دراسة لإقامة سد مشترك على نهر الكبير الجنوبي
يتعرض سهل عكار، الواقع ضمن أراضي محافظة طرطوس وكذلك في الأراضي اللبنانية، للفيضانات بشكل متكرر، والتي يسببها بشكل رئيسي النهر الكبير الجنوبي الذي يشكل حدودًا بين البلدين، هذا العام، شهدت ثماني قرى في سهل عكار في طرطوس أضرارًا كبيرة نتيجة للفيضانات، مما أثر بشكل كبير على الفلاحين والإنتاج الزراعي والمواطنين بشكل عام.
لقد حدث فيضان كبير في ليالي الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الماضي نتيجة ارتفاع منسوب المياه في النهر الكبير الجنوبي، حيث تجاوزت الساتر الترابي الذي تم بناؤه منذ سنوات، هذا بالإضافة إلى فيضانات ثلاثة أنهار هي العروس وأبو الورد وخليفة، التي تصب مياهها في النهر، بالإضافة إلى جميع المصارف المطرية العائدة للموارد المائية.
هذا الوضع الصعب يعيد إلى الأذهان الحاجة الملحة لبناء سد على النهر الكبير الجنوبي بالتعاون بين سوريا ولبنان، وبعد مرور أكثر من عشرين عامًا على توقيع اتفاقية بين البلدين بخصوص هذا الموضوع، يطرح سكان سهل عكار سؤالًا مهمًا: لماذا لا تقوم الحكومة السورية بالتعاون مع لبنان لبناء سد على النهر الكبير الجنوبي؟
ففي كل عام، يفيض النهر مسببًا أضرارًا كبيرة لمزارعي البلدين، وتذهب مياهه هدرًا إلى البحر، على الرغم من معاناة المزارعين في تأمين المياه خلال الصيف لري محاصيلهم، لذلك، إذا تم بناء السد، لن تكون هناك حاجة لبناء هذه السواتر وتجريف الأراضي، مما يسبب الضرر للجميع، السد يعد الحلا الوحيدًا، ويمكن استخدام سد الباسل على نهر الأبرش كمثال، حيث لولا وجود السد، لكانت المياه قد جرفت كل القرى على جانبي النهر.
لذلك، يرى البعض أن مشروع بناء السواتر الترابية هو مشروع فاشل، وأن فكرة السد هي الحلا الوحيد، يتطلب التعاون الجاد مع لبنان لبناء سد على النهر الكبير الجنوبي، يخدم كل من سوريا ولبنان، ويوفر المياه لجميع المزارعين وفقاً لصحيفة الوطن السورية.
على الرغم من تقديم الشكوى من قبل سكان سهل عكار، يُفيد مدير الموارد المائية بطرطوس، محمد محرز، أنه تم التباحث مع الجانب اللبناني لإقامة سد مشترك في منطقة تلكلخ قرب قرية إدلين السورية، تم التوصل إلى اتفاق لبناء السد للاستفادة من مياه النهر الكبير الجنوبي ومنع الفيضان في سهل عكار، تم توقيع اتفاقية اقتسام مياه النهر الكبير الجنوبي مع الجانب اللبناني، وتم بناء السد على المجرى الرئيسي للنهر في بيروت في عام 2002.
وأكد محرز أن الجانب اللبناني يعمل حاليًا على استكمال دراسة السد وتحديد تكلفته، من المتوقع أن يتم إعلام الجانب السوري بأي تطورات.
إضافة تعليق جديد