عام على زلازل السادس من شباط
خضر أبو الجدايل:
1-أين نحن الآن من النشاط الزلزالي التكتوني ؟
2-هل ذهب الخطر الزلزالي ؟
3- هل هناك تكرار لزلازل شباط؟
4-مالعبرة التي استنتجناها مما حدث؟
في البداية نترحم على ضحايا زلازل شباط في سورية و تركيا و المغرب العربي .
للأسف لو أن الحكومات الوطنية تعاملت مع الأخطار الزلزالية بشكل جدي قبل الكارثة لما سقط هذا الكم الهائل من الضحايا.
كما تعلمون أن الزلازل و البراكين و الظواهر الطبيعية جميعها تخضع للقوانين الفيزيائية و القوى الكونية الاربعة و هو اختصاصي مما ساعدني و بشكل واضح في التحليل في ابحاثي و نشاطي حول الزلازل و النشاط التكتوني .
في مطلع عام ٢٠٢٠ و تحديدا في ١٩ نيسان ، وجهت تقريرا (مرفق صورة)، الى الهلال الاحمر السوري و منظمة الأمن الغذائي العالمي ،محذرا فيه من أننا دخلنا دائرة الخطر من حيث وقوع زلزال مدمر في سورية ، و تضمن التقرير طلبات عديدة لمكافحة الكارثة قبل وقوعها، و لكن تم اهمال التقرير بسبب عدم قدرة المنظمات الدولية على تحقيق المطالب .
وقعت الكارثة و حدث ما حدث ، و قد تم تحرير اجهادات هائلة في منطقتي غازي عنتاب و كهرمان مرعش بطريقة تحريضية و ذكرت أننا أمام دومينو زلزالي له تبعاته و قد أطلقت المصطلح الجديد لأول مرة في الأبحاث العلمية ، من ثم حدث زلزال انطاكيا في العشرين من شباط .
حدثت بعدها عشرات آلاف الهزات الارتدادية (كتوابع زلزالية) ،بشكل كثيف على صدع جنوب وشرق الاناضول و سورية و اتجهت الاجهادات الى شرق الاناضول و غربها.
نجت سورية من زلزال مدمر حتمي بعد أن خففت زلازل تركيا و انطاكيا من توتر فالق البحر الميت و خاصة القسم الشمالي منه بدء من فالق مصياف الغاب و الى حلب .
هذه الزلازل الضخمة لن تتكرر في زمننا المنظور في نفس المنطقة.
فالق البحر الميت الذي يمر من الاردن و فلسطين و لبنان و سورية يستطيع (و من دون ان نحدد زمنا) أن يحرر هزات متوسطة الى قوية دون الصفة التدميرية اي دون الست درجات و خاصة في اربع مناطق حددتها سابقا في منشوراتي، ألا و هي فوالق سرغايا و اليمونة و مصياف -الغاب (شمال غربي حمص و شمال غربي حماه).
لقد ربطت كفيزيائي الحركات التكتونية و الزلازل و البراكين و قوى الطبيعة الاربعة (النووية الشديدة و النووية الضعيفة و الكهرمغناطيسية و الجاذبية) بحركة الماغما و تيارات الحمل الساخنة و التفاعلات النووية و الكيميائية في باطن الارض مع آثارها من حرارة و ضغوط و الذي يزيد من وتيرته القصف اليومي للأشعة الكونية الفتاكة عالية الطاقة لكوكب الارض و التي تتسرب عبر نقاط ضعف في الحقل المغناطيسي لكوكب الارض و خاصة منطقة جنوب المحيط الأطلسي (كما اتى في تقارير لمنظمة البيئة و المناخ و وكالة ناسا) .
بعد رصدنا سلوك الزلازل و مناطق تحرر الاجهادات خلال سنة كاملة نجد أن الاجهادات الكبيرة تحررت في المناطق التالية:
١-تركيا-سورية
٢-خليج عدن
٣-المغرب
٤- أفغانستان
٥-جزر أيسلندا
٦-خندق الفيليبين
٧-اليابان
٨-الصين _قيرقيزيستان
٩-يحدث الآن في جزر الهاواي في المحيط الهادي.
هذا السلوك لمناطق الفوالق الزلزالية حول العالم يؤكد لنا أن الضغوط و الحرارة في باطن الارض موزعة على كامل محيط الارض و تحرير الاجهادات هو السبيل الوحيد ليحافظ الكوكب على بقائه .
في المنشور السابق و المثبت في اعلى الصفحة ،ذكرت أنه و بعد دراسة تحليلية علمية و تقاطعات تحاكي سلوك الفوالق و كمية الطاقة و مناطق تحررها و تواريخ كل الفوالق مع بصماتهم ،استنتجت أن الزلزال القادم سيكون على فالق سان اندرياس في الولايات المتحدة الامريكية و ان حدوث نشاط كثيف على جزر الهاواي ما هو الا مقدمة لحدوث هذا الزلزال المدمر ، طبعا مع دراسات اخرى تؤكد تسرب المادة السائلة الزلزالية من صدوع شرقي المحيط الهادئ و غيرها من التقاطعات ، و انا اتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التحليل و لذلك نشرته باللغتين العربية و الانكليزية و اعد دراسة لمجلتين علميتين هامتين حول هذا البحث .
خلال سنة من الرصد و التقاطعات و التحليلات أعتقد أنني استطعت ان أتوقع بحدوث زلازل متحرضة في اماكن عديدة حتى وصل التنبؤ الى مدة أقل من يوم واحد و كمثال ما حدث بعد زلزال افغانستان بتاريخ١٥/١٠/٢٠٢٣ وما تلاه من تحريض للخليج العربي و خليج عمان .
أما العبرة مما حدث فهو كالتالي :
١-علينا التعامل مع الزلازل على أساس أنها ظاهرة طبيعية و نحن من نعتدي عليها باهمالنا قواعد البناء،و الاكواد الزلزالية.
٢- علينا أن نكون واثقين من أن الأرض ليست حالة ثابتة و تعرضت الحياة عليها عبر التاريخ الطويل لملايين السنين لعدة انقراضات .
٣-يجب التعامل مع الظواهر الطبيعية عن طريق العقل و العلم و البحث العلمي بكل مسؤولية ،دون اهمال اي ظاهرة على اساس ان الحياة مستمرة و هذه الظواهر عابرة.
٤- لوحظ أن الضحايا تكون كبيرة في البلدان التي فيها الانسان قيمة صغرى و في البلدان الفقيرة ذات الكثافة السكانية الكبيرة.
٥- لدينا الكثير الكثير لنعمله لتجنب الكوارث الطبيعية من زلازل و براكين و أعاصير ،و للأسف نحن متأخرون كثيرا في بلادنا.
أختم منشوري بمقولتي الدائمة:
عندما يكون الانسان قيمة عظمى في بلادنا، ستكون الزلازل و البراكين و التطرف المناخي ظواهر طبيعية غير خطيرة علينا .
مع خالص المحبة و السلامة للجميع
06.02.2024
إضافة تعليق جديد