عشرات القتلى والجرحى في «انتفاضة» فتحاوية ضد حماس
حولت حركة فتح هزيمتها الانتخابية أمام حركة حماس، في شتاء العام الماضي، وخروجها المذل من غزة في حزيران الماضي، الى انتصار مدو أمس، عندما نظمت أكبر تظاهرة في القطاع إحياء للذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، أظهرت هشاشة سيطرة حماس عليه، وانتهت بمذبحة قتل خلالها سبعة فلسطينيين وأصيب حوالى ,130 برصاص الأجهزة الأمنية للحركة الاسلامية.
وكان حشد قدر بحوالى ربع مليون شخص، قد تجمع في ساحة «الكتيبة» غربي مدينة غزة، حيث انتشرت الشرطة التابعة لحماس بكثافة. ورفع المتظاهرون صوراً لعرفات وإعلاماً فلسطينية اضافة الى رايات حركة فتح الصفراء، ورددوا «بالروح بالدم نفديك يا ابو عمار».
وحين بدأ الحشد بالتفرق اثر انتهاء المهرجان، انطلق الرصاص، فهرع المشاركون للاحتماء، بينما حدثت صدامات بين عناصر شرطة حماس واعضاء فتح الذين أمطروهم بالحجارة، ما ادى الى مقتل سبعة، عرف منهم ايوب ابو سمرا (19 عاما) ومحمد احمد المصري (67 عاما) واصابة حوالى 130 غالبيتهم من النساء والفتيان. واربعة من الجرحى في حالة خطيرة جداً بينهم اثنان في حالة موت سريري. واعتقلت حماس 27 عضواً في فتح شاركوا في الاعداد للتظاهرة، بينهم المسؤول السياسي في الحركة محمد النحال.
واتهمت فتح عناصر «القوة التنفيذية» بإطلاق النار من مباني الجامعة الاسلامية على المتظاهرين واستهدافهم بقنابل صوتية وضربهم بالهراوات، فيما اعلنت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة ان «مسلحين يعتلون مبنى جامعة الازهر يتبعون لحركة فتح اطلقوا النار على الشرطة» التابعة لحماس من سلاح كاتم للصوت ومن ثم على المشاركين في المهرجان، وهو ما نفته الجامعة.
كذلك نفت فتح الأمر، مشيرة الى انه لم يسمح للمسلحين بالمشاركة في المهرجان. وذكرت «اسوشييتد برس» ان عشرة مسلحين منعوا من دخول مكان الاحتفال، مشيرة الى ان مرافقي احمد حلس لم يشهروا سلاحهم.
وكان حلس قد قال، لدى إلقائه كلمة فتح خلال المهرحان، «من ظن أن فتح قد انتهت او غابت بموت عرفات فهو واهم وليأت ليرى غزة كلها تحولت الى فتح اليوم»، مضيفاً «لن يسرق غزة الانقلاب... لن يحرقها الانقلابيون... غزة باقية للفتح». وتابع «فتح ستبقى ممسكة ببندقيتها المقاومة وستبقى محافظة على أرضها وشعبها وتعرف أين توجه رصاصاتها».
وفي وقت لاحق، أصيب ثلاثة اشخاص خلال مواجهات بين الطرفين، اثناء تشييع أبو سمرا، فيما اعلن مسؤول في فتح ان «القوة التنفيذية» اعتقلت رزق البياري مدير اذاعة صوت العمال التابعة لاتحاد نقابات عمال فلسطين القريبة من فتح، والمغلقة منذ سيطرة حماس على القطاع. وقال رئيس وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) محمد الشرافي إن «القوة التنفيذية» داهمت منزله ومنزل شقيقه كمال الشرافي، مستشار عباس لحقوق الانسان في جباليا شمالي غزة، حيث صادرت أجهزة كمبيوتر ووثائق.
واعلن عباس الحداد العام وتنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية والعامة، لثلاثة أيام اعتبارا من اليوم، قائلا «في هذا اليوم، يوم الوفاء للشهيد القائد ياسر عرفات، خرج شعبنا في قطاع غزة عن بكرة أبيه، ليؤكد للعالم كله رفضه المطلق لزمرة الانفصاليين الذين ارتكبوا بانقلابهم وإطلاق النار على الجماهير الحاشدة، أفظع الجرائم التي تجللهم بالخزي والعار إلى أبد الآبدين».
واتهم عباس حماس بأنها «فئة ضالة مأجورة خانت الأمانة وارتضت لنفسها أن تخون الوطن وأن تكون مجرد بيدق في يد المحتلين الإسرائيليين لتعطيل مشروعنا الوطني»، مشيراً إلى أن «مسيرة الزحف الكبير كانت استفتاءً صارخاً ضد هذه الزمرة الانقلابية».
وقال مستشار الامن القومي السابق للرئيس الفلسطيني، محمد دحلان، من جهته، ان حماس «فقدت صوابها وانقلبت على الشعب الفلسطيني».
في المقابل، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري «إن ما جرى اليوم (امس) محاولة يائسة لتوظيف ذكرى اغتيال الرئيس عرفات لإثارة الفوضى الأمنية ومواجهة حركة حماس»، متسائلاً عن سبب عدم إحياء ذكراه في العامين الماضيين. أضاف إن فتح هي المسؤولة عن «أعمال القتل والجرائم» التي وقعت، داعيا قيادتها إلى «التوقف عن التلاعب بمصير الناس والمتاجرة بدمائهم من خلال دفعهم للمشاركة في مسيرات عامة ثم اختلاق أعمال فوضى ومصادمات لتوظيف ذلك لأغراض حزبية فئوية ضد حركة حماس».
وقال المتحدث الآخر باسم حماس فوزي برهوم ان «كل الأرقام التي تذكر على الفضائيات غير صحيحة على الاطلاق، وهناك فقط قتيل أو اثنان في غزة وربما البعض من الجرحى، ولكن الأرقام المهولة التي تطلقها وسائل الاعلام غير صحيحة»، موضحا أنه «تم احتواء الأزمة وعاد الهدوء مجدداً الى غزة».
واعربت حركة الجهاد الإسلامي عن «إدانتها الشديدة للقتل والضرب والاعتداء المباشر» خلال إحياء ذكرى عرفات، لافتة الى أن «ذلك يعني أننا نسير نحو الأسوأ وأن شعبنا مقبل على حالة مستعصية من انعدام الأمن والأمان». ودعت إلى محاسبة المتورطين «بحسب الشرع والقانون»، موضحة «كنا نأمل أن تكون ذكرى الشهيد ياسر عرفات يوماً للوحدة الوطنية والحوار الوطني».
توفي الطبيب الفلسطيني وحيد صالح (41 عاماً)، امس، متأثراً بجروح اصيب بها، السبت الماضي، في غارة جوية اسرائيلية على شمالي غزة.
من جهته، قال المتحدث باسم «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس أبو عبيدة «إذا أقدم جيش الاحتلال على اجتياح قطاع غزة، فستستعمل المقاومة أسلحة جديدة لم تستعملها حتى الآن».
وفي الضفة الغربية، اعتقل الجيش الاسرائيلي، فجر امس، النائبين عن حماس مريم صالح، وهي ام لسبعة اولاد وكانت وزيرة في حكومة حماس المقالة، في رام الله، وخالد طافش في بيت لحم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد