الأزمة اللبنانية وأختها الفلسطينية في جدول محادثات عمرو موسى بدمشق
شدد الرئيس بشار الأسد والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال اجتماعهما أمس في دمشق، على «أهمية تحقيق التوافق بين اللبنانيين بما يضمن وحدة لبنان وأمنه واستقراره»، وأشارا إلى ضرورة اتخاذ الخطوات العربية والدولية اللازمة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في غزة.
وذكرت (سانا) أن موسى عرض التطــورات السياسية على الساحة اللبنانيــة والمشاورات التي أجراها لحل المشكلات العالقة بين الأطراف اللبنانية في إطار الخطة العربية المتكاملة التي اقرها وزراء الخارجية العرب لحل الأزمة اللبنانية.
واستعرض الأسد وموسى التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة، وشدد الأسد وموسى على «وجوب اتخاذ الخطوات اللازمة عربياً ودولياً لإجبار إسرائيل على إيقاف عدوانها على الشعب العربي الفلسطيني».
وأشارت الوكالة الى أن الأسد ومـــوسى ناقشــا «الترتيبات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في دمشق»، ولفتت «سانا» إلى أن اللقاء حضره وزير الخارجية وليد المعلم.
وكرر موسى بعد لقائه المسؤولين السوريين، تفسيره لـ «المبادرة العربية» الخاصة بحل الأزمة اللبنانية، بأنها «تنطلق» من عدم توفير النصف زائداً وحداً للغالبية ولا الثلث زائداً واحداً للمعارضة، مشيراً الى ان سورية «جزء من المبادرة العربية وتمت بموافقتها»، والى ان «التقدم لحل الأزمة يسير خطوة خطوة».
والتقى موسى نائب الرئيس فاروق الشرع والوزير المعلم. وكان لافتاً ان البيان الرئاسي السوري أفاد أن محادثات الأمين العام مع الرئيس الأسد تناولت الآليات المتعلقة باستضافة القمة العربية في دمشق في نهاية آذار (مارس) المقبل، من دون أي إشارة الى الموضوع اللبناني.
ولوحظ أيضاً تأكيد وسائل الإعلام الرسمية ان زيارة موسى مع عدد من المسؤولين العرب والأجانب تستهدف أساساً حضور افتتاح احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية».
ويعتقد بأن الموضوع اللبناني كان أحد الأمور التي بحثت إضافة الى «المجازر الإسرائيلية» في قطاع غزة والتحضيرات للقمة والأوضاع في العراق. والتقى موسى أيضاً رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل.
ونقلت مصادر رسمية عن موسى قوله انه «لا يمكن ربط انعقاد القمة العربية بحل الأزمة اللبنانية». وبعد لقائه الشرع، قال موسى في تصريحات صحافية: «اكرر مرة ثانية تفسيري للمبادرة، وهو ينطلق من ألا تحصل الأكثرية على النصف زائداً واحداً ولا المعارضة على الثلث زائداً واحداً» وان هذا يكون نقطة «البداية للاتفاق بين الطرفين على ما تنتهي إليه الأمور».
ويعتقد ان هذا التفسير يبتعد عن تفسير الأوساط السورية التي صرحت بضرورة عدم توفير الثلث المعطل لا للغالبية ولا للموالاة مقابل إعطاء مقاعد الترجيح الى رئيس الجمهورية على «أساس مبدأ لا غالب ولا مغلوب وتحقيق حل توافقي». ووافق موسى على إمكان ان تقوم سورية بـ «العمل لدى حلفائها لتسهيل» الحل في لبنان.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية عربية ان رئيس الحكومة وزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني أجرى ليل أول أمس محادثات مع الرئيس بشار الأسد، أعقبها لقاء ثلاثي ضمه (الشيخ حمد) الى نظيره السوري وليد المعلم وموسى، مشيرة الى أن الحديث «تركز على الأزمة اللبنانية، وتناول أموراً أخرى».
وكان الشيخ حمد زار دمشق عشية توجه المعلم الى القاهرة لحضور الاجتماع الوزاري العربي الذي انتج «الخطة العربية» لحل الأزمة اللبنانية.
وقال موسى رداً على سؤال: «لم أقل إنني متفائل، ولم أقل إنني متشائم»، مشيراً الى أن الحل «على طريق التقدم خطوة بعد خطوة»، غير انه كرر أن سورية «جزء من المبادرة العربية، ساهمت في صوغها والتوصل إليها».
-ويعتقد بأن البحث في حل الأزمة اللبنانية كان حاضراً في الاجتماع المغلق الذي عقد بين الرئيس الأسد ونظيره التركي عبدالله غل. وتوقع مصدر ديبلوماسي تركي ان يكون غل اطلع الأسد على نتائج محادثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن.
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد