لهذه الأسباب سحبت أميركا حاملتي طائرات من المنطقة
قال العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة ترتيب أولوياتها العسكرية في ظل التهديدات المتزايدة في مناطق مختلفة، وخاصة بعد قرارها سحب حاملتي طائرات من الشرق الأوسط.
وأشار الفلاحي، خلال تحليله العسكري على قناة الجزيرة، إلى أن واشنطن تسعى لتجنب مواجهة إقليمية واسعة قد تشتت انتباهها عن التهديدات الأخرى، مثل تصاعد التوترات مع الصين بشأن تايوان وروسيا بشأن أوكرانيا.
وأوضح الفلاحي أن الولايات المتحدة تعمل على تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط وتحويل تركيزها إلى مناطق أخرى تتسم بتوتر أكبر، خاصة بعد الاتفاق بين كوريا الشمالية وروسيا الذي تعتبره واشنطن تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
وأشار إلى الإستراتيجية العسكرية الأميركية التي وضعتها إدارة الرئيس جو بايدن قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تعترف بأن روسيا تمثل تهديداً قريباً والصين تهديداً بعيداً.
وبناءً على ذلك، تسعى الولايات المتحدة لإعادة تموضع قواتها في الشرق الأوسط وتعزيز وجودها في بحر جنوب الصين، من خلال تقليص بعض القطاعات العسكرية في مناطق متعددة.
وأضاف الفلاحي أن واشنطن صرحت بأن استراتيجيتها في المنطقة ستنتقل من القيادة المباشرة إلى الدعم، مع الحفاظ على وجود عسكري فاعل في العراق ومناطق أخرى، بالإضافة إلى عملية نقل القيادة الإسرائيلية من القيادة الأميركية الأوروبية إلى القيادة المركزية.
ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تعرضت للانتقادات بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بإرسال حاملتي طائرات وتحريك ألفي عنصر من قوات دلتا الخاصة، وفتح مخازن الأسلحة أمام إسرائيل.
وأشار الفلاحي إلى أن أميركا حاولت لاحقاً إعادة التوازن في انتشارها العسكري خارج حدودها، ولكن التهديدات لطرق الملاحة في البحر الأحمر دفعتها إلى تنفيذ عملية “حارس الازدهار” بمشاركة 22 دولة.
وكشف الفلاحي أيضاً عن وجود 43 قطعة بحرية أميركية في المنطقة، بما في ذلك حاملتا طائرات وغواصة نووية، قبل أن يوضح أن التوتر في الإقليم قد تراجع قليلاً، مما يقلل من احتمال حدوث حرب واسعة بعد رد حزب الله الأخير على اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر.
وفي وقت سابق اليوم، أنهت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مهمة حاملتي الطائرات في الشرق الأوسط وقررت إعادتهما إلى قاعدتيهما، بعد تعزيز وجودها العسكري بالمنطقة لحماية إسرائيل من هجمات إيرانية محتملة.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن حاملة الطائرات “يو إس إس تيودور روزفلت” والمدمرة “يو إس إس دانيال إينوي” من المتوقع أن تكون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ اليوم.
الجزيرة
إضافة تعليق جديد