أربع عقبات تواجه بيان القمة المتوسطية
يعقد كبار الموظفين في الدول المنضوية في مشروع الاتحاد المتوسطي صباح اليوم (الجمعة) اجتماعاً للوصول الى تسويات في شأن نقاط خلافية في مسودة البيان الختامي للقمة المقررة في باريس الاحد المقبل.
وعلم ان الاتصالات السابقة بين الدول الاوروبية والعربية حسمت اسم المشروع ليصبح «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط»، كحل وسط بين تمسك فرنسا ودول اوروبية بـ «الاتحاد المتوسطي» واعتراض من دول عربية على «الانضواء مع اسرائيل في اتحاد».
ومن المقرر ان يلي اجتماع الخبراء الذي يرأسه المنسق الفرنسي لعملية برشلونة سيرج تيل والمبعوث الرئاسي الفرنسي الان لوروا، لقاء موسع لوزراء خارجية الدول العربية في منزل السفير المصري في باريس. واكدت مصادر سورية ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيحضر الاجتماع لـ «تنسيق الموقف العربي» قبل الاجتماع الوزاري المتوسطي المقرر صباح الاحد، مشيرة الى ارتياح دمشق الى جعل هذا المشروع مستندا الى عملية برشلونة واقرار مبدأ التوافق على اعماله.
وبحسب المعلومات المتوافرة، سيبحث كبار الموظفين والخبراء في تسويات لأربع نقاط خلافية في المجال السياسي، هي:
- عضوية الجامعة العربية، اذ ان المجموعة العربية تريد حصول الجامعة على «مقعد مراقب دائم» في مقابل رفض اسرائيل وتشيخيا وهولندا. ويعتقد بأن تسوية ستؤدي الى قبول الاطراف العربية «دعوة الجامعة كضيف على الرئاسة».
- أسلحة الدمار الشامل، تتمسك الاطراف العربية بالإشارة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كما ورد في إعلان برشلونة، اضافة إلى مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه ومنها «إنهاء الاحتلال»، فيما تطالب اسرائيل بحذف هذه الفقرة.
- الفقرة الخاصة بالارهاب، يعترض الوفد الاسرائيلي على هذه الفقرة كونها تتضمن عبارة «ضرورة انهاء الاحتلال» التي كان نجحا الوفدان السوري واللبناني في ادخالها الى جسم الفقرة استنادا الى بيانات متوسطية وزارية سابقة.
- عملية السلام، كانت المجموعة العربية اتفقت على ضرورة ذكر المبادرة العربية للسلام واعتبرتها «خطاً احمر». غير ان الوفد الاسرائيلي يريد حذف أي اشارة الى المبادرة التي تتضمن حق اللاجئين. واعربت المصادر المطلعة عن الاعتقاد بأن هذه الفقرة ستشكل «عقبة حقيقية» امام اي تقدم في صوغ مسودة البيان الختامي، خصوصا ان ممثلي الاردن ومصر وعدوا بـ «عدم التفريط» بها.
وتشير المصادر الى نموذجين للتسوية. الاول، ان عدم الوصول الى موقف اجماع ازاء الفقرة الخاصة بالشرق الاوسط في قمة برشلونة العام 1995، أدى الى صدور «استنتاجات رئاسية» بدلاً من بيان المؤتمر. الثاني، ان ضغطاً اوروبياً أدى الى التنازل عن هذه الفقرة في البيان الذي صدر في الاجتماع الوزاري الاخير في لشبونة نهاية العام الماضي، واستعيض عن ذلك بذكر المبادرة في ملحق خاص صدر باسم رئاسة الاجتماع.
في المقابل، أعربت المصادر عن الاعتقاد بأن الاجتماعات بين الخبراء والوزراء ستشهد نقاشات حادة في شأن امور اجرائية تتعلق بآلية عمل المشروع المتوسطي. واشارت المصادر الى ان موقفا عربيا مدعوما من تركيا، ادى الى الاتفاق على تطبيق مبدأ الإجماع على مختلف جوانب المشروع، سواء ما يتعلق باختيار الرئاسة المشتركة في دول الجنوب أو مكان انعقاد القمة. وقالت مصادر سورية :»لا نريد ان نرى اسرائيل تترأس او تشارك في قمة متوسطية تعقد في دولة عربية». وسينطبق ذلك على السكرتاريا، ذلك ان مبدأ الاجماع سيسمح لكل من اسرائيل وسورية بالإقصاء المتبادل من العضوية.
واشارت المصادر الى ان الدول المشاركة اتفقت على إنشاء سكرتاريا ذات صلاحيات متدرجة تشرف عليها اللجنة الدائمة في بروكسيل وهيئة كبار الموظفين، مع اعتماد قاعدة الإجماع في رسم آليات السكرتاريا وعضويتها. وتتنافس ثلاث دول على استضافة السكرتاريا هي: مالطا وتونس والمغرب. واشارت المصادر الى ان الدول توافقت على تأجيل البت في هذا الأمر الى الاجتماع الوزاري المتوسطي في مرسيليا في 3 و4 في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتحديد المعايير المفصلة لكيفية إقرار المشاريع وتركيبة السكرتاريا.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إقرأ أيضاً:
القمة المتوسطية وخفايا مشروع «الإتحاد من أجل المتوسط»
ملف الجمل حول مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» (1)
ملف الجمل حول مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط» (2)
«المشروع المتوسطي»: المنظور الأمني في مواجهة المنظور الاقتصادي
إضافة تعليق جديد