فيلم «تحت القصف» الذهب لآلام اللبنانيين

18-12-2007

فيلم «تحت القصف» الذهب لآلام اللبنانيين

يعود فيليب عرقتنجي حاملا الذهب، بفوز فيلمه "تحت القصف" في مهرجان دبي السينمافيليب عرقتنجي، مخرج الفيلمئي الدولي، بجائزة المهر السينمائية عن فئة الأفلام الطويلة، لأفضل فيلم.

وحاول مخرجه الأبتعاد قدر الامكان عن السياسة ليكشف الوجه الحقيقي المؤلم للحرب، فيقدم ملحمة انسانية تحكي المأساة بكل جوانبها وأوجاعها، وذلك في إطار سينمائي جديد تم تصويره على أرض الواقع خلال حرب يوليو / تموز الأخيرة بين اسرائيل وحزب الله في لبنان.

ويحكي الفيلم رحلة أم ومعاناتها إبان الحرب، وهي تجوب الجنوب بحثا عن ابنها وشقيقتها، ويقوم بالأدوار الرئيسية كل من الممثلين ندى بوفرحات وجورج خباز.

قبل أيام من توجه المخرج اللبناني الفرنسي، عرقتنجي، إلى دبي، قال إن فيلمه "يصور الانسان من دون ماكياج، فهو روائي على حافة الوثائقي، ويقوم فيه بأدوار تمثيلية شخصان فقط.. أما الآخرون فهم أناس يعيشون في الجنوب اللبناني، ومشاهد الدمار حقيقية تم تصويرها في أمكنة الحرب."

ويضيف: "لا أعرف ماذا أقول لعدد كبير من الأشخاص الذين صنعوا هذا الفيلم... وهم الذين بكوا من قلبهم عندما وصلنا لنصور بيوتهم المهدومة ولنسألهم عمن يدفنون من أفراد عائلاتهم...هل أشكرهم أم ماذا أقول لهم!"

وعن هذا الأسلوب السينمائي الذي يجمع الروائي والوثائقي، يقول "هي تجربة جديدة من نوعها إلى حد ما.. فهناك سابقة مماثلة في نهايات الحرب العالمية الثانية حين صور روسيليني برلين بعدما تهدمت بعامين."

رسالة الفيلم ليست سياسية، بحسب عرقتنجي، بل إنسانية بامتياز، حيث يقول "أنا ضد الحرب.. وفيلمي هذا هو نوع من المقاومة ضد الحقد الذي في داخلي.. هو بالحقيقة صرخة ضد الحرب. ذهبت لأصور آلام الناس كما يذهب عناصر الصليب الأحمر حين تندلع الحرب للمساعدة والانقاذ."

ويضيف: "الحرب تشوه صورة الآخر ولا تترك للانسان خيارا إلا أن يكون سلبيا، أي أن يكره الآخر.. إلا أنني اخترت أن أقوم بعمل ايجابي عن طريق رد فعلي هذا."

فيلم روائي وثائقي عن الحرب لا نرى فيه جثثا ولا دماء، لماذا؟

ويفتح فيلم "تحت القصف" جرحا أليما لم يندمل، وعن هذا يقول عرقتنجي: "أردت أن يهز هذا الفيلم الناس الذين يحاولون الهروب والنسيان.. أريد لنا أن نتذكر كي لا تتكرر المأساة.. أن ننظر إلى ذاتنا ونتقبلها.. أن نكره الحرب أكثر، كي لا نعود اليها."

ويشرح المخرج هذه اللغة الجديدة التي خرجت من الفيلم بقوله: "لا أريد أن أدعي بأني اخترعت لغة جديدة.. ما يهمني هو أن تصل الرسالة. قد أكون أجبرت على اختراع هذه اللغة فلقد وجدت نفسي في هذا الموقف، واستعملت هذه اللغة لأعبر عن موقفي ضد الحرب!"

وأضاف:" أنا أخرجت أفلاما وثائقية عدة، ومعروف أن الوثائقي يخاطب العقل لا العاطفة.. أما في هذا الفيلم فلقد جمعت الاثنين، وهذا عمل يخاطب العقل والعاطفة والأحاسيس، ويبقى في الذاكرة، لأن تأثيره قوي."

ويوضح المخرج: "رأينا الكثير من هذه الصور في التلفزيونات! ثم أردت أن تكون المقاربة سينمائية وليس تلفزيونية إخبارية."

ولكن، لماذا طرح عرقتنجي قضية سياسية بامتياز، وهي قضية عناصر جيش لبنان الجنوبي الذين لجأوا إلى اسرائيل عند انسحابها، لماذا طرحها من جانب انساني، رغم حساسيتها؟

يجيب: "أردت أن أقول أن لتلك الحرب جذورها، وهي لم تندلع بسبب اختطاف جنديين اسرائيليين وحسب، بل أن القضية أبعد من ذلك. كما أن ليس هناك دائما أبيض وأسود."

أما عن السينما اللبنانية، فيقول عرقتنجي: "هي مثل الهوية اللبنانية! هناك هويات عدة وهناك سينمات عدة."

هذا وحصد فيلم "تحت القصف" على ست جوائز عالمية، منها جائزة حقوق الانسان وقد انطلق عرضه في صالات السينما اللبنانية هذا الشهر.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...