إيران تستعد للحرب
المخططون الاستراتيجيون الإيرانيون واعون تماماً لحقيقة أن المواجهة مع الجيش الأمريكي المتقدم تكنولوجيا سوف تكون مضطردة ، ومتعددة الجبهات ، وذلك بخلاف الحرب العراقية – الإيرانية التي كانت أكثر تقليدية من حيث الأسلحة والتحديد الجغرافي لميدان القتال، أي بوضوح أكثر: لن يكون هناك نطاق جغرافي محدد لمسرح القتال في حالة المواجهة مع الجيش الأمريكي.
تبعاً لذلك ،فقد قامت إيران بصياغة تقديراتها، على أساس إعادة هيكلة قوتها العسكرية ، وفي نفس الوقت قامت بسلسلة من التدريبات لاختبار عقيدتها العسكرية والقتالية الجديدة .. ففي كانون الأول قام أكثر من 15 ألف عنصر من القوات المسلحة بالاشتراك في مناورات وتمرينات قتالية حربية في المنطقة الاستراتيجية الحساسة الواقعة شمال إيران والمتاخمة لحدود أذربيجان الشرقية والغربية، وقد ركزت هذه التدريبات القتالية الحربية على الحرب غير التقليدية التي تتم باستخدام الوحدات العسكرية المتنقلة والسريعة الحركة.
كذلك أفادت التقارير بأن تمرينات وتدريبات أخرى، قد تم تنفيذها من إقليم خوزستان، الذي تقطنه أغلبية عربية، وهناك اعتقاد بأن الهدف من هذه التمرينات والتدريبات لردع الحركات الانفصالية في الإقليم من مغبة استغلال ظروف العدوان الأمريكية ضد إيران، أو مناصرة التهديدات الأمريكية ضد إيران ، خاصة وأن إقليم خوزستان يتميز بأهمية استراتيجية قصوى لأمن إيران الاقتصادي والسياسي.
كذلك ثمة جانب ً آخر، يتمثل التغيير في أسلوب عمل الحرس الثوري الإيراني، وذلك بدلاً من التركيز على الدفاع عن الدولة، إلى شن العمليات القتالية في منطقة واسعة غير محددة الحدود أوالنطاق الجغرافي.. مع المزيد من الاعتماد على الأساليب العملياتية السياسية ، مثل العمل على تحريك المعارضة المسلحة في مناطق الخليج العربي لتهديد المصالح الاقتصادية الأمريكية والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة إضافة إلى العمل على جر قوات العدو واستدراجها إلى داخل الأراضي الإيرانية من أجل محاصرتها والقضاء عليها .
كذلك تتضمن التغييرات إعطاء وحدات الحرس الثوري الإيراني المزيد من حرية العمل المستقلة عن القيادة المركزية، بحيث تعمل كل مجموعة كفريق عمليات قتالية مستقل في مناطق تمركزها المحددة سلفاً، إضافة إلى تكيفها مع احتمالات التحرك أو الانتشار في المناطق الأخرى..
يتوقع الإيرانيون أن يبدأ سيناريو الحرب الأمريكية باحتلال كل منطقة خوزستان المطلة على الخليج العربي والغنية بالنفط، وذلك لتأمين مداخل مضيق هرمز، إضافة إلى أن احتلال هذا الإقليم بالذات سوف يؤدي إلى انقطاع إمدادات النفط عن بقية أجزاء إيران، لذلك قامت إيران بإعداد مخزونات نفطية هائلة في الأقاليم الأخرى بما يكفي لفترة طويلة.
هذا ، وهناك الكثير من الخطط والتدريبات التي تم اعتمادها وتنفيذها لشن حرب عصابات شعبية شاملة بالوسائل التقليدية في حالة حدوث غزو بري أمريكي غربي ، كذلك فقد تم وضع القوات الإيرانية العاملة في منطقة الخليج، والمتمركزة في قاعدة بندر عباس وقاعدة خورمشهر في حالة الاستعداد القصوى .
يوجد ثلاث سيناريوهات ممكنة على الأقل لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، إما عن طريق انطلاق الهجوم من الغواصات الموجودة في مياه الخليج، أو عن طريق تسلل الكوماندوس عن طريق البحر، أو باستخدام مجموعات مجاهدي خلق التي تم تدريبها في كل من إسرائيل وأذربيجان، على عملية تدمير مفاعل بوشهر النووي من الداخل.
كذلك هناك توقعات قوية بأن الإيرانيين قادرين على استخدام الصورايخ طويلة المدى بكفاءة عالية عن طريق برامج الأقمار الصناعية التي سبق لهم أن تشاركوا فيها ، مع روسيا. كذلك يملك الإيرانيون المزيد من الصواريخ الروسية والصينية المتطورة المضادة للطائرات والسفن والغواصات على النحو الذي يؤدي استخدامه كما يرى معظم المحللين العسكريين والاستراتيجيين إلى جعل مياه الخليج مصيدة موت للقوات البحرية الأمريكية والغربية.
كذلك أشار أحد المحللين الغربيين المختصين بالشؤون الإيرانية، بأن من الصعب جداً اختراق إيران، وبأن قواعدها العسكرية ماتزال جيدة الحماية والتنظيم.
الجمل
إضافة تعليق جديد