عن الأشعرية كمذهب الغالبية من أهل السنة
يوسف زيدان:
فى بداية القرن الثانى الهجرى (الثامن الميلادى) قامت فرقة من المعتزلة على أُسس عقلانية، فقرَّر مؤسِّس المذهب «واصل بن عطاء» أن مرتكب الكبيرة ليس كافراً، وليس مؤمناً أيضاً، لكنه مسلمٌ فى (منـزلة بين المنـزلتين: الكفر والإيمان) ولا يجوز بالتالى قتله وإنما يجوز تزوُّجه من مسلمةٍ، ودفنه بعد موته فى جبانة المسلمين .
ثم تطور مذهب المعتزلة، وقرَّر آراءً وأصولاً عقائدية كثيرة، من بينها الرأى القائل إن القرآن مخلوق. بمعنى أن القرآن نزل باللغة العربية، وهى لغة مستحدثة، والله وحده القديم، وبالتالى فكلام الله (القرآن) ليس قديماً، وإنما هو حادثٌ أو مخلوق.
ولم يقتنع بعض أئمة السلف برأى المعتزلة، وقرَّروا أن القرآن قديم (أزلى) لأنه كلام الله القديم (الأزلى، الأبدى) وقد وصف القرآن نفسه: (إنه لقرآن كريم فى كتابٍ مكنون) أى أنه موجود منذ الأزل .
فصار لدينا رأيان، رأى المعتزلة (خلق القرآن) ورأى السلف (قِدم القرآن) وقد توسَّط بينهما الأشاعرة وقرَّروا أن المعانى القرآنية قديمة أزلية، بينما الحروف والأصوات حادثةٌ مخلوقة. وبالتالى ففى القرآن الكريم الجانبان: القديم والحادث، أو الأزلى والمخلوق.
وقد نال هذا الرأى المتوسِّط وغيره من الآراء الأشعرية (الوسطية) رضا الأغلبية من المسلمين، فصارت الأشعرية هى مذهب الغالبية من مسلمى أهل السنة الذين هم غالبية المسلمين، وانطوى تاريخياً هذا الخلافُ العقائدى، بعدما كان قد أدى لويلات منها مأساة الإمام الشهير أحمد بن حنبل .
التعليقات
أنا أشعري
أنا أشعري
إضافة تعليق جديد