استفتاء المجتمع السوري حول الإعلام المرئي والمسموع
من أجل تقييم واقع أو دور الإعلام المرئي والمسموع (التلفزيون والفضائيات والإذاعات) ونسبة متابعيها ومدى التطور والتجديد فيها, ودرجة الثقة بها, و مدى انتشار بعض الظواهر الإيجابية والسلبية فيها, والآليات العملية لتحسين أدائها, وأخيراً أهم المحطات الفضائية المرئية والإذاعية والمسموعة في عالمنا العربي قام( بيت الخبرة للدراسات والاستشارات الاقتصادية) بإجراء استطلاع لرأي المواطنين السوريين من خلال توزيع استبيان حول موضوع الإعلام المرئي و المسموع شمل الشرائح والمحافظات كافة.
ما هو تقييمك للواقع أو الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام السورية المرئية والمسموعة?
إنّ لوسائل الإعلام المرئي و المسموع وظائف و أدوار عدّة, لكن أيّ من هذه الوظائف والأدوار أتت أولاً في قنوات التلفزيون السورية? إنّ نتائج الاستبيان بيّنت أنّ أول دور تقوم به كان نجاحها و قدرتها في الدفاع عن سورية وقضاياها بنسبة 65%. و نرى أنّ هذه النسبة قليلة (لأنها وقعت آخر المقبول و بداية الجيد) و من المفترض أن تكون أعلى من ذلك بكثير و بخاصة في ظلّ الظروف التي مرت بها سورية خلال الأشهر الماضية و الجدول التالي يبين النتائج :
كما بيّنت النتائج الجزئية أنّ من يعملون في الإعلام قد أعطوا لتوعية المواطنين و للموضوعية و الشفافية قيمةً أعلى مما أعطاه أصحاب بقية المهن, بينما أعطى من يحملون شهادات جامعية فما فوق قيماً أقل مما أعطاه حملة بقية الشهادات و بخاصة نجاحها في الدفاع عن سورية و توعية المواطنين, حيث انخفضت النسبة بحدود 6% عن المتوسط العام و عن بقية الفئات.
كما ارتفعت نسبة النجاح في الدفاع عن سورية إلى 70% لدى من كانوا يتابعون الفضائية السورية أولاً أكثر من متابعي الفضائيات الأخرى, و انخفضت إلى 60% لدى من كانوا يتابعون الفضائيات الأخرى أولاً, مما يدل على الجهل بالبرامج التي تقدمها الفضائية السورية و ضرورة الدعاية لبرامجها و بخاصة الحساسة أو المميزة منها.
* وصف الاستبيان والعينة:
لقد تمّ تصميم استبيان وتوزيعه على 1000 شخص من السوريين في كافة المحافظات ومن مختلف الشرائح, استجاب منهم 832 شخص. تم إدخال الاستبيانات ومعالجتها وتحليلها حاسوبياً باستخدام برنامج SPSS, كما تم تحليل النتائج على المستوى الكلي والجزئي (الفئات) الجنس والمهنة والشهادة والمنطقة والمحافظة, والعمر, ثم بحسب القناة التلفزيونية أو المحطة الفضائية التي اختارها أولاً.
العمر: تراوح ما بين 14 و 76 عام وبمتوسط 31 سنة (للعينة).
الجنس: الذكور 66% بينما الإناث 34%.
المهنة:العاملون في مجال الإعلام ( عام وخاص) 107 استبانة بنسبة 13% من العينة, أما أصحاب المهن الأخرى فكان عددهم 689 بنسبة 83%, والباقي غير مبيّن.
الشهادة: أقل من ثانوية 139 بنسبة 17%, ثانوية ومعهد 322 بنسبة39%, وجامعة فما فوق361 بنسبة 44%.
المنطقة أو المحافظة: المنطقة الجنوبية372 استبانة بنسبة45%, الشمالية220 استبانة بنسبة 27% ,والشرقية 132 استبانة بنسبة 16% أما الساحلية والوسطى100 استبانة بنسبة 12%.
* نتائج الاستبيان:
كيف تصنف متابعتك لوسائل الإعلام المرئية و المسموعة?
لقد دلّت نتائج الاستبيان أنّ نسبة من يتابعون الوسائل المرئية (تلفزيون وفضائيات) بشكل يومي في سورية 59.4%, بينما من يتابعونها بشكل متقطع كانت نسبتهم 34.3%, أما غير المتابعين فكانت نسبتهم 4.3%, و2% لم يجيبوا على هذا السؤال, بينما متابعي الوسائل المسموعة (الإذاعات) يومياً فنسبتهم 26.8% فقط, ومن يتابعونها بشكل متقطع 49%, وغير المتابعين 17.7%, أما الذين لم يجيبوا على السؤال فكانت نسبتهم 6.5%. حيث أشارت ملاحظات عدّة إلى أنهم يتابعونها عَرَضاً خلال تنقلهم في وسائل النقل العامة, كما بيّنت النتائج الجزئية أنّ من يحملون شهادة أقل من الثانوية يتابعون التلفزيون والفضائيات يومياً و بمعدل أعلى من بقية الفئات حيث وصلت النسبة إلى 68% و39% للإذاعات. كما انخفضت نسبة المتابعة اليومية للتلفزيون والفضائيات لدى أهالي المنطقة الساحلية و الوسطى إلى 49% وارتفعت متابعتهم للإذاعات إلى 37%, بينما ارتفعت المتابعة اليومية لأهالي المنطقة الشرقية للتلفزيون والفضائيات إلى 83%, وانخفضت متابعتهم للإذاعات إلى 22%. كما انخفضت المتابعة اليومية للتلفزيون والفضائيات لمن هم دون سن ال 25 إلى 48% (ربما السبب انشغالهم بالدراسة) بينما ارتفعت نسبة المتابعة اليومية إلى 74% لمن تجاوز عمرهم ال40 سنة (لوجود نسبة كبيرة من المتقاعدين بينهم).
ما هي درجة ثقتك بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة?
لقد بيّنت نتائج الاستطلاع (وفقاً للمعايير التي اعُتمدت لتحديد درجة الثقة) أنّ الفضائيات العربية حصلت على59.87% أي في آخر المقبول وبداية الجيد, بينما القنوات السورية فكانت درجة الثقة فيها بنسبة 57.44%, أما الفضائيات الأقل ثقة بها فكانت الفضائيات الأجنبية بنسبة 45%.
أما بالنسبة للإذاعات فقد جاءت الإذاعات الحكومية السورية أولاً (الأكثر ثقةً) وبنسبة 55.13% .
كما لوحظ أنّ الفئات الجزئية أجمعت على ضعف ثقتها بالقنوات الفضائية والإذاعات الأجنبية دون استثناء حتى وصلت الثقة ببعضها إلى السيئ مع فروق جزئية ضئيلة. أمّا الثقة بالقنوات الفضائيّة والأرضية السورية فارتفعت لتصبح الأعلى لدى من تزيد أعمارهم عن 40 عاماً ولمن يحملون ثانوية وأقل.
حدد درجة انتشار بعض الظواهر التالية في الإعلام السوري المسموع و المرئي?:
لقد بيّنت نتائج هذا السؤال أنّ هناك فروقاً ذات دلالة بين الفضائيات العربية و قنوات التلفزيون السورية وبخاصة فيما يتعلق بالسرعة في نقل الخبر و مستوى تحليله و بفارق 30 درجة, وبمستوى الحرية الفكرية و الإعلامية وبفارق 20درجة, وبدرجة تأثيرها على المواطنين بفارق 12 درجة.
أما بالنسبة للإذاعات السورية فالمستوى كان متقارباً مع قنوات التلفزيون السوري .
كما أننا لم نجد فروقات ذات دلالة بين الفئات الجزئية و اتفقت جميعها مع النتائج العامة نسبياً.
كما وردت إجابات و ملاحظات أخرى مثل:
* ما العبرة من تأخير إعلان الخبر أو الحدث في التلفزيون السوري.
* ضرورة افتتاح قنوات سورية أخرى(حكومية أو خاصة ).
* تدريب المذيعات على زيادة ثقتهنّ بأنفسهنّ بوجود الضيف.
* كثرة الإعلانات التجارية.
* تحسّن وضع الفضائية السورية أخيراً من حيث الموضوعية و الطرح المتوازن.
رأى عدد كبير من المواطنين أنّ هذا السؤال هو الأهم لأنّه يشير إلى اتجاهات المجتمع السوري و ثقافته, حيث بيّنت النتائج أنّ البرامج الإخبارية حازت على المرتبة الأولى بنسبة 53%, و هذا يتطابق مع ما هو معروف عن طبيعة المواطن السوري من حيث اهتمامه بالأخبار بشكل عام و بأخبار بلده بشكل خاص, أما البرامج التعليمية فقد أتت بالمرتبة الأخيرة بنسبة 10% .
كما بيّنت النتائج الجزئية أنّ من يعملون في مجال الإعلام أعطوا أهمية أكبر للبرامج السياسية و لبرامج الترفيه من بقية المهن الأخرى, بينما أعطى أصحاب المهن الأخرى (بقية المواطنين) نسبة تصل إلى الضعف في مشاهدة البرامج الدينية مقارنةً بمن يعملون في الوسط الإعلامي.
كما أنّه كلما ارتفع المستوى الثقافي و العمر(جامعة فما فوق لعمر 40 فما فوق) ارتفعت نسبة مشاهدة البرامج الإخبارية والسياسية والاقتصادية والعلمية و قلّت نسبة مشاهدة الأفلام و المسلسلات و البرامج الرياضية و الدينية و الترفيه و الأغاني.
كما أعطى أهالي المنطقة الشرقية قيماً أعلى للبرامج الإخبارية وقيماً أقل للترفيه مقارنةً بالمناطق الأخرى, بينما أعطى أهالي المنطقة الساحلية والوسطى قيماً أعلى للترفيه والأغاني وقيماً أدنى للبرامج الدينية,أمّا أهالي المنطقة الشمالية فأعطوا قيماً أعلى للبرامج الدينية وللبرامج الاقتصادية وقيماً أدنى للمسلسلات والأفلام, كما أعطى الذكور قيماً أعلى للبرامج الإخبارية والرياضية والاقتصادية والسياسية تصل إلى الضعف مما أعطته الإناث, بينما العكس بالنسبة للمسلسلات والأفلام والترفيه, أما البرامج الدينية فكانت نسبة متابعة الاناث لها أعلى ب 20% من الذكور, وتساوى الاثنان (الذكور والإناث) في البرامج العلمية, أما من كانوا يشاهدون قناة الجزيرة والفضائية السورية والعربية أولاً فقد أعطوا نسبة أعلى للبرامج الإخبارية والسياسية, بينما من يشاهدون MBC أولاً فأعطوا نسبة أعلى للمسلسلات والأفلام والترفيه, كما تساوت جميع القنوات بالنسبة للبرامج الدينية, كما بيّنت الملاحظات الإضافية أنّ هناك ضرورة للاهتمام بالبرامج الخاصة بالأطفال, والبرامج الحوارية وإعادة هيكلة برامج (الطلبة, الحرفيين, بناة الأجيال) التي تؤثر سلبياً على المستوى العام لبرامج التلفزيون السوري.
ما هي أهم القنوات التلفزيونية والإذاعية( السورية والعربية والأجنبية ) التي تقوم بمتابعتها بالترتيب?
لقد بيّنت نتائج هذا السؤال أنّ عدد القنوات الفضائية والأرضية التي تنافست على المركز الأول (والتي وردت ضمن الخيارات الثلاث ) كان 68 قناة أرضية و فضائية محلية و عربية و أجنبية, وقد أتت قناة الجزيرة في الترتيب الأول حيث حصلت على نسبة متابعة 62% (بعد التثقيل بالترتيب وعدد مرات الاختيار) وبعدد نقاط 1036 نقطة, ثم الفضائية السورية بالترتيب الثاني بنسبة متابعة 44% وبعدد نقاط 728 نقطة, ثم MBC ثالثاً وبنسبة متابعة 24% وبعدد نقاط 392 نقطة, ثم الأرضيّة السورية رابعاً بنسبة متابعة 19% وبعدد نقاط 318 نقطة, بينما لم تحصلCNN سوى على نسبة متابعة 1% وبعدد نقاط 20 نقطة فقط, وهذه النتائج تتوافق مع درجات الثقة التي وردت في السؤال الثاني.
أما المحطات الباقية فقد أتت في المرتبة السادسة هي MBC2 بنسبة مشاهدة 14 %, ثم المنار بنسبة مشاهدة 13%, ثم قناة روتانا بنسبة مشاهدة 11%, ثم اقرأ بنسبة مشاهدة 8%, ثم NewTV بنسبة مشاهدة 7%, ثم الأرضية السورية 2 بنسبة مشاهدة 5%, ثمّ المستقبل بنسبة مشاهدة 4%, ثم أبو ظبي بنسبة مشاهدة 3%, ثمّ المجد بنسبة مشاهدة 2%, و أخيراً CNN بنسبة مشاهدة 1%. أما النتائج الجزئية فقد أجمعت على أنّ الجزيرة أولاً ما عدا من يحملون شهادة أقل من الثانوية فقد أعطوا للفضائية السورية المرتبة الأولى ثم الجزيرة ثانياً.
أما بالنسبة لمحطات الإذاعة المحلية والعربية والأجنبية, فقد تنافست 43 محطة إذاعية محلية و عربية و أجنبية حيث أتت إذاعة صوت الشباب أولاً بعدد نقاط 693 وبنسبة متابعة 42%, ثم إذاعة دمشق ب 487 نقطة ونسبة متابعة 29%.
ثم أتت سادساً مونتي كارلو بنسبة 10%, ثمّ صوت الغد بنسبة 9%, ثمّ صوت الشعب بنسبة 8%, ثمّ سترايك بنسبة 7%, ثمّ روتانا بنسبة 5%. أما النتائج الجزئية فقد أعطى أهل المنطقة الجنوبية الترتيب الأول لإذاعة دمشق ثم صوت الشباب,أمّا من كانت أعمارهم فوق ال 40 سنة (في سوريا كلها); فأعطوا الترتيب الأول لإذاعة دمشق وبنسبة ثلاثة أضعاف صوت الشباب التي أتت ثانياُ.
الملاحظات والاقتراحات:
لقد وردت ملاحظات عديدة سنحاول تلخيصها:
- الاهتمام بالكادر الإعلامي وتقويته وتطويره.
- حرية الحوار والفكر الإعلامي.
- اختيار مذيعات ومذيعين أكفياء و خفيفي الظل.
- إجراء استبيان عمّا يرغب أن يراه المشاهدون على الشاشة السورية.
- فتح قنوات رياضية تابعة للتلفزيون السوري.
- ضرورة إعادة النظر بالإعلانات وتوقيت عرضها.
- إعطاء أولوية لإجراء لقاءات و حوارات مع المسؤولين والمفكرين مقارنةً بالفنانين والفنانات.
- نقل صلاة الجمعة على الفضائية السورية من مساجد دمشق أو حلب.
- البعض رفض المقارنة بين القنوات السورية مع قناة )العربية( .
- تخفيف سيطرة الحكومة على الإعلام.
- عرض نتائج استطلاعات الرأي على القنوات الفضائية والأرضية السورية.
ما هي أهم الإجراءات والآليات العملية اللازمة لتحسين أداء وسائل الإعلام المرئية و المسموعة?
إنّ النتائج السابقة تشير إلى وجود فجوة بين وسائل الإعلام والمواطنين وأضحى تطوير الإعلام المرئي والمسموع ضرورة لابد منها لردم هذه الفجوة وإعادة الثقة بينهما, وقد أتى إصدار قانون للإعلام يضمن حرية الرأي و التعبير أولاً و بنسبة 71% كأهمّ إجراء أو آلية لتطوير الإعلام المرئي و المسموع, تلاه اختيار الكادر الإعلامي المؤهل بنسبة 58%.
و يلاحظ الفارق الكبير بين البندين الأول و الثاني و البنود التالية المؤثرة في عملية تطوير الإعلام.
كما تبيّن من تحليل الفئات الجزئية أنّ العاملين في مجال الإعلام أعطوا الترتيب الأول لاختيار الكادر الإعلامي الكفء, ثم إصدار قانون للإعلام, أما بقية الفئات فقد توافقت مع النتائج العامة للاستبيان.
و قد وردت ملاحظات أخرى مثل:
* إعطاء أهمية خاصة لكيفية زيادة مصداقية الإعلام السوري.
* ضرورة أن يكون مقدم البرنامج هو المعدّ له.
* اختيار الكوادر الإعلامية بموضوعية و نزاهة و عدم إدخال غير المختص إلى هذا المجال و بخاصة المراسلين.
أخيراً:
الإعلام المرئي والمسموع أصبح ضرورة لابدّ منها في كلّ منزل لنقل الخبر والتثقيف وتوعية المواطنين, إلا أنّه يحتاج إلى إصدار قانون جديد يرفع سقف أو يوسع هامش الحرية, إضافة إلى تقليل التدخل والاكتفاء بالتوجيه والإرشاد, وإذا ما أضيف إلى ذلك اختيار الكادر الكفء والمهني النزيه فإنّه في ظل هذه الحرية سيكون الإعلامي المعدّ لبرامجه متحملاً لمسؤولياته اتجاه المجتمع والحكومة وسيعمل بحيادية و احترافية, متحفزاً للتجديد والإبداع, مما سيزيد الثقة بإعلامنا المرئي و المسموع, ومن الضروري أن ُتستخدم هذه المسؤولية بشكل موضوعي وحيادي, حتى تصبح أكثر كفاءة في الدفاع عن سورية وقضاياها ولتفوز في معركة الإعلام مع الأعداء.
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد