وزير المهجرين اللبناني: خطة إعادة النازحين السوريين لاقت قبولاً سورياً لكن لبنان من أعاقها
أشار وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، إلى أن خطة وزارته لإعادة النازحين السوريين لاقت قبولاً من الجانب السوري، ولكن تنفيذها واجه عراقيل من الجانب اللبناني.
و قال شرف الدين: “لقد تقدمنا بخطة لإعادة النازحين السوريين تراعي الوضع الاقتصادي الصعب في سوريا بسبب الحصار، وتركز على عودة تدريجية ومنظمة بمعدلات مقبولة شهرياً”.
وأوضح الوزير أن هذه الخطة حظيت بموافقة وزير الإدارة المحلية السوري، لكن تنفيذها تعطّل بسبب عوامل لبنانية.
وتابع شرف الدين قائلاً إن الحراك اللبناني الحالي يسعى لمعالجة قضية النزوح السوري على المستوى الدولي، حيث يعتقد أن الولايات المتحدة والغرب هما المعرقلان الأساسيان لعودة النازحين.
وأعرب عن أمله في أن يشهد المستقبل القريب تغييرًا في الموقف الأوروبي تجاه هذه القضية.
وفيما يخص الوضع الأمني، أكد الوزير أن بعض الحوادث التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، والتي تورط فيها قلة من اللاجئين السوريين، لا تمثل الغالبية العظمى منهم.
وأضاف: “هؤلاء الذين يخرجون عن القانون يشوّهون صورة المجتمع السوري في لبنان”، مشيرًا إلى أنهم يمثلون أقلية ضئيلة للغاية.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة حوادث اعتداء استهدفت اللاجئين السوريين، منها الاعتداء بالضرب والسحل وتدمير الممتلكات والسيارات ذات اللوحات السورية، وذلك على خلفية مقتل منسق جبيل في حزب “القوات اللبنانية”، باسكال سليمان، على يد عصابة تهريب سيارات تضم سوريين.
وانتشرت فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر شبانًا يطالبون اللاجئين السوريين في بعض مناطق لبنان، مثل “برج حمود”، بإخلاء منازلهم ومحلاتهم التجارية.
كما قام مناصرو حزب “القوات” بتوزيع منشورات تطلب من السوريين مغادرة مناطق معينة لتفادي تصعيد الأمور وحقنًا للدماء.
ورغم الضغوط التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار الاقتصادي، لم تبدأ هذه الأزمات مع تدفق اللاجئين السوريين. وفي الواقع، ساهم هؤلاء اللاجئون بدعم الاقتصاد اللبناني من خلال أموال الدعم التي حصلت عليها الحكومة اللبنانية من المنظمات الدولية، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة وإنعاش قطاع العقارات.
لكن اللاجئين أيضًا تعرضوا لسرقة أموالهم من قبل المصارف اللبنانية خلال الأزمة المالية الأخيرة، حيث تقدر الأموال السورية المجمدة في المصارف اللبنانية بين 40 و60 مليار دولار.
كما يشير هذا التقرير إلى أن استهداف اللاجئين السوريين في لبنان يعود جزئيًا إلى تصرفات عنصرية وتحميلهم مسؤولية فشل السياسيين اللبنانيين في إدارة البلاد، لكنّ الحقيقة هي أن اللاجئين كانوا سببًا في جلب أموال الدعم للبنان وساهموا بشكل إيجابي في الاقتصاد اللبناني.
الوطن
إضافة تعليق جديد