العمال ينتقدون الفريق الاقتصادي في مؤتمرهم المنعقد بدمشق

20-03-2008

العمال ينتقدون الفريق الاقتصادي في مؤتمرهم المنعقد بدمشق

ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بأنواعها ينعكس مباشرة على أسعار جميع المواد الاستهلاكية والغذائية ولاسيما الخبز والأرز والسكر ولمجرد الحديث عن دراسة لرفع الدعم عن بعض المواد أدى لارتفاع أسعار جميع المنتجات فلماذا لا نشجع القطاع العام التوزيعي المتمثل بالمؤسسات الاستهلاكية والعمران وسندس والخزن والتسويق وغيرها من منافذ الشركات لرفع وتيرة العمل مع المستهلكين وبأسعار منافسة تحقق إيرادات لتلك المؤسسات وتحمي المستهلك من ابتزاز وجشع التجار؟
 بهذه العبارات تحدث رئيس نقابة المصارف والتأمين والتجارة والأعمال المالية حسام المنصور عن واقع الأسعار والأجور خلال مؤتمر اتحاد عمال دمشق الأول ضمن الدورة النقابية العمالية الخامسة والعشرين والمنعقد أمس بحضور عضو القيادة القطرية رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري أسامة عدي والأمين الأول للحزب الشيوعي السوري حنين نمر وأميني فرعي دمشق وريف دمشق للحزب وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام واتحاد عمال دمشق وعدد من مديري الشركات.
المنصور في مداخلته أورد نسب الارتفاع في أسعار بعض المواد الاستهلاكية خلال الفترة الماضية فالزيوت النباتية ارتفعت بنسبة 66 إلى 80% والمنتجات التحويلية 35 % والمنظفات 30% والمواد الغذائية 20% والخبز السياحي 20% والحبوب 50% والأرز 80% لعدم توافر أرز التموين منذ أربعة أشهر بينما ارتفع زيت الفقراء وفق تعبير المنصور قاصداً زيت القطن بنسبة 100% أما لحم الفقراء أي الفول فكان نصيبه في الارتفاع 50%.
وقال المنصور: كنا نشير بخجل سابقا إلى أن هناك شريحة من المجتمع أصبحت عند خط الفقر واليوم نقولها بصراحة نحن أبناء تلك الشريحة قد داهمنا الفقر لأن رواتبنا لا تكفينا لنصف الشهر فهل فكر جهابذة الاقتصاد السوري كيف سنعيش النصف الآخر منه.
القضايا العمالية وتحسين واقع العمل والعمال وإصلاح القطاع العام وتأخر رواتب بعض العمال وتثبيت العمال المؤقتين إضافة لقضايا تتعلق بالوجبة الغذائية واللباس والحوافز وطبيعة العمل والطلب باستجرار منتجات بعض شركات القطاع العام وأوضاع العمال في القطاع الخاص كانت أبرز المشاكل التي طرحها رؤساء النقابات العمالية في المؤتمر وتحدث كل منهم عن أهم القضايا التي تهم النقابة التي يرأسها.
وبينما أثنت معظم المداخلات على تقرير الاتحاد للمؤتمر طرح رئيس نقابات عمال التنمية الزراعية بدمشق بعض الملاحظات على المؤتمر وتساءل كيف يمكن النهوض بالقطاع العام؟ وكيف يمكن أن يكون منافسا في ظل سياسة عدم التوسع الأفقي لهذا القطاع وفي ظل تجهيزات أكل عليها الزمن والوقوف في وجه تحديث وتطوير هذه الآلات؟
عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب العمال والفلاحين أسامة عدي أكد اهتمام الحزب والجبهة الوطنية التقدمية بتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتأمين احتياجاتهم بأيسر السبل مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية يعود لارتفاع الأسعار عالميا وبسبب الظروف الطبيعية التي مرت بها سورية والتي أثرت على الإنتاج الزراعي إضافة إلى تقصير بعض الجهات بملاحقة المستغلين والجشعين وظاهرة تهريب بعض المواد الغذائية إلى الدول المجاورة بسبب رخصها في سورية وأشار عدي إلى أن التحول إلى اقتصاد السوق الاجتماعي يهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية متوازنة وقال إن الخطة الخمسية العاشرة التي تطبقها الحكومة حالياً تسعى إلى تطوير وإصلاح الاقتصاد الوطني ليكون أداؤه عالياً لافتاً إلى ضرورة تكامل أدوار القطاع العام والخاص والمشترك لتطوير الاقتصاد وتنميته.
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال محمد شعبان عزوز أكد في كلمته أمام المؤتمر أن مسيرة الاتحاد منذ التأسيس وحتى اليوم كل متكامل نعتز بها وهي غنية بالبطولات والنضالات الوطنية والقومية المشرفة صنعتها أجيال متعاقبة من النقابيين الذين كانوا وما زالوا في طليعة المناضلين لدعم الوحدة النقابية العربية وساهموا بشكل فاعل في تأسيس الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واحتضنت سورية مؤتمره التأسيسي الأول كما احتضنت مقره وقدمت كل الدعم ليبقى رمزاً لوحدة عمال العرب.
من جهته شدد رئيس اتحاد عمال دمشق جمال القادري في كلمته على أهمية النظرة الجديدة للقطاع العام لتؤكد أن إصلاحه لا يتم بالخطابات والنيات الطيبة وإنما يقوم على ضرورة مساهمة كل منا في النهوض به وتجنيبه الصعوبات والمعوقات إضافة للتحلي بالجرأة والمسؤولية في نبذ ثقافة التخسير وتبرير الخسارات والبحث المستمر عن خيارات بديلة للشركات المتعثرة والخاسرة وأضاف: القادري: إن هناك صعوبات تواجه عملنا فالوضع المعاشي ضاغط والارتفاعات كبيرة في الأسعار وغياب الإرادة الجدية والفعلية لإصلاح القطاع العام وتأخر رواتب العديد من الشركات وغياب الملامح الاجتماعية لاقتصاد السوق الاجتماعي في ظل التسرع الواضح في تطبيقه وقدم خطوط الإنتاج وتراكم المخازين والتعويضات العمالية المجمدة وهموم القطاع الخاص.

فادي مطلق

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...