كيف قرأ حزب الله تقرير لجنة فينوغراد؟
بعد طول انتظار أصدرت لجنة فينوغراد تقريرها النهائي حول التحقيق في إخفاقات إسرائيل في حربها على لبنان صيف 2006.
التوقعات والتحليلات التي سبقت صدور التقرير قالت إنه سيؤدي إلى القضاء على مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بشكل نهائي، من خلال تحميله مسؤولية الإخفاق الكبير والخطير الذي مُني به الجيش الإسرائيلي في حربه على لبنان. في حين حرص القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد رئيس لجنة التحقيق على توزيع المسؤولية على المستويين العسكري والسياسي وعدم الإشارة إلى أولمرت بالاسم.
ما هي قراءة حزب الله المعني الأول بتقرير لجنة فينوغراد، لاسيما أن هناك من شكك في الإنجاز الذي حققه في مواجهته للحرب الإسرائيلية؟
عضو كتلة حزب الله في البرلمان النائب محمد حيدر قال إن حزب الله غير آبه بما تضمنه التقرير، فهو لم يكن ينتظر إثباتا من العدو الإسرائيلي حتى يدرك حجم الانتصار الذي حققه في حرب يوليو/تموز بمواجهة العدوان. "فنحن كنا على يقين من عظمة إنجازاتنا والانتصارات التي حققناها من خلال منع العدو من تحقيق الأهداف التي شنّ الحرب لتحقيقها".
وأضاف أن التقرير من الممكن الاستفادة منه لمواجهة المشككين في حجم الانتصار الذي تحقق. وهو بصدوره سيرفع الغبن والمظلومية التي لحقت بالمقاومة في لبنان من قبل بعض اللبنانيين وبعض العرب الذي أصرّوا -رغم اعترافات عدد من مسؤولي العدو الإسرائيلي بالهزيمة- على أن ما حصل في لبنان كان هزيمة للمقاومة وهزيمة للبنان وانتصارًا لإسرائيل.
ولفت إلى أن التقرير رغم أنه لم يصرح بأن إسرائيل تكبدت هزيمة بشكل واضح، فإنه اعترف في أكثر من مكان بالإخفاق والفشل الذي مُنيت به، وبأن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها السياسية أو العسكرية التي شنّت من أجلها الحرب.
واعتبر حيدر أن حزب الله لا يسعى لإثبات تفوّقه على العدو الإسرائيلي، مؤكدا أنه بمجرد أن العدو لم يتمكن من تحقيق أهدافه فإن ذلك يعني نصرًا للحزب.
من جانبه قال الخبير الإستراتيجي أمين حطيط وهو عميد متقاعد إنه كان يتوقع أن يكون تقرير لجنة فينوغراد أشد لهجة وأكثر دقة. وأبدى حطيط صدمته من اللهجة التي استُعملت في التقرير التي وصفها بأنها محاولة لتلفيق الحقائق وتمييع المسؤوليات الشخصية.
وأشار إلى أن التقرير يتضمن إيجابية مهمة وهي الإقرار الرسمي والقاطع بالهزيمة الإسرائيلية، "وعلى ذلك وصفتُ التقرير بأنه تقرير الإقرار والتلفيق".
وعن الأسباب التي دفعت لجنة فينوغراد لعدم تحميل مسؤوليات شخصية استبعد حطيط التشكيك في نزاهة اللجنة لكنه وصفها بأنها جبانة وغير جريئة.
فهي اقتنعت بأن أداء القيادة السياسية خلال الحرب كان فاشلاً وأنها لا تملك المؤهلات الذهنية والإستراتيجية التي تمكّنها من قيادة دولة مثل الكيان الإسرائيلي، لكنها بدل أن توصي بإقالة هذه القيادة فهي تهربت من ذلك عبر كشفها مكامن الفشل والإخفاق وتركت للجمهور الإسرائيلي أن يحاسب قيادته في الانتخابات القادمة ويعاقب المسؤولين عبر صندوق الاقتراع عِوض أن تقوم اللجنة بنفسها بالمحاسبة.
واعتبر حطيط أن لجنة فينوغراد وقعت ضحية ضغوط سياسية خارجية من الإدارة الأميركية التي تعتبر أن إيهود أولمرت يمثل الشخصية الأضعف والأقل خبرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي، لذلك هو الأكثر انصياعًا لإرادتها وتطبيقًا لمشروعها، وبالتالي فهي بحاجة إليه لتنفيذ أوامرها وستعمل على منع إقالته أو القضاء عليه سياسيا حتى تنتهي من الاستفادة منه.
أواب المصري
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد