نبيل ملحم يسأل نبيل صالح : ليش اليوم ؟
كل يوم تأتينا خبطة على الراس، وأيام السنة طويلة، والإنسان كائن معمر، وليته كالذبابة، 24 ساعة وكفى.
النكتة أننا مازلنا قابلين للـ: مفاجأة والدهشة، والـ (ياي) تبعيت بنات العيل، والنكتة الأكبر أننا مازلنا نشك بغبائنا وقلة تجربتنا، وضحالة تراكمنا، وضعف دمنا وثقافتنا، والقلائل الذين يعترفون، يعترفون اما بسبب هزيمة حققت، وانجزت، ولم تعد قابلة لاستقبال الوهم، واما استعراضا لمهارات الاعتراف، باعتباره التعبير الأكثف عن الحزن، والحزن من سمات المثقف والفنان، والعاشق، والباحث عن خديعة أيضا.
غازي سلامة، قال لنا جملة، وصدقناه، والجملة باختزال: نبدأ ثوريين وننتهي مرتزقة، والحق مع غازي، وكان أشرف لو عكسنا الحكاية، فالثوري (المبحبح) غير الثوري المفلس، ومادامت النتيجة (مرتزقة) فلم لم نبدأ من أول العمر لنتمتع بمفاتن الارتزاق؟
الخبطة، التي استدرجت ماسبق، هو مقال لنبيل الصالح نشره في موقعه (الجمل)، والمقال يحكي قصة جريدة (الدومري)، فالجريدة:
ممولة (رسميا)، والكتاب )ثوريون متطوعون).
-والفكرة لنبيل صالح، وصاحب الامتياز علي فرزات وبقية العائلة (صهرا واخا وكنة مأمولة وأخرى محققة).
والتوجه ساخر، والسخرية منا نحن الذين طرنا فرحا لأن صاحبنا علي فرزات مفلس وعلينا الطيران اليه بأقدامنا العارية وظهورنا المحنية لنلبسه حذاء ونرفع ظهره على ظهورنا، بصفته صاحب مشروع أهلي، سيطالع الزير من البير، فيقلب مجلس الشعب السوري الى برلمان سويدي، ويحول اتحاد الحرفيين الى (كومنتيرن) يقلب موازين القوى الكونية، فيحيلنا بين ليلة وضحاها الى (ثورة دائمة)، ويشكل من مكتبه في شارع الباكستان غرفة عمليات متقدمة لانتفاضة تكرس (نجم الدين السمان) على هيئة (كانط)، وتعطي لقمان ديركي ملامح (روبسبير)، وبعدها نكتب على جدراننا : (blood) .
الحقيقة أننا صدقنا، وتورطنا بالتصديق، وأخذنا المسألة جد الجد، وكتبنا في آخر أعداد الدومري ما يكتب وما لايكتب، وأخذنا على عاتقنا، شد رئاسة مجلس الوزراء من شعورهم ولحاهم، فيما بالغنا بالهجوم على الدولة سياسة وتوجها وممارسة وتطلعا، وأوقفت الدومري يومها، فكانت الجنازة حامية، والبكاؤون مثلنا ومن نمرتنا نحن الذين نركض وراء الوهم، وان لم يكن ثمة وهم نخلقه، وقلنا وقالوا أن الحكومة اعتدت على الحريات، وعلى التطورات الديمقراطية بأبسط ملامحها، وأضفنا شعارات جديدة تزغرد للحريات الضائعة وتبكي المفقودة منها ومنها الدومري.
اليوم يتبين أن الدومري مشروع (بزنس)، مجده لعلي فرزات، وتكلفته على الحكومة، وعلى الواهمين منا، واليوم عرفنا أن صاحب المشروع (الثوري) جدا، فتح دكانه مادامت ممولة، وأغلقها حين قطع تمويلها وأنه الرابح في الحالين:
- حين (فتح) أخذ التمويل من الحكومة.
- وحين (أغلق) ، نال مجد العفة .
والآن علمنا أننا (وكالعادة) مضحوك على لحانا، وأننا (فاتحون دوما) ولكن بلا تمويل ولا أجرة .
- والآن يأتي السيد نبيل صالح ليخبرنا ماتحت الطاولة ومافي بطن أدراجها، فلماذا يانبيل بيك؟ لماذا اليوم نطقت الجوهرة؟
هل بدأت كتابة مذكراتك الشخصية ويومياتك وأيامك مازالت بأولها؟
ان كانت الحكاية هكذا فـ (بكير) مازال الشيب بعيدا عن لحيتك، وان كانت غير ذلك فلماذا صحوت متأخرا؟
المصدر: تلفزيون الدنيا
إضافة تعليق جديد