الديليفري يوفر فرص عمل للشباب
في رحلة بحث معظم الشباب عن عمل مناسب لهم، من أجل تأمين حاجاتهم، مع قلة فرص العمل وقصور راتب الوظيفة عن تأمينها، وجد بعضهم ضالته في “الديليفري” أو مهنة توصيل الطلبات لتأمين مدخول جيد، بالإضافة لما يحصلون عليه كـ “بقشيش” من بعض ميسوري الحال.
وأوضح لـ«غلوبال»الشاب باسم، خريج جامعي، أنه بعد تخرجه اشترى دراجة نارية وقرّر بدء عمله في توصيل طلبات الطعام إلى منازل الزبائن، لافتاً إلى أنه ليس عملاً خفيفاً أو سهلاً، لكن ما يميزه أنه مضمون الربح وبلا رأس مال، إضافة إلى أنّ ضغط العمل يزيد في أيام الأعياد، وعروض المطاعم وتنزيلات المحلات.
وتابع: إن مهنة الديليفري يستطيع العمل فيها أي شخص دون تدريب، وكل ما تحتاجه معرفة العناوين.
بدوره، أكد الشاب محمد والذي يعمل بمهنة “الديليفري” منذ قرابة الخمس سنوات أن هذه المهنة تحتاج إلى الإلمام بفن التواصل مع الزبائن، والأهم من ذلك أن يكون جسوراً، ولاسيما أن مشقات العمل كثيرة، وفي مقدمتها العمل ضمن ظروف الطقس المختلفة صيفاً أم شتاء.
وأشار محمد إلى أن مهنة العمل بـ“الديليفري” تأثرت كغيرها من المهن بظروف الغلاء، فخلال الأعوام الماضية لم تكن المهنة تتطلب رأس مال كبير، أما حالياً فهي بحاجة لرصد مبالغ كبيرة فشراء دراجة نارية أو كهربائية وحتى العادية يتطلب الملايين من الليرات.
بدوره مدير إحدى شركات توصيل الطلبات، أكد أن فكرة التوصيل بدأت عام 2018 لكنها موجودة بكل أنحاء العالم، كما أن مثل هذه الشركات وفرت فرص عمل للكثير من الشباب، مؤكداً أن الشركة تملك سجلاً تجارياً وأغلب موظفيها من فئة الشباب، وهذا العمل لا يحتاج شرط الخبرة على عكس معظم أعمال القطاع الخاص وريادة الأعمال، بل يعطي عائداً جيداً يتراوح بين 300 ألف إلى 700 ألف شهرياً وبدوام قصير، إضافة إلى “البراني” الذي يتركه الزبون لعامل التوصيل.
ولفت إلى أن غلاء المحروقات والاضطرار لشرائها من السوق السوداء، وغلاء قطع التبديل للدراجات وأجور الإصلاح من أهم المعوقات التي تواجهنا كشركة توصيل.
وأوضح خبير الأسواق أحمد موسى أن مهنة توصيل الطلبات أصبحت عصباً حياتياً مهماً سواءً في سورية أو على مستوى العالم، وخاصةً في الأزمات مثل “كورونا” بالتوازي مع الاعتماد على التسوّق الإلكتروني، فالزبون أصبح بدلاً من جوب الأسواق والسؤال والجواب، يبحث عن منشورات أو مقاطع فيديو تتحدث عن محال للطعام أو ماركات تجارية وتجارب عديدة تقيّم المنتجات سلباً وإيجاباً من الـ”بلوغرز” أو الـ”يوتيوبرز”، ومن ثم يلجأ لتعليقات الجمهور التي تبين بصورة موضوعية أكبر وضع المنتج، ومن ثم يقرّر الشراء من عدمه، حيث يطلب المنتج الذي يصل باب داره على دراجة هوائية أو نارية أو كهربائية، بل حتى عبر وسائل النقل الجماعي.
وتابع: هذا العمل يوفر الوقت والعناء وحوامل الطاقة، فبدلاً من نزول خمسة أشخاص إلى السوق بخمس أو عشر وسائل نقل ذهاباً وإياباً، يصلهم المنتج على متن دراجة نارية مثلاً بربع ليتر من البنزين لمسافة تقدّر بسبعة كيلو متر ذهاباً وإياباً، ما يعني اقتصاداً في حوامل الطاقة على مستوى البلاد.
وشدّد الخبير على ضرورة قوننة هذه البرامج بشكل إلكتروني عبر النت وبإشراف الجهات المعنية؛ فبدلاً من ترديد العامل عبارات “شو بيطلع من خاطرك.. وأكرمني….”، يمكنه إبراز رسالة من تطبيق إلكتروني للزبون تقدّر تعبه بشكل مدروس، على غرار تطبيقات التكسي التي انتشرت مؤخراً.
غلوبال
إضافة تعليق جديد