المسرح القومي يحضر لـ 25 عرضاً هذا العام

على الرغم من المشكلات الكثيرة التي لايزال يعاني منها مسرحناالسوري إلا أن الخطة المسرحية لهذا الموسم تضم أكثر من خمسة وعشرين عرضا مسرحيا في دمشق وحدها عدا عن عروض المحافظات ,وإنشاء أول فرقة رسمية لذوي الاحتياجات الخاصة, وافتتاح مسرح قومي في حماة والتجهيز لافتتاح مسارح قومية في الحسكة والرقة والسويداء وحمص...كما يؤكد د.عجاج سليم في لقائنا معه حول قضايا مسرحية عديدة...‏

أول فرقة مسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة‏

* استلمت منذ حوالي العشرة أشهر ماهو الجديد الذي سنراه قريبا وينعكس بشكل ايجابي على الحركة المسرحية؟‏

** بدأنا بفرز المشكلات الموجودة في المديرية حيث وجدنا أن العمل المسرحي لدينا يرتبط غالبا باشخاص لا بعمل مؤسساتي حتى الآن نحن بانتظار أن تتحول مديرية المسارح الى مديرية عامة لنعيش مرونة أكبر بالأنظمة الإدارية حيث يصبح بامكاننا أن ندعم الموارد المائىة من خلال استثمار الأماكن المسرحية ريع البطاقات وماتقدمه الفعاليات الاقتصادية لأن الهم الأساسي في المسرح الدخل القليل مقارنة بالتلفزيون ..‏

كما إننا بدأنابتأهيل البنى التحتية للمسرح مثل مسرح الحمراء الذي أنهينا تأهيله بزمن قياسي لم يتجاوز الستة أسابيع, ونحاول إيجاد أماكن مسرحية بديلة تضاف للمسارح الموجودة لدينا ..إن مشكلاتنا متراكمة وحلها يحتاج إلى نفس طويل..ولكن لدينا إمكانيات حقيقية ومواهب وتاريخ عريق لكننا نعترف بوجود أزمات هي في سبيلها للحل..‏

* ماذا عن الخطة المسرحية للعام الحالي؟‏

** لدينا أكثر من (25) عرضا مسرحيا في خطة هذا العام حيث لدينا مسرحية خيل تائهة لنائلة الأطرش ومسرحية قرن العار لطلال نصرالدين ومسرحية سري جدا لزيناتي قدسية ومسرحية تيامو لرغداء الشعراني وتلاميذ الخوف لمأمون الخطيب وليلى والذئب لباسم عيسى, وسنعيد بعض المسرحيات التي لاقت صدى طيباً لدى الناس فقد بدأنا بمسرحية سوبر ماركت لأيمن زيدان وسنتابع بمسرحيات عدة مثل السمرمر للدكتور تامر العربيد السفر برلك..‏

وما نتمناه في هذا الاتجاه أن يعود الفنانون الموظفون في المسرح القومي للعمل فيه خاصة وان نسبتهم تبلغ أكثر من (80) بالمئة من موظفي المسرح القومي وبعضهم وصل للعالمية نريد منهم ان يتواجدوا لدعم سير الحركة المسرحية..‏

* ماهو الجديد الذي ركزتم عليه في الخطة المسرحية؟‏

** نريد توجيه الخطة نحو الشرائح الأوسع في المجتمع, لأننا نريد أن تكون خشبة مسرحنا المكان الأبرز الذي يشد الناس بغض النظر عن النخبة أو تلك التسميات الفئوية, هدفنا الجمع بين الشعبي والنخبوي أن أمكن ...يهمنا جداً استقطاب النجوم الشباب الذين ساهم التلفزيون في انتشارهم لأننا باستقطابهم يمكن أن نستقطب جمهورهم كما حدث معنافي مسرحية أيمن زيدان التي افتتحنا بها الموسم المسرحي...‏

لدينا أيضاً ملامح واضحة للتوجه نحو تجارب الشباب التي أثبتت نجاحها كما في عرض شوكولا لرغداء الشعراني الذي حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي, وأصرت إدارة مهرجان قرطاج على أن يكون عرض الافتتاح وتلقى مؤخراً دعوة من المركز الدولي للمسرح..‏

كما إننا حاولنا إيجاد حلول لجذب بعض الفرق الخاصة من خلال التمويل الذاتي حيث يمكن لتلك الفرق أن تبيع بطاقاتها وتأخذ العائد, وبعد فترة يمكن لتلك الفرق ألا تنتظر الدعم الذي يقدم لها بل تعتمد على نفسها...‏

مؤخراً تم إنشاء أول فرقة رسمية لذوي الاحتياجات الخاصة؟‏

منذ ستة أشهر والمخرج وانيس بندك مدير المسرح القومي بحلب يعمل مع الفرقة لتقديم العرض الذي حضرنا أنفسنا للتعامل معه بمشاعرنا لكننا فوجئنا بأننا أمام ممثلين وصلوا في لحظات عديدة في العرض إلى حالة احترافية بسبب تفانيهم وربما هذا سببه الرغبة في إثبات الوجود..‏

* لماذا فرقة لذوي الاحتياجات الخاصة؟‏

** لأن المسرح بالنسبة لهم مكان ليجتمعوا فيه, مكان لكي يخرجوا من وحدتهم, انه يولد الرغبة بالحضور الحقيقي الذي لاعلاقة له بالشفقة من خلال المسرح نتعرف على جميع أنواع الفنون بالتالي أصبحت مشاركتهم فعالة لم تساهم فقط في التأكيد على حضورهم الإنساني بل بتخليصهم من ملامح أزمات نفسية على الرغم من أن ماشاهدناه على الخشبة من حضور قوي وثقة بالنفس جعلنا نراجع أنفسنا ونتذكر ما قاله الراحل ممدوح عدوان من أن التشوه الحقيقي ليس في الخارج بل الداخل..‏

سعاد زاهر

المصدر: الثورة