مئة جثة لـ «فتح الاسلام» تدفن اليوم في مقبرة «الغرباء»
تدفن القوى الامنية اللبنانية اليوم مئة جثة لعناصر من «فتح الاسلام» قتلوا في المعارك التي دارت بين الجيش اللبناني وبين هذا التنظيم في مخيم نهر البارد، ولم يتعرف اليها احد وبقيت في براد المستشفى الحكومي في طرابلس.
وكانت عمليات تكفين الجثث المجهولة ووضعها في توابيت تواصلت نهار امس، تمهيداً لدفنها في مقبرة «الغرباء» في طرابلس وهو المكان نفسه الذي دفن فيه المسؤول في التنظيم شهاب القدور الملقب بـ «أبو هريرة». وسيصلى على الجثث في المسجد المجاور للمقبرة قبل دفنها.
وكانت القوى الامنية وخلال اليومين الماضيين أنجزت حفر القبور وشوهدت سواتر التراب الناتجة من أعمال الحفر وهي ترتفع على جانبي المقبرة.
يذكر ان السلطات الأمنية تحتفظ بسجلات كاملة عن اصحاب هذه الجثث للتثبت منها في حالة تقدم ذوو أصحابها لاستعادتها.
وواصل، في هذه الاثناء، ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي شرح اوضاع مخيم نهر البارد والنازحين منه الى الجهات المعنية بتقديم المساعدة لاعادة اعماره، والتقى الهيئة الاستشارية لمنظمة «اسكوا» في مقرها في بيروت، والتي تضم في عضويتها السفراء العرب المعتمدين في لبنان، وذلك تلبية لدعوة الأمين العام التنفيذي للمنظمة في لبنان بدر عمر الدفع. وقدم زكي خلال اللقاء، وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي في الممثلية، شرحاً مفصلاً حول اوضاع مخيم نهر البارد، وأزمة النازحين الذين يعيشون ظروفاً مأسوية صعبة.
واطلع زكي اعضاء الهيئة على السياسة الفلسطينية التي اعتمدتها منظمة التحرير «في مواجهة الارهاب الممثل بـ»عصابة العبسي»، توفير المنظمة الدعم الكامل للحكومة والجيش اللبناني في مواجهة هذهِ العصابة الارهابية التي تسببت بتدمير المخيم وتشريد اهاليه اضافة الى ارتكابها المجازر الفظيعة بحق عناصر الجيش اللبناني الشقيق».
وشدد على ضرورة توفير الدعم المادي والمعنوي لأهالي المخيم لتخفيف معاناتهم وضرورة الاسراع في اعادة اعمار المخيم تمهيداً لعودتهم الى منازلهم وممتلكاتهم».
وأكد أمين سر الفصائل الفلسطينية في بيروت خالد عارف بعد لقائه، على رأس وفد من منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان «شاغلنا الآن «النهر الساخن» وليس النهر البارد بسبب المشكلة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني، فلغاية الآن هناك 35 الف فلسطيني هجروا من المخيم، يعانون الأمرين ونحاول قدر ما نستطيع تخفيف معاناتهم بالتواصل مع اخوتنا واهلنا اللبنانيين». وشدد على «ضرورة تأمين بيوت جاهزة لاهلنا خصوصاً ان فصل الشتاء والعام الدراسي آتيان».
وأكد عارف «ان الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا الا عامل استقرار وعامل التزام بالسيادة والقانون اللبناني، ولن نكون ثغرة في الجدار الامني اللبناني، بل سنكون جسر عبور ومحبة لكل اخوتنا اللبنانيين في هذا البلد على أمل ان تعود للبنان عافيته ووحدته وعروبته لما فيه المصلحة اللبنانية والفلسطينية وكل الامة العربية».
وزار وفد من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» رئيس الحكومة السابق رشيد الصلح وأكد عضو المكتب السياسي علي فيصل بعد اللقاء «ان العودة المرتقبة لبعض العائلات النازحة من مخيم نهر البارد خلال اليومين المقبلين الى المخيم الجديد خطوة في الاتجاه الصحيح». وأشار الى «أن الاجراءات الميدانية للبدء بإعمار المخيم تتطلب جهداً سياسياً وديبلوماسياً مكثفاً من قبل الحكومة اللبنانية ووكالة الغوث الدولية «الأونروا» ومنظمة التحرير الفلسطينية»، داعياً الى «التنسيق بين هذه المرجعيات».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد