سوريون يلجؤون لـورق الستوك بسبب ارتفاع الأسعار !
ارتفع سعر الورق في أسواق دمشق بشكل كبير، إذ أصبح الشراء يقتصر على عدد محدد من الورقات، بحسب ما أوضحه عدد من أصحاب المكتبات والمطابع.
و”نوط” طلاب المدارس لم تسلم من الغلاء، إذ ارتفعت أسعارها لتلامس حدود 75-100 ألف للنوطة الواحدة وأحياناً أكثر من ذلك نظراً لعدم توفر مادة الورق لتصويرها.
وفي جولة على بعض المكتبات، لوحظ أن سعر الماعون من الورق A4 (1000 ورقة) وصل إلى ما يقارب 47 ألفاً (بالجملة)، بينما يباع في المكتبات بما يقارب 60 ألفاً بالمفرق.
وفي هذا السياق، ذكرت رهام أنها اضطرت لشراء نوطة لمادة اللغة العربية لابنها في الصف التاسع بمبلغ 100 ألف ليرة، وعند سؤالها عن سبب ارتفاع سعرها كان تأمين الورق هو “المعضلة الأساسية”، شارحة: “النوطة تتضمن الفصل الأول والثاني وقد اشتريتها للفصلين كي لا يرتفع السعر أكثر من ذلك”.
أيضاً، فراس (طالب جامعة) اضطر لتصوير نوطة لمادة العلوم والمؤلفة من 20 صفحة بمبلغ 50 ألف ليرة بسبب ارتفاع سعر الورق؛ موضحاً أنه يلجأ لتصوير نوط إضافية في مكتبه الذي يعمل فيه ولكنه يضطر لشراء الورق في البداية فالموجود لديهم في العمل لا يصلح للتصوير بسبب الكتابة على الوجه الآخر.
وخلال جولة على بعض المكتبات في منطقة الحلبوني بدمشق، بيّن أبو فايز (صاحب مكتبة) أن ارتفاع سعر الورق سببه الرئيس عدم وجود معامل محلية لصناعته؛ وكذلك عدم توفّر المواد الأولية اللازمة لإنتاجه كمادة السيليلوز، إذ يتم استيرادها من الصين، مضيفاً : “هناك معمل في محافظة حلب وهو متخصص بإعادة تدوير النفايات الورقية وتكرير بقايا الورق ويسمّى (الفلوت)، ويستخدم لأغراض تغليف البضائع وعلب الكرتون، وعادة ما يكون لونه مائلاً للسمرة”.
بدوره أبو محمد “صاحب مكتبة في الحلبوني” أكد أن الزبائن يختارون نُخباً أقلّ جودة وذلك نظراً لرخص ثمنها، ومنها ورق الستوك الذي يتصف بالجودة المتوسطة ويعتبر الأعلى طلباً لسعره الزهيد وكثرة عدده، إذ يتجاوز سعر الماعون منه 35 ألفاً ويحتوي على 1000 ورقة لكنه لا يستعمل للطابعات فقط للكتابة، متابعاً: “الإقبال تراجع كثيراً على ورق الطباعة الفاخرة كالدوبلكس والكريستال والورق الأبيض A4 الممتاز، وذلك لغلاء سعره لتتحوّل البدائل إلى الأرخص ثمناً وأكثر وفرة”.
وأوضح عدد من أصحاب المكتبات أنهم باتوا يقسمون الماعون إلى عدد محدد ويبيعونه نظراً لعدم قدرة الناس على شرائه فمثلاً كل 5 أوراق بـ 1000 ليرة أي سعر الورقة 200 ل.س.
من جانبه، فادي (يعمل في مطبعة لطباعة بطاقات الأفراح) أفاد بأن تصنيع الورق محلياً غير ممكن، وذلك كونه يحتاج إلى مادة السيليلوز وهي غالباً غير متوفرة في سوريا، مبيناً أن ما يتم إنتاجه اليوم من مادة الورق يكون بـ”إعادة تدوير الكرتون والـورق التالف مع إعادة تصنيعه مرة أخرى”.
فيما شدد برهان (صاحب مطبعة) على أهمية إعادة تدوير النفايات وتحديداً الورقية، مضيفاً لـ “أثر”: “هي مهمة جداً لصناعة بعض أنواع الورق الخاص بالتغليف وصناعات الكرتون، لأنها ستكون ذات لون مائل للسمرة، وإعادة التدوير تعتبر نافعة للبيئة من حيث الاستفادة من بقايا الأوراق المستهلكة للاستخدام مرة أخرى وهي من جهة تباع بسعر أقل ومن جهة أخرى تلبي حاجات الطلاب وخصوصاً ممن يستهلكون الورق بكثرة “.
وبحسب برهان “صاحب المطبعة” فإن هناك تجاراً يشترون الورق بكميات كبيرة بطريقة (الرول) الذي يبلغ طوله آلاف الأمتار ثم بعد ذلك يتعاقدون مع مطبعة يكون لديها مكنة لقص الـورق ليتم بيعه بطريقة المواعين التي تستخدم للكتابة وحاجات أخرى فقط وليست مخصصة لوضعها في الطابعات لأن الورق الخاص بالطباعة له شروط فنية خاصة لتصنيعه.
ومع بداية العام الدراسي في أيلول الفائت، أوضح أحد أصحاب المكتبات لـ “أثر” أن أسعار النوطات ترتفع نظراً لارتفاع التكاليف، مضيفاً أن لكل نوطة سعراً يتعلق باسم الأستاذ الذي ألفها وما تحويه من شرح وحلول الأمر الذي يفضي إلى النقطة الثانية وهي عدد صفحاتها، مضيفاً أن أسعار النوتات باتت بمئات الآلاف.
اثر برس
إضافة تعليق جديد