جبريل يطل من التلفزيون السوري ويشن هجوماً على الجميع
الجمل : أعرب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل عن اعتقاده الأكيد بضلوع جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بجرائم الاغتيالات التي حدثت في لبنان، لافتاً إلى التشابه في أسلوب تنفيذها، ونافياً قدرة أجهزة المخابرات العربية على القيام بمثلها.
وفي حوار له في برنامج نوافذ على الفضائية السورية، ربط جبريل السلاح الفلسطيني في لبنان بحق العودة، ورفض بحث ملفه قبل تحسين الأوضاع الحياتية للفلسطينيين هناك، قبل أن ينتقد بعض الأطراف اللبنانية التي (تخندقت وراء ثقافتها الانعزالية والاستسلامية).
وفي حين اتهم جبريل الحكومات اللبنانية المتعاقبة (بممارسة الضغوط على الفلسطينيين في لبنان من أجل تهجيرهم)، فإنه لم يوفر الحكومة الحالية التي اتهمها (بالتلكؤ والمناورة في تحسين أوضاعهم) واصفاً الجولات التي قام بها منذ فترة الوزراء اللبنانيين على المخيمات الفلسطينية بأنها (كلام فاضي).
وشن جبريل هجوماً عنيفاً على الرئيس محمود عباس واتهمه بأنه (أهمل منظمة التحرير ورماها في سلة الزبالة)، قبل أن يعتبر أن وثيقة الأسرى (ساقطة من حيث الشكل والمضمون، والرئيس عباس يريد استغلالها).
وجَزَم جبريل بأن الموساد يقف وراء اغتيال جورج حاوي وسمير قصير ومحاول اغتيال الإعلامية مي شدياق مشدداً على أن (تجربتي الكبيرة والطويلة تجعلني متأكداً من أن الموساد يقف أيضاً وراء اغتيال الصحافي والسياسي جبران تويني).
لأن هذه العمليات أكبر من قدرة أجهزة المخابرات العربية بما فيها السورية وأكبر من قدرات أي حزب لبناني.
وأشار جبريل إلى أن (تويني كان في منتهى الحذر، حتى أنه عاد من فرنسا إلى لبنان بجواز سفر مستعار، وبطائرة غير عادية، ونام في بيته في برمانا، ونزل في اليوم الثاني إلى عمله مباشرة حيث تمت عملية التفجير)، وهذا (يعني وجود رصد مسبق لتويني من فرنسا إلى بيروت).
وانتقد جبريل الصمت الإعلامي الذي التزمت به الأكثرية النيابية في لبنان حيال اكتشاف شبكة تخريب وتجسس مجندة لصالح الموساد الإسرائيلي حيث اتضحت مسؤوليتها عن عملية قامت بها عام 2002 حيث اغتالت جهاد النجل الأكبر لأحمد جبريل، عدا عن مسوؤليتها عن اغتيال الأخوين المجذوب القياديين في حركة الجهاد الإسلامي قبل نحو شهر وغيرها من العمليات.
(فهناك أطراف لبنانية لم تعد ترى أن العدو الإسرائيلي عدو لها، وسمير جعجع وصف سورية أنها عدوة للبنان .
وعزا جبريل نشوء بعض التحالفات في لبنان إلى اعتقاد المتحالفين أن العصر الآن هو العصر الأمريكي، وبعد أن اتهم جبريل بعض الأطراف اللبنانية بتحالفها مع الإسرائيليين خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية ....أوضح أن (جعجع تدرب عندهم وكل هذه الأحزاب التي نراها الآن فتحت خطوطها واستقبلت ضباط المخابرات إلإسرائيليين في الأشرفية وجونية).
وتناول الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة المذكرة التي تقدم بها إلى طاولة الحوار اللبناني والمطالِبة بتحسين الواقع الاجتماعي والحياتي للشعب الفلسطيني المقيم في لبنان مشيراً إلى لقائين جمعاه مع النائب سعد الحريري المكلف من طاولة الحوار بمتابعة الموضوع.
وعرض جبريل لما دار من نقاش مطول مع الحريري حول الوضع الفلسطيني حيث أكد له أن أولوية البحث الآن ليست للملف الأمني والسلاح خارج المخيمات أو داخلها، بل للوضع اللاإنساني والغير أخلاقي الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في لبنان، مشدداً على الربط بين الحديث عن الوضع الأمني، وتحسين حالة الفلسطينيين في لبنان وقال: لن نبحث الوضع الأمني والسلاح داخل وخارج المخيمات إلا بتحقيق الحقوق الأخلاقية للشعب الفلسطيني وإن لم يتم تحقيقها فلن ننتقل إلى الملف الأمني.
وإذ أكد جبريل على أن ( سلاحنا مرتبط بحق العودة) فإنه أوضح أن (القرار الدولي 194 يؤكد على حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، وإسرائيل ترفض تنفيذ هذا القرار، بينما يسعى المجتمع الدولي الظالم لنزع سلاحنا حسب القرار 1559 )، متهماً في الوقت نفسه (بعض الأطراف المتآمرة في لبنان تريد أن تنزع السلاح الفلسطيني أولا لتضعف سلاح حزب الله والمقاومة وبعد ذلك تنقض على هذا السلاح)، مثمناً مواقف الأطراف الوطنية في لبنان كحزب الله وحركة أمل وبعض الأحزاب اللبنانية التي تعرف أن (نزع السلاح الفلسطيني سيكون مقدمة لنزع سلاح المقاومة).
واتهم جبريل الحكومات اللبنانية المتعاقبة بممارسة الضغوط على الفلسطينيين في لبنان من أجل تهجيرهم، وأشار إلى 75 ألف فلسطيني هاجروا من لبنان نتيجة هذه السياسة، معتبراً الأمر ( برنامجاً إسرائيلياً أمريكياً لتهجير الـ 400 ألف فلسطيني الموجودين في لبنان وإبعادهم إلى تشيلي والسويد ونيوزيلاندا وبقية المنافي).
وبحسب جبريل، فإنه قال للحريري: مشروعكم أنتم التهجير ومشروعنا نحن حق العودة، وإذا كنتم مع حق العودة فيجب عليكم أن تغيروا برنامجكم، ويصدر عن مجلس النواب اللبناني قرارات لتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في لبنان، واعتبر جبريل أن (جولات الوزراء اللبنانيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان وفتح مكتب ارتباط لمنظمة التحرير كلها كلام فاضي).
وأوضح الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة (كنا نضغط بكل طاقتنا على المطبخ السوري المستلم الملف اللبناني من أجل تغيير هذا الواقع المخجل والمزري الذي يعيشه الفلسطيني في لبنان، وكان يرأس هذا المطبخ /نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم/ خدام، وفيه /رئيس هيئة أركان الجيش السابق/ حكمت الشهابي، و/رئيس فرع المخابرات العسكرية السابق/ علي دوبا و/رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت عاملة في لبنان/ غازي كنعان، وكنا يومياً في نقاشات مع هذا المطبخ وفي النهاية خدام أخبرني أن رفيق الحريري قال له إنه لا يستطيع تغيير هذه السياسة على الأقل في الوقت الحاضر لأن هذا يؤثر على تحالفاته الداخلية. والهراوي الذي كان رئيساً للجمهورية قال إن ذلك سيضعفه مسيحياً).
وانتقد جبريل وصف بعض الأطراف اللبنانية ووسائل الإعلام للمطالب الفلسطينية في لبنان بأنها تعجيزية وتساءل: أين هذا البند التعجيزي في مطالبنا؟؟ معرباً عن أسفه وحزنه حينما علم أن سعد الحريري قال : عندما قرأت هذه المذكرة تمنيت لو كنت فلسطينياً ( في إشارة من الحريري إلى ان هذه المذكرة ستجعل وضع الفلسطيني في لبنان افضل من وضع اللبناني في بلده)، واتهم جبريل الحكومة اللبنانية بالتلكؤ والمناورة في تنفيذ هذه المطالب.
وتناول جبريل الوضع الفلسطيني الداخلي، منتقداً الرئيس محمود عباس لعدم التزامه ببنود إعلان القاهرة في آذار العام الماضي (فقد أخذ بند التهدئة ورمى الباقي في سلة المهملات) وأوضح أن ( بقية البنود تتحدث عن الوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير وترتيب البيت الفلسطيني وأن تدخل جميع الفصائل والأطياف الفلسطينية بما فيها الإسلامية إلى المنظمة).
وتساءل جبريل باستغراب: أي منظمة هذه ؟؟ موضحاً أنها ( منذ عام 88 وهي معطلة، والآن أكثر من نصف أعضاء لجنتها التنفيذية إما ماتوا أو استقالوا).
ولفت جبريل إلى أن (عباس لم يكن يتوقع أن تنجح حركة حماس في الانتخابات التشريعية وكان يتوقع أنه ممكن أن تنجح الحركة في كتلة اعتراضية في المجلس التشريعي ويستمروا في غيَّهم وتقديم التنازلات السياسية، وعندما نجحت حماس بأغلبية في المجلس التشريعي فوجئ عباس).
واعتبر الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أن وثيقة الأسرى (ساقطة من حيث الشكل والمضمون، فهي خرجت من معتقل واحد هو هداريم، بينما هناك ثلاثين معتقل إسرائيلي وشخصيات فلسطينية معتقلة بارزة مثل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأخ أحمد سعدات وكلهم لم تُعرض عليهم هذه الوثيقة)، لافتاً إلى أن (الموقعين على الوثيقة يقولون إنهم قدموها لطاولة الحوار الفلسطيني وليس للاستفتاء عليها).
وبعد أن اتهم جبريل الرئيس عباس بمحاولته استغلال الوثيقة وطرحها على الاستفتاء، اشار إلى أن معتقلي حماس والجهاد الإسلامي سحبوا تواقيعهم جراء محاولة عباس هذه.
وختم جبريل حديثه بالدعوة إلى (الحوار والعودة لإعلان القاهرة، لأن الفتن الإسرائيلية والأمريكية برعاية بعض الأنظمة العربية تريد دخول الشعب الفلسطيني في فتنة داخلية. وحرب أهلية).
الجمل
إضافة تعليق جديد