جارية لضرب المنشآت النووية الإيرانية والبنى التحتية الداعمة لها وشل قدرتها العسكرية على عرقلة إمدادات النفط الخليجي وزعزعة استقرار دول حليفة لواشنطن في المنطقة.
واعتبر مصدر رفيع المستوى في الإدارة أن إعلان الرئيس الأميركي في تقرير «استراتيجية الأمن القومي» ان نجاح الديبلوماسية في تحقيق هدف حرمان إيران من قدرات عسكرية نووية، شرط لاستبعاد العمل العسكري «لا يترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة ترفض المساومة في المسألة وهي مصممة على منع إيران من الوصول إلى نقطة اللاعودة»، التي يصبح عندها حصولها على سلاح نووي مسألة وقت.
وتباينت تقويمات خبراء الأمن القومي الأميركي للمدى الزمني المتاح لإنجاح الجهود الديبلوماسية قبل «إغلاق النافذة» وفتح الباب أمام خيار استخدام القوة. وفيما رأى بعضهم أن «نقطة اللاعودة» قد تكون على بعد اشهر، رأى آخرون أنها على بعد سنوات، ما يشير إلى أن المعلومات الاستخبارية المتوافرة حول قدرات إيران الحالية لتطوير سلاح نووي ليست كافية للتوصل إلى تقويم دقيق يمكن الركون إليه.
في برلين، أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي أن المجموعة الدولية ستنظر في اتخاذ «تدابير سلبية» إذا لم تلب إيران ما طلب منها. وزاد: «لن نقف مكتوفي الأيدي خلال هذه الأيام الثلاثين (للمهلة) وسنستمر في حشد تأييد جميع الشركاء الآخرين».
أما نظيره البريطاني جاك سترو فقال إن العقوبات يمكن أن تكون الخطوة التالية إذا استمرت إيران في موقف التحدي ورفضت الاستجابة لطلب مجلس الأمن وقف برنامج التخصيب.
وأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن أمام طهران خيارين: العزلة أو العودة إلى المفاوضات. وقال إن المجتمعين «اتفقوا على تكثيف الاتصالات في ما بينهم خلال الأسابيع المقبلة لتنسيق المواقف».
عن الحياة
إضافة تعليق جديد