لبنان: بري متفائل والفيصل يبشر بحرب أهلية
تجددت أمس تحذيرات عربية من انزلاق لبنان إلى حرب أهلية، بحسب قول وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، فيما تترقب بيروت وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساء غد إليها ليواصل مساعيه نحو تنفيذ مبادرة الحل العربية للأزمة السياسية وبينما أشاع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جرعة تفاؤل، في تصريح نشر أمس قال فيه ان حلا ما يجري طبخه وبات قيد الإنضاج، أطاح رئيس تيار “المستقبل” النائب سعد الحريري التفاؤل، بقوله أمس إنه ليس هناك ما يؤشر إليه، وإن بري إنما يتبادل أدوارا في قوله مع رئيس التيار الوطني الحر النائب المعارض ميشال عون، وأن قوى الأكثرية النيابية ملتزمة بالمبادرة العربية، وخلافها هو توجه إلى “طبخة حل سورية” مرفوضة، بحسب تعبيره.وفيما خاضت بيروت أمس حيرة بين تفاؤل بري وتشاؤم الحريري، أطلق وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في افتتاح اجتماع وزراء خارجية الدول العربية وأمريكا اللاتينية في بوينس أيرس “نداء إلى جميع الأطراف المؤثرة لتسهيل نجاح المبادرة العربية في لبنان”. وقال إن المبادرات السابقة لجامعة الدول العربية لم تحقق “النجاح المرجو بسبب المتطرفين” الذين لم يحددهم الفيصل، وقال إنهم هم الذين وضعوا لبنان “على شفير الحرب الأهلية”، وطالب الفيصل الدول العربية بتحمل المسؤولية لإنقاذ لبنان من هذه الحرب التي أعرب عن قلقه بسببها إزاء الأوضاع في لبنان الذي يعاني من فراغ رئاسي وشلل البرلمان وخلل في الحكومة.
وعلى هامش الاجتماع في العاصمة الأرجنتينية، قال عمرو موسى إن “لبنان ليس فقط مشكلة داخلية، بل أيضا مشكلة إقليمية خطيرة جداً”، وإن “الحل يكمن في مصالحة توافق عليها جامعة الدول العربية والعالم”، وشدد على وجوب أن يعمل الرئيس الجديد على “تأمين علاقة صحية ومتوازنة مع سوريا”.
في هذا الوقت، اعتبر رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون أن لا ضرورة لعودة الأمين العام للجامعة العربية إلى بيروت إذا كان الموقف النهائي لفريق الموالاة هو رفض صيغة المثالثة بما تتضمن من تنازل من جانب المعارضة الوطنية ولا حاجة للاجتماع الرباعي في الرابع والعشرين من الجاري لكن إذا كان الأمر مجرد مناورة فهذا لا يؤثر في المعارضة.
عون وفي حديث خاص إلى محطة “المنار” أمس، أشار إلى أن المثالثة ليست مغرية بالنسبة للمعارضة، والموالاة هي التي أعطت رئاسة الجمهورية للعماد سليمان كي لا تحصل المعارضة على الثلث الضامن، وإلا فالمعارضة تريد الحصول على ضمانات بأن تكون مؤثرة في قرارات الحكومة بما يتعلق في القضايا الأساسية المنصوص عليها في المادة 65 من الدستور، وهذا شرط أساسي للمساهمة في الحل وإذا لم تكن الموالاة مستعدة لإعطاء المعارضة ضمانة بالعدد أو بأي ضمانة اخرى محددة فلا مجال للحل.
ورداً على سؤال حول اعتبار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن المثالثة انقلاب على الطائف نصحه عون بعدم التذاكي على اللبنانيين داعياً إياه للعودة إلى حجمه اللبناني لأن الاهتمام الدولي به لن يدوم.
وسأل عون عما فعلته الحكومة حيال اغتيال مواطن لبناني يدعى عماد مغنية، لافتاً إلى ظاهرة تسلح تيار السلطة الذي ترعاه الحكومة، حيث كشف أنه سبق أن حذر من هذه الظاهرة منذ أشهر ساخراً من محاولات بعض الأطراف اللعب على تيار العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر داعياً إياهم إلى أن “يخيطوا بغير هذه المسلة”.
وضمن أجواء الضباب السياسي التي سيطرت في مناخ ترقب جهود موسى الجديدة، كان لافتا قول المدير العام لقوى الأمن اللبناني الداخلي اللواء أشرف ريفي أمس بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله صفير إن قوى الأمن إنما تسد ثغرات أمنية، وان حل الإشكالات الأمنية الداخلية يوفره توافق سياسي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد